سياسة

وكالة الأونروا.. نشأتها وأهميتها في حياة الفلسطينيين


منذ أكثر من سبعة عقود، شكّلت الأونروا “شريان حياة” لملايين من اللاجئين الفلسطينيين في مناطق انتشارهم.

لكن اليوم، بات هذا الملاذ الآمن وبصيص النور الوحيد لملايين الفلسطينيين يتلاشى مع حظر إسرائيل أنشطة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على أراضيها.

واليوم الإثنين، وبعد أسبوع على قرار الحظر، أعلنت إسرائيل أنها أبلغت الأمم المتحدة رسميا بقطع علاقاتها بالأونروا.

متى تأسست الأونروا؟

تأسست وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا“، في 8 ديسمبر/كانون الأول عام 1949، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 عقب حرب (أو نكبة) 1948، وبدأت عملياتها في الأول من مايو/أيار 1950. 

قبل تأسيسها كان “برنامج الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين” الذي أنشئ عام 1948 يؤدي مهمات إغاثية للاجئين الفلسطينيين.

لكن الوكالة الوليدة تولت المهام التي كانت موكلة لهذا البرنامج، كما كلّفت الاستجابة بطريقة أكثر فاعلية للحاجات الاقتصادية والاجتماعية لمجمل اللاجئين الفلسطينيين.

ماذا تقدم؟

تقول الوكالة الأممية على موقعها الإلكتروني، إن لديها تفويضا إنسانيا وتنمويا بتقديم المساعدة والحماية للاجئي فلسطين ريثما يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم، وتشمل مهامها: 

 التعليم

الرعاية الصحية

الخدمات الاجتماعية

البنى التحتية للمخيمات

التمويلات الصغيرة

المساعدات الطارئة، بما في ذلك خلال الفترات التي تشهد نزاعا مسلحا.

وهناك أكثر من 540 ألف طفل يدرسون في مدارس الأونروا التي تدير كذلك 141 مرفقا للرعاية الصحية الأولية وتستقبل قرابة سبعة ملايين مريض كل عام وتقدم المساعدات الغذائية والنقدية لنحو 1,8 مليون شخص.

أين تعمل؟

تعمل في قطاع غزة والضفة الغربية التي تشمل القدس الشرقية، وسوريا ولبنان والأردن، حيث كانت في البداية ترعى 700 ألف فلسطيني أجبروا على ترك منازلهم أو الفرار منها بعد إنشاء دولة إسرائيل.

وفي القطاع المحاصر تُعتبر الوكالة الأممية “العمود الفقري” للاستجابة الإنسانية في غزة، وقُتل 222 على الأقل من موظفيها وطال الدمار أو الضرر ثلثي منشآتها. بحسب أرقام أممية.

وأعلنت الأونروا أن إسرائيل منعتها نهائيا من توصيل مساعدات إلى شمال قطاع غزة الذي بات على حافة المجاعة.

كم عدد المستفيدين؟

هناك قرابة ستة ملايين فلسطيني مسجلين لدى الأونروا ويمكنهم الاستفادة من خدماتها.

كما أن هناك ما مجموعه 58 مخيما للاجئين تعترف بها الوكالة الأممية، بينها 19 في الضفة الغربية.

من أين تستمد تفويضها؟

منذ تأسيس الأونروا عام 1949، لم يتم تحديد ولاية الوكالة في مصدر أو وثيقة واحدة. وبدلا من ذلك، فإن ولايتها مستمدة في المقام الأول من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة. 

لماذا حظرها الكنيست؟

الإثنين الماضي، حظر الكنيست، رسميا أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في إسرائيل، رغم معارضة واشنطن والأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

وجاء هذا الحظر الذي أقرّه غالبية 92 صوتا مقابل 10 أصوات معارضة، بعد سنوات من الانتقادات الإسرائيلية الحادة للأونروا والتي زادت منذ بدء الحرب في غزة.

حظرٌ شكّل سابقة تاريخيّة بعد أشهر من تصاعد التوتر بين الوكالة وإسرائيل.

خلفية الحظر

وكانت حدة الانتقادات الإسرائيلية للوكالة الأممية قد تصاعدت بشكل كبير منذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.

وفي مطلع العام الجاري، وجهت إسرائيل اتهامات لعشرات من موظفي الأونروا في قطاع غزة بضلوعهم في الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر على بلدات إسرائيلية. لكن دون العثور على أي دليل يؤكد ذلك.

إدانات للحظر

وأثار الإجراء الإسرائيلي، موجة إدانات دولية وعربية واسعة النطاق.

وعبرت الولايات المتحدة عن “قلق عميق” بشأن التشريع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر “أوضحنا لحكومة إسرائيل أننا نشعر بقلق عميق إزاء هذا التشريع”، مشددا على الدور “الحاسم” الذي تضطلع به الوكالة في توزيع المساعدات في غزة.

وأضاف “نواصل حض الحكومة الإسرائيلية على تعليق تنفيذ هذا التشريع، ونطلب منهم عدم تمريره إطلاقا، وسننظر في الخطوات التالية بناءً على ما سيحدث”.

من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر،  إن بلاده “قلقة جدا” إزاء إقرار البرلمان الإسرائيلي هذا التشريع، محذرا من أن هذا التشريع “قد يجعل مستحيلا عمل الأونروا الأساسي بالنسبة للفلسطينيين، ما يعرض للخطر الاستجابة الإنسانية الدولية بكاملها في غزة”.

دولة الإمارات العربية المتحدة، أدانت بشدة موافقة البرلمان الإسرائيلي على قانونين يحظران عمل (الأونروا)، ويمنعان الوكالة من القيام بعملها الأساسي في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

وشددت دولة الإمارات على الدور الفاعل والرئيسي الذي تقوم به الوكالة في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق خاصة في الظروف الصعبة التي يمر بها جراء الحرب المستمرة على غزة.

وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان لها، أن «هذا القرار يتعارض مع بنود ميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية، وسيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الحرج والمتدهور».

كارثة

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دافع عن الأونروا، مؤكدا أنها “بصيص النور الوحيد لملايين” اللاجئين الفلسطينيين و”شريان حياة للأمل والكرامة” وسلبها سيكون “أمرا قاسيا لا يمكن استيعابه”.

أما فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، فاعتبر هذا الحظر، أنه “سابقة خطيرة” ويشكل أحدث حلقة في “حملة مستمرة لتشويه سمعة” الوكالة، مؤكدا أن هذا الإجراء “سيزيد معاناة الفلسطينيين”.

وأوضحت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما، أنه في حال تطبيق هذا الحظر “فسيكون الأمر كارثة، خصوصا بسبب تأثيره المحتمل على العمليات الإنسانية في غزة وفي مناطق عدة من الضفة الغربية”.

وقالت لوكالة فرانس برس “الأونروا أكبر منظمة إنسانية في غزة وهي المسؤولة الأولى عن الاستجابة الإنسانية، ولا سيما ما يتعلق بالمأوى والغذاء والرعاية الصحية الأساسية”.

من جهته، ندد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، بالقرار الإسرائيلي “غير المقبول” الذي ستكون له “عواقب وخيمة”.

من يستهدف الحظر الإسرائيلي؟

سيستهدف التشريع عمليات الوكالات في القدس الشرقية ومن بينها أعمال النظافة والتعليم والرعاية الصحية في أحياء بعينها.

وسيحرم التشريع أيضا العاملين في الوكالة من بعض المزايا الممنوحة للموظفين الدبلوماسيين بما في ذلك الإعفاءات الضريبية.

ويعمل في الوكالة الأممية نحو 18 ألف موظف في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينهم 13 ألفا في قطاع التعليم و1500 في قطاع الصحة.

ولطالما انتقدت إسرائيل الوكالة وعملها حتى قبل الهجوم.

واتهمت الأونروا وغيرها من المنظمات الإنسانية السلطات الإسرائيلية بتقييد تدفق المساعدات إلى قطاع غزة.

وتكبدت الأونروا خسائر فادحة حيث قتل ما لا يقل عن 223 من موظفيها وتضرر أو تم تدمير ثلثي مرافقها في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى