سياسة

هجوم مباغت للقاعدة يسفر عن مقتل 16 من قوات الانتقالي الجنوبي


قتل 16 جنديا يمنيا وأصيب 18 آخرون في هجوم بسيّارة مفخخة على ثكنة عسكرية تابعة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين بجنوب البلاد تبنّاه تنظيم القاعدة.

وقال المتحدث العسكري باسم المنطقة العسكرية الرابعة العقيد محمد النقيب لفرانس برس أن “هجوم إرهابي بسيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدف ثكنة لقواتنا في مديرية مودية بمحافظة أبين”. وأكد “أن الهجوم الإرهابي جاء عقب ضربات موجعة ومركزة وجهتها قواتنا المسلحة ضد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في مديرية مودية وباقي مناطق الجنوب”.

وذكر مصدر مطلع أن الهجوم تسبب في انفجار ضخم وتصاعد كبير لأعمدة اللهب والدخان في المكان، ما يشير إلى أن السيارة المفخخة كانت تحمل كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار.

وأشار إلى أن القوات العسكرية للمجلس الانتقالي في مديرية مودية وباقي مديريات أبين تنفذ في الأثناء انتشارا واسعا في مناطق عدة بالمحافظة.

ولطالما اضطلعت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بالانفصال عن شمال اليمن، بدور مهمّ في محاربة عناصر القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في جنوب البلاد.

وتأسس المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017، وهو جزء من “مجلس القيادة الرئاسي” السلطة اليمنية المعترف بها دوليًا والتي تتخذ من الجنوب مقرًا منذ اندلاع النزاع في اليمن عام 2015.

وتبنّى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، العملية الجمعة. ونقل مركز “سايت” الذي يرصد وسائل الإعلام الجهادية ومقرّه الولايات المتحدة، عن التنظيم قوله إن “مهاجما فجّر سيارة مفخخة في الموقع العسكري”.

ووفّرت الحرب في اليمن موطئ قدم للجماعات المتطرفة وبينها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعتبره واشنطن أخطر أذرع التنظيم الأساسي، لكنّ وتيرة هجماته تراجعت كثيرًا في السنوات الأخيرة.

ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، نزاعًا داميًا منذ 2014 بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين.

واستغل فرع التنظيم في اليمن الصراع المستمر منذ تسع سنوات -بين جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والتحالف الذي تدعمه السعودية لتعزيز نفوذه في الدولة المجاورة للسعودية والتي تقع بالقرب من ممرات شحن رئيسية.

وكثف المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تربطه صلات قوية بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية ويسيطر على أجزاء كبيرة من الجنوب هجماته على عناصر القاعدة خلال العام الماضي. وسبق أن سقط العديد من القتلى والجرحى في صفوفه جراء هجمات متعددة شنتها عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين. 

وكانت قوات المجلس الانتقالي قد أعلنت إطلاق أكثر من عملية عسكرية لتطهير أبين من القاعدة. لكن مسلحي التنظيم مازالوا ينشطون في المحافظة. 

ونجا تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من محاولات الجيش الأميركي والتحالف والحوثيين على مدى سنوات للقضاء عليه مستغلا الفوضى في اليمن وتعاطف القبائل والمساحات الشاسعة من الأراضي غير المعمورة.

كما أن تقارير عديدة تشير إلى تعاون بين الحوثيين وتنظيم القاعدة. فقد سبق أن ذكر تقرير لصحيفة التلغراف البريطانية، أنه على الرغم من اختلاف تصنيفاتهم الدينية فإنهم ينسقون لاستعادة السيطرة على جنوب اليمن من المجلس الانتقالي الجنوبي.

ويشير التقرير إلى أن الحوثيين يساعدون تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من خلال تزويدهم بطائرات بدون طيار وإطلاق سراح شخصيات رئيسية من السجن.

ومن المرجح أنه تم الحصول على هذه الطائرات بدون طيار من خلال دعم خارجي، نظراً للقدرة التقنية المحدودة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في تطوير طائرات بدون طيار خاصة به. وحافظ أبو أسامة الدياني، وهو زعيم جهادي يمني مقرب من زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الراحل خالد باطرفي، على علاقة وثيقة مع الحوثيين وسهل الحصول على هذه الأسلحة.

وقالت الصحيفة أنه في مايو/أيار الماضي نفذ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سبع هجمات بطائرات بدون طيار على مجموعة موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة بجنوب اليمن.

وإلى جانب الطائرات بدون طيار، قدم الحوثيون للقاعدة الدعم اللوجستي بما في ذلك الصواريخ الحرارية ومعدات الاستطلاع وغيرها. ويتجاوز هذا التعاون مجرد توريد الأسلحة. ويشير إلى مستوى أعمق من التعاون بين المجموعتين.

وأضاف التقرير بأن الطبيعة الدقيقة للشراكة لا تزال غير واضحة. لكن الأدلة تشير إلى وجود جهد منسق بين الحوثيين والقاعدة في شبه الجزيرة العربية.

ويحدث هذا التطور وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. لا سيما بسبب الحرب المستمرة في غزة، كما أن تعاون تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مع جماعة إرهابية تدعمها طهران يضيف طبقة جديدة من الخطر إلى منطقة مضطربة بالفعل.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى