10 أسباب لدعم أمريكا للإخوان
صناعة القرار الأمريكى لا تنتج عن عامل واحد وإنما هى محصلة مجموعة من العوامل والمؤثرات التى توجه صانع القرار فى اتجاه معين، وقد لاحظ الكثيرون أن الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت دعماً لجماعة الإخوان المسلمين، والذى تجلى فى تردد الإدارة الأمريكية فى وصف 30 يونيو على إنها ثورة، بالرغم إن ما حدث فيها من خروج الشعب ضد الحاكم وتدخل الجيش لصالح الشعب هو تكرار لما حدث فى أحداث 25 يناير التى أطاحت بنظام مبارك. والتى اعتبرتها الإدارة الأمريكية ثورة بلا أدنى تردد. ولم يكن هناك عامل واحد وراء الاتجاه الأمريكى لدعم الإخوان بل كان هناك العديد من المؤثرات والعوامل التى ضغطت فى هذا الاتجاه وتشمل ما يلى.
العامل الأول
فشل الولايات المتحدة فى مقاومة وهزيمة التيار الإسلامى المتشدد فى العراق وأفغانستان جعل البعض يفكر فى دعم تيار إسلامى يظن أنه معتدل أملاً أن يستطيع هذا التيار أن يسيطر على التيارات الإسلامية المتطرفة فى العالم، وبالتالى يقلل من العمليات الإرهابية التى قد تضر بمصالح الغرب. وقد ظن البعضُ فى الإدارة الأمريكية ودوائر صنع القرار خطأً أن الإخوان المسلمين تيار معتدل وذلك لأنهم حكموا عليهم من خلال بعض التعاملات الشخصية مع أعضاء جماعة الإخوان دون فهم عميق لأيديولوجيتهم وفكرهم.
العامل الثانى
وقف البعض فى الإدارة الأمريكية وراء الإخوان من منطلق تنفيذ حرفى ومثالى لمبدأ ديمقراطية الصندوق واحترام نتائجها مهما حدث دون النظر لأى اعتبارات أخرى. وهذه المجموعة إرادة تنفيذ مبادئ الديمقراطية بصورة حرفية كما جاءت فى الكتب النظرية دون تفهم للواقع.
العامل الثالث
ظن البعض أن عدم وطنية الإخوان المسلمين وتفضيلهم لجماعتِهم على أوطانهم قد يساعد فى حل الصراع العربى الإسرائيلى بأن يتنازلوا عن سيناء لتكون وطنا بديلا للفلسطينيين. وقد ساعد فى إدراك هؤلاء لعدم وطنية جماعة الإخوان المسلمين كلمة مرشدهم «طز فى مصر» وأغانى بعضهم لدعم مرسى والتى كان يرقص فيها السيد صفوت حجازى ومعه الكثير من مؤيدى مرسى ويقولون «بكره مرسى يحرر غزة» فى إشارة واضحة أن أولوياتهم لم تكن شيئاً لمصر وشعبها وحلاً لمشاكلهم بل كانت لآخرين.
العامل الرابع
كان البعض يرى أن صعود تيار الإخوان وسيطرته على أكثر من دولة سيخلق قوى سنية إقليمية تدخل فى صراع مع القوى الشيعية فى المنطقة؛ مما قد يصب فى مصلحة بعض القوى المستفيدة من وجود مثل هذا الصراع.
العامل الخامس
البعض فى دوائر المخابرات كان يرى أن صعود تيار الإسلام السياسى الى سدة الحكم يضعه فى اختبار لمصداقيته وقدرته على تحسين الأحوال المعيشية والاقتصادية للشعوب، وكان من المتوقع أن هذا التيار سيفشل فى الحكم لأسباب عديدة مثل عدم الكفاءة وقلة الخبرة والتحرك بحماس أيديولوجى يعميهم عن قراءة الواقع وسيكون نتيجة لهذا الفشل المتوقع هو هزيمة فكرية لذلك التيار كما حدث فى بنجلادش حينما وصل الإسلاميون الى الحكم ثم رفضهم الناس بعد ذلك نتيجة لفشلهم الذريع.
العامل السادس
كانت الكراهية المفرطة والعمياء عند بعض الليبراليين لوجود من كانوا ينتمون لخلفية عسكرية فى الحكم بصورة عامة سبباً دفع الكثير منهم الى دعم أى نظام يُضعف من وجودهم حتى لو كان هذا النظام إسلامى متطرفا. ونرى ذلك يتجلى فى مقالات الكثير من الصحف الليبرالية والتى هاجت وماجت حينما تدخل الجيش لينفذ رغبة الشعب فى الإطاحة بمرسى فى ثورة 30 يونيو.
العامل السابع
كان البعض يرى أن صعود التيار الإسلام السياسى فى بعض الدول سيؤدى حتمياً الى صراعات داخلية بينه وبين التيارات الفكرية والدينية الأخرى تنتهى بتقسيم هذه الدول الى دويلات صغيرة يسهل إخضاعها وقياداتها.
العامل الثامن
كان البعض يرى أن سيطرة الإسلام السياسى على بعض الدول مثل مصر وليبيا وسوريا سيشجع الإرهابيين والمتطرفين المتواجدين بالغرب على الانتقال لهذه الدول لدعم التيار الإسلامى مما قد يقلل من أعدادهم والمشاكل الناجمة عنهم فى الغرب.
العامل التاسع
تأثير اللوبى الإخوانى فى أمريكا والغرب من خلال وسائل متعددة وقدرته على اختراق دوائر صنع القرار من خلال تقديم استشاريين وخبراء لهذه الدوائر؛ لإعطائهم نصائح تصب فى النهاية فى مصلحة تيار الإسلام السياسى.
العامل العاشر
يؤمن البعض -وإن كانت نسبته قليلة -«بنظرية هرمجدن» الدينية والتى تتوقع حدوث حرب شنعاء فى منطقة الشرق الأوسط فى آخر الأيام قبل مجىء المسيح عليه السلام وهناك بعض الطوائف التى تؤمن بأن عليها أن تدفع عجلة التاريخ ليحدث ذلك. ويرى هؤلاء أن صعود التيار الإسلام السياسى والمشهور بعنفه فى هذه المنطقة سيكون بداية صراعات إقليمية تنتهى بحدوث «هرمجدن».
ومن ذلك يتضح أنه لم يكن هناك عامل واحد دفع الولايات المتحدة إلى إعطاء شيء من الدعم للإخوان المسلمين وأن ما حدث كان كما ذكرنا هو بسبب مجموعة من العوامل المختلفة التى دفعت الإدارة الأمريكية فى هذا الاتجاه، وجدير بالذكر هنا أن الإدارة الأمريكية حالياً تعيد حساباتها بهذا الشأن.
عن “صحيفة روز اليوسف”