متابعات إخبارية

إيران وأفغانستان.. مباحثات لحل الخلافات العالقة


اتفقت كابول وطهران الأحد على تعزيز العلاقات الثنائية، خلال زيارة وزير خارجية ايران عباس عراقجي لأفغانستان، فيما تمثل هذه الزيارة الأعلى مستوى لمسؤول إيراني منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان في العام 2021 وتأتي في ظل خلافات بشأن عدة قضايا بينها قضية المياه.

وتسعى إيران التي تعاني من عزلة وعقوبات دولية لتوسيع منافذها في دول الجوار، فيما تشكل حركة التجارة المنظمة والسرية على الحدود مع أفغانستان مصدرا مهما للعملة الصعبة.

وتريد طهران الشيعية إيجاد مزيد من المنافذ للالتفاف على العقوبات الغربية وتسعى كذلك لتخفيف جبهات المواجهة الخارجية وحل الخلافات مع الجارة أفغانستان (السنّية) رغم اختلافات الأيديولوجية. وتعرضت مناطق شيعية في أفغانستان لهجمات دموية في السنوات الأخيرة.  

ورغم أنّ طهران التي احتفظت بسفارتها في كابول لا تعترف بسلطة طالبان الجديدة، زارت عدة وفود إيرانية من مستوى أدنى العاصمة الأفغانية في السنوات الأخيرة.

والتقى عراقجي رئيس حكومة طالبان حسن أخوند ونظيره أمير خان متقي الذي أعرب عن أمله في “زخم جديد” والدخول في “مرحلة جديدة” من العلاقات الثنائية. حسب ما أفادت وزارة الخارجية الأفغانية في بيان.

وأشاد عراقجي بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية الجيدة، معربا أيضا عن أمله في “توسيع العلاقات بما يتوافق مع المصالح الوطنية لكلّ جانب”.

ووقعت خلافات بين البلدين في الفترة الأخيرة بشأن سد تبنيه كابول على نهر هريرود المعروف أيضا باسم هري والذي يتدفّق من جبال وسط أفغانستان إلى تركمانستان ويمر على طول حدود إيران مع كلا البلدين. وتقول طهران إنّ بناء السد يحدّ من تدفّق المياه وقد يشكل انتهاكا للاتفاقات الثنائية.

ودعا الوزير الايراني خلال زيارته كابول التي تستغرق يوما واحدا، إلى احترام هذه الاتفاقات، معتبرا أنّ قضية المياه تتطلّب تعزيز التعاون، حسب ما جاء في بيان وزارة الخارجية الأفغانية.

من جهته أكد متقي أنّ سلطات طالبان “تتأكد من وصول المياه إلى الجانبين” الأفغاني والإيراني، مشيرا إلى أنّ “المنطقة بأكملها تعاني الجفاف”.

وتتشارك إيران وأفغانستان حدودا طويلة تمتدّ على أكثر من 900 كيلومتر الحركة عبرها غير مضبوطة تمثّل تحدّيا أمنيا لطهران.

ومنذ استيلاء الحركة المتشددة على الحكم، ازداد تدفّق المهاجرين الأفغان إلى إيران بشكل ملحوظ. وتسعى طهران إلى احتواء هذا التدفّق وتطرد منذ العام الماضي أعدادا كبيرة من اللاجئين الأفغان. وشيّدت جدارا على الحدود، ما شكّل مصدر توتّر بين البلدين.

ويعيش في إيران أكثر من ستة ملايين لاجئ أفغاني. وفق الأرقام التي قدّمها السفير الإيراني أمير سعيد إيرواني إلى الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وفي كابول، دعا متقي وأخوند إلى تحسين معاملة الأفغان في إيران. حيث يقولون إنّهم يتعرّضون لمضايقات ويعانون الترحيل القسري والإساءة من قبل السلطات. لكن وزير الخارجية الإيراني قال إن بلاده ترحّل “بطريقة محترمة” الأشخاص الموجودين على أراضيها بشكل غير نظامي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى