25 يوليو انهيار الإخوان في تونس
انتهاء عصر الإخوان والعشرية السوداء كان حلماً في تونس قبيل 25 يوليو من العام 2021، واليوم ومع الذكري الثانية لعيد تونس وانتهاء الإرهاب أصبح الإخوان في الشتات والسجون التونسية.
25 من يوليو، تحتفل تونس بعيد الجمهورية التي تأسست في نفس اليوم عام 1957. حين تخلص من الحكم الملكي ومن حكم البايات، وأسس جمهوريته الأولى بقيادة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. ومن ثَم العيد الآخر حين أنهى الرئيس قيس سعيد احتلال الإخوان لتونس لمدة 10 سنوات.
تسلل زمني للأحداث
في 25 يوليو 2021، اتخذ الرئيس قيس سعيد عدة إجراءات استثنائية. وأصدر عددا من القوانين التي أدت إلى تغيير المشهد السياسي في البلاد.
وفي سبتمبر 2021، تم تعليق العمل بالدستور الإخواني، الصادر عام 2014، وإصدار المرسوم الذي حمل رقم 117، وفي أكتوبر 2021، عين سعيد، نجلاء بودن رئيسة للحكومة الجديدة. كما شرع في محاسبة عدد من البرلمانيين والسياسيين المتورطين في قضايا الفساد المالي والإرهاب. ومنع رجال أعمال ورؤساء أحزاب ومنظمات وقضاة وإعلاميين ومحامين من السفر.
وفي منتصف يناير 2022، أطلق الرئيس سعيد، الاستشارة الوطنية الإلكترونية حول الدستور والنظام السياسي والاقتصادي. وفي الشهر التالي مباشرة، قرر حل المجلس الأعلى للقضاء عبر مرسوم رئاسي، وأقر استبداله بمجلس قضائي مؤقت معين. وذلك لإبعاد قضاة الإخوان المتسترين على القضايا الخطيرة والمتورط فيها قيادات الجماعة، أبرزها الاغتيالات السياسية وقضايا التسفير إلى بؤر الإرهاب والتخابر على أمن الدولة.
أما مارس 2022، قرر حل البرلمان بشكل نهائي، وذلك على خلفية عقد جلسة عامة لمجلس نواب الشعب برئاسة رئيسه آنذاك راشد الغنوشي. أقرت إبطال العمل بالتدابير الاستثنائية التي وضعها سعيد، قبل أن يقرر بعدها حل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وتعديل قانونها وتعويضها بـ7 أعضاء معينين من قِبل الرئيس.
وفي 25 يوليو 2022، تم تنظيم استفتاء على مسودة الدستور، ليتم اعتماده بأغلبية شعبية. ويترتب على ذلك صدور مرسوم في 15 سبتمبر 2022، بتعديل القانون الانتخابي. من خلال فرض نظام الاقتراع على الأفراد بدل القوائم، مع خفض عدد مقاعد البرلمان إلى 161 نائباً.
وفي 17 ديسمبر 2022، نظمت تونس الانتخابات التشريعية التي أسفرت عن برلمان خالٍ من ممثلين لجماعة الإخوان، ومنذ 11 فبراير. نفذت السلطات التونسية حملة توقيفات شملت قادة حزبيين وقاضييْن ورجل أعمال ومحامين ونشطاء. بتهمة التآمر على أمن الدولة. والوقوف وراء أزمات توزيع السلع وارتفاع الأسعار، والتخطيط للانقلاب عن الحكم.
وفي 13 مارس فتح مجلس نواب الشعب أبوابه مجددا لاستقبال أعضائه المنتخبين حديثا في أول جلسة. دعا إليها الرئيس التونسي قيس سعيد وفق أمر رئاسي نشرته الجريدة الرسمية للدولة.
وفي 17 أبريل 2023، ألقت السلطات التونسية القبض على زعيم إخوان تونس، راشد الغنوشي، بتهمة التآمر على أمن الدولة.
نهاية الطائفة الإرهابية في تونس
ويقول الباحث السياسي التونسي، حازم القصوري، إن نهاية الإخوان هي نهاية طائفة اتخذت من الاستعمار وسيلة، والدرس الأفغاني سبقه تصريحات وزير الخارجية القطري. الذي قال عنهم ما لم يقله قيس عن ليلى إنهم طائفة لا تستطيع تُسير دكانا صغيرا فما بالك دولة.
وأضاف أن الإخوان عادوا غرباء إلى ديار الاستعمار تتقاذفهم حدود الدول ومطاراتهم. وأصبحوا طائفة الشتات، ويتخبطون على أعتاب الدول الكبرى ويتباكون على حائط الديمقراطية. وزعموا في مراكز بحثية أن مقولاتهم تتناغم مع المفاهيم الغربية كذبًا.
وأشار القصوري أن خسارة النهضة كل شيء بعد أن ثبت أنهم طائفة ولعنة مرشدهم. أنهم ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين من خلال ملفات القضايا.
التي فتحت بخصوص الاغتيالات والتسفير وأذرعهم المالية والدعائية في ما بات يعرف بـ”فضيحة أنستاليغو وتسفير الأفارقة”. بل وتهديد أوروبا بهذا الملف الشيء. الذي أجبر إيطاليا على التحرك قبل حصول الكارثة. وكلها ملفات ناطقة بما فيها، وأن التنظيم قاب قوسين أو أدنى لإدراجه في قائمة الإرهاب.