اتهامات لإيلون ماسك بـ”الرجعية”
انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في مجال التكنولوجيا، متهما إياه بدعم “الرجعية”.
وجاءت هذه التصريحات في وقت أصبح فيه ماسك فاعلًا في المجالين السياسي والاجتماعي.
ووفقًا لتقرير صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، لم يخفِ إيلون ماسك، المعروف بمشاريعه المستقبلية مع “سبايس إكس” و”تسلا” و”ستارلينك”، طموحه في “تغيير العالم”، بعيدًا عن الحدود التقليدية للأعمال.
كما دخل ماسك إلى الساحة السياسية، فقد دعم علنًا شخصيات محافظة وأصبح معارضًا لما يعتبره رقابة مفرطة على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما على “إكس”.
بدوره، انتقد ماكرون “عملية زعزعة استقرار” التي يقودها ماسك، بحسب وصفه دون أن يسميه بشكل صريح.
وبالنسبة لماكرون، يُعد ماسك جزءًا من رؤية أيديولوجية رجعية تتماشى مع قيم اليمين المتطرف في أوروبا.
ورأى التقرير أنه من غير المنطقي وصف ماسك بـ”الرجعي” نظرًا إلى مشاريعه، فبعيدًا عن السعي وراء العودة إلى “الماضي المثالي”، يعمل ماسك على آفاق متقدمة بالعلم والتكنولوجيا.
وأكد التقرير أن هذا التوجه التكنولوجي الطموح يتعارض تمامًا مع التعريف التقليدي لـ”الرجعية”، التي ترتبط بالرفض المطلق للتقدم والتغيير.
ولفت تقرير الصحيفة الفرنسية إلى أنه بالنسبة لمنتقديه، يُعد ماسك “رجعيًا” ليس من خلال مشاريعه التكنولوجية، ولكن من خلال مواقفه تجاه القضايا الاجتماعية، لا سيما أنه يعارض الهجرة غير القانونية، ويهاجم “الفيروس اليساري”، وينتقد بشدة السياسات الاجتماعية التي تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.
وتساءلت الصحيفة: إذا كانت هذه المواقف قربت ماسك من التيارات المحافظة في أوروبا، فهل تكفي لتصنيفه “رجعيًا” بالمعنى الحرفي؟
وبحسب التقرير فإن النقاش حول ماسك يسلط الضوء على التناقض: العلاقة بين التقدم التكنولوجي والقيم التقدمية الاجتماعية.
تاريخيًا، ربط اليسار دائمًا التقدم التكنولوجي بالتقدم الاجتماعي، إلا أن ماسك يكسر هذا الرابط، إذ يدافع عن شكل من أشكال الحرية الفردية المطلقة التي تتناقض مع المبادئ التقدمية التقليدية، بحسب التقرير.
وقالت الصحيفة إن ماسك لا يسعى إلى العودة إلى الماضي، بل يبني مستقبلاً تكون فيه الابتكارات التكنولوجية هي الأساس.
وطرح التقرير التساؤل مجددًا: هل يمكن اعتبار ماسك رجعيًا؟ وقال: ربما، إلى حد ما، لأنه يرفض بعض جوانب الحداثة التي يراها “مفرطة في التقدم” و”بيروقراطية”.
ومع ذلك أكد التقرير أن ماسك يبدو في جوهره مبتكرًا وطموحًا، يسعى إلى خلق عالم تحكمه التكنولوجيا والحرية الفردية والطموح لاستكشاف الفضاء.
وفي هذا السياق، يمكن اعتبار ماسك “تقدميًا” أكثر من أن يكون “رجعيًا”، لا سيما أنه لا يحلم بماضٍ مجيد، بل بمستقبل جريء، حيث تكون الابتكارات هي القوة الدافعة وليس القيم الاجتماعية التقليدية.
وخلص التقرير الى القول إنه إذا كانت رؤية ماسك السياسية تزعج بعضهم، فذلك لأنه يتحدى فكرة التقدم كما صوره الجيل السابق، موضحًا أن أفكاره تثير القلق وتطرح تساؤلات حول معنى التقدم في عصر الابتكار التكنولوجي.