سياسة

ولاية ألمانية تتعرض لانتقادات كبيرة لتعاونها مع ذراع أردوغان للتطرف


تعرضت حكومة ولاية راينلاند بفالتس الألمانية، لانتقادات كبيرة لإبرامها اتفاق تعاون مع الاتحاد الإسلامي التركي ديتيب (ذراع أنقرة لنشر التطرف)؛ لتدريس مادة الدين في مدارسها.

وخلال الأيام الماضية، أبرمت حكومة راينلاند بفالتس، اتفاقية هدف مع ديتيب، وهي خطوة تسبق توقيع العقد الأساسي، من أجل تدريس الدين الإسلامي في مدارس الولاية، وتتضمن الاتفاقية إدخال حصص في مراحل التعليم قبل الجامعي، لتدريس الدين الإسلامي، تحت إشراف ديتيب التي تعد ذراع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنشر أفكاره المتطرفة.

وقالت صحيفة إين بليك الألمانية إن ديتيب تخضع لسيطرة مباشرة من أردوغان، وتنفذ أوامره، وتعد عنصرا أساسيا في تحقيق أهدافه الخارجية، مضيفة: السماح للمنظمة التركية بالولوج لمدارسنا، هو في حد ذاته مباركة لاختراق أردوغان للمجتمع الألماني.

وقالت سوزان شروتر، أبرز خبيرة ألمانية في شؤون التنظيمات الإسلامية المتطرفة، ورئيسة مركز فرانكفورت للإسلام العالمي بحثي: ديتيب تقدم تقاريرها مباشرة للرئاسة التركية، وكل مسؤوليها وأئمتها تعيّنهم أنقرة، ما يعني خضوعها بشكل كامل لأردوغان…ديتيب هي أداة أساسية في يد النظام التركي لتنفيذ أهدافه السياسية في ألمانيا، والسيطرة على الجالية التركية الكبيرة التي يبلغ تعدادها نحو 4 ملايين نسمة هنا في هذا البلد الأوروبي، بحسب الصحيفة نفسها.

وأضافت شروتر: بالإضافة إلى ذلك، هناك أدلة معقولة على أن المنظمة حركت موظفيها للتجسس على معارضي أردوغان في الأراضي الألمانية، وتقديم تقارير للشرطة التركية…لأكثر من ذلك، أن بعض مساجد المنظمة في ألمانيا كانت ميدانا لتجنيد المسلحين لصالح تنظيم داعش، لافتة إلى أن وصول ديتيب للمدارس الألمانية يعتبر موافقة على اختراق أفكار أردوغان المتطرفة لمجتمعنا.

ويعد ديتيب أكبر منظمة مظلية للمساجد في ألمانيا، حيث يشرف الاتحاد على 900 مسجد في عموم البلاد بينها المسجد الكبير في مدينة كولونيا، ويشغل عضويته 800 ألف شخص، ووفق مركز الدراسات التابع للبرلمان الألماني، فإن ارتباط ديتيب بالنظام التركي ليس محل شك.

وكان المركز قد كشف في تقرير صدر في 2018 عن أن ديتيب مرتبط بشكل مباشر بمديرية الشؤون الدينية التي تخضع لإشراف مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتصنف السلطات الألمانية المنظمة التركية (ديتيب) بأنها تمثل تهديدا للديمقراطية.

والأسبوع الماضي، قررت حكومة ولاية هيسن، وسط ألمانيا، طرد ديتيب، من مدارسها، بسبب خضوعه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعلاقته بالإخوان.

وبحسب تقرير لصحيفة ميتل هيسن الألمانية فإن وزير الثقافة في الولاية، إلكسندر لورز، اتخذ قرار طرد ديتيب من المدارس وإنهاء التعاون التعليمي معها هذا الأسبوع. 

ونقلت عن لورز المنحدر من الاتحاد المسيحي (حزب المستشارة أنجيلا ميركل)، قوله إن اتحاد ديتيب لم يستطع تبديد شكوكنا في خضوعه مباشرة لأنقرة وأردوغان.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى