سياسة

يوسف المداني.. القائد الغامض الذي صاغ عقيدة الحوثي العسكرية


بعد إعلانها مقتل محمد عبدالكريم الغماري بغارات إسرائيلية، أعلنت مليشيات الحوثي تعين يوسف حسن المداني خلفا له في رئاسة هيئة الأركان.

والمداني (49 عاما) هو معلم الغماري وصهر زعيم المليشيات ورفيق قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” الإيراني السابق، الذي اختاره ليكون “همزة وصل بين الحوثيين والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني”.

أدرجه مجلس الأمن عام 2021 على قائمة العقوبات، كما وضعته الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب في نفس العام.

يضع التحالف العربي المداني في المرتبة الـ8 ضمن قائمة الـ40 إرهابيًا حوثيًا، بمكافأة تبلغ 20 مليون دولار أمريكي لمن يدلي بأي معلومات للقبض عليه أو مكان وجوده، لسجله الوحشي بحق المدنيين.

أبرز المعلومات عن يوسف المداني

 مسار المداني، ودوره القيادي في مليشيات الحوثي، الموالية لإيران، وكيف أصبح رجل الحرس الثوري في صنعاء، وتلك أبرز المعلومات عنه:

  • عينته مليشيات الحوثي عام 2017 في منصب قائد المنطقة العسكرية الخامسة والتي تشمل محافظات غرب اليمن، والمناطق الحدودية الشمالية مع السعودية.
  • يوصف يوسف المداني بأنه المؤسس الثاني للجناح العسكري للمليشيات، وذلك بعد مصرع المؤسس الأول حسين الحوثي عام 2004، وفرار زعيم الجماعة الحالي عبدالملك الحوثي إلى أحد كهوف بلدة نقعة، شمال شرق صعدة.
  • ينحدر “المداني” من أسرة إمامية استوطنت مديرية “مستبأ” بمحافظة حجة، ويعد من أوائل عناصر مليشيات الحوثي الذين انتقلوا إلى إيران وجنوب لبنان، وقد تلقى تدريبه العسكري باكرا على أيدي خبراء حزب الله.
  • حسب مصادر خاصة فإن القيادي في حزب الله عماد مغنية، هو من وقف خلف تزكية المداني للارتباط بقائد فيلق القدس قاسم سليماني؛ لتستمر هذه العلاقة إلى أن تم قتل الجنرال الإيراني بغارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد مطلع 2020.

ذراع سليماني

ووفقا للمصادر فإن سليماني كان المسؤول عن التدخلات الإيرانية في البحر الأحمر، فيما كان ذراعه “المداني” القائد الميداني لمليشيات الحوثية على امتداد شريط الساحل الغربي لليمن.

ولا يزال المداني، الذي يكنى “أبو حسين”، ومتزوج من ابنة مؤسس الجماعة “حسين الحوثي”، حتى اليوم يدير المسرح الغربي لليمن أو ما يعرف بـ”المنطقة العسكرية الخامسة”، ونظرا لأهميتها استمرت العلاقة التي تربطه بقائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وبحسب المصادر فإن سليماني كان يولي اهتماماً كبيراً للعمليات في الساحل الغربي لليمن، لأهميته الاستراتيجية في مسار الصراع وتحركات إيران المهددة للملاحة الدولية.

وتشير مصادر إلى أن “سليماني” هرّب العديد من خبراء العسكريين الأجانب للحديدة للعمل مع “المداني” في إدارة العمليات العسكرية، سواء ما يتعلق بتهريب السلاح والمعدات، أو في التدريب وإدارة العمليات الميدانية على الأرض، والهجمات البحرية.

وأشرف أولئك الخبراء على تشكيل كتائب عسكرية في المنطقة الحوثية الخامسة باسم “كتائب المندب”، التي تلقت تدريبات مكثفة في العمليات البحرية والبرية، وتم تسليحها بشكل خاص من قبل الحرس الثوري الإيراني، وفقا لذات المصادر.

مهندس الحروب

يرجع تلقيب المداني بـ”مهندس الحروب”، إلى دوره العسكري عقب مقتل “حسين الحوثي” عام 2004 وصراعه الحاد مع القيادي الحوثي البارز “عبدالله الرزامي” الذي حاول فرض نفسه زعيما للجماعة باعتباره أبرز أتباعه والمقربين منه.

لكن المداني فرض نفسه قائدا عسكريا للمليشيات ليحسم “بدر الدين الحوثي” الصراع مع الرزامي بتعيين نجله “عبدالملك” زعيما للجماعة، رغم أن “مهندس الحروب”، الأكثر التصاقا بقاسم سليماني والحرس الثوري الإيراني، كان يعتبر نفسه الأحق بالقيادة لانتمائه لما يسمى “العائلات السلالية”.

وبحسب مصادر يمنية فإن المداني بعد تولي “عبدالملك” زعامة جماعة الحوثي استمر قائدا عسكريا للمليشيات مع شقيقه “طه المداني” (قتل منتصف 2015 بضربة للتحالف)؛ لتمضي الترتيبات في المسار القيادي للتنظيم الإرهابي وفق توافق العائلات الحوثية الكبيرة، والتي حسمت قرار بقاء القيادة في “بيت بدر الدين الحوثي”.

تهميش عن السياسة

أطاح زعيم المليشيات بالمداني من القيادة على مشارف صنعاء وعين شقيقه “عبدالخالق الحوثي” قائدا لعملية اجتياح العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، ضمن ترتيبات حوثية لما بعد إسقاط العاصمة اليمنية، وتثبيت الانقلاب.

وعقب الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر/أيلول 2014، وإزاحته من قيادة الجناح العسكري، عين المداني نائبا لرئيس اللجنة الأمنية العليا ثم رئيسا للجنة برتبة “لواء” خلفا لشقيقه وهو منصب اعتبره المداني إقصاء مبكرا له، كون وجود القيادات العسكرية المرتبطة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، حينها حجّم نفوذه داخل المؤسسة العسكرية والأمنية.

وتلقى “المداني” ثاني ضرباته لدى تشكيل المليشيات مجلسا حاكما لمناطق سيطرتها وتعيين صالح الصماد (قتل 2018 بغارة للتحالف) رئيسا له، إذ عدت رسالة صريحة من زعيم المليشيات للمداني ببقاء دوره في العمل العسكري الميداني بعيدا عن مراكز القيادة العليا والقرار السياسي في صنعاء.

وعين المداني قائدا لما يسمى ” المنطقة الخامسة” وتضم مسرحا عسكريا يمتد من مديرية ميدي مرورا بالحديدة، وحتى المرتفعات المطلة على باب المندب والمخا غربي محافظة تعز.

ورغم محاولات زعيم الحوثيين وجناح صعدة إضعاف المداني وإنهاء تأثيره، إلا أن ارتباطه بقائد فيلق القدس الرجل القوي في الحرس الثوري الإيراني قبل مصرعه، منحه نفوذا كبيرا داخل بنية التنظيم الهرمي للمليشيات.

كما لا يزال يحظى بثقة كبيرة لدى ضباط الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية الموجودين في اليمن وهو ما دفعت به مؤخرا لرئاسة هيئة الأركان العامة خلفا للغماري.

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى