سياسة

وفد “الوفاق الليبية” يتوجه لإسطنبول بعد توقف مفاوضات موسكو


حكومة الوفاق الإخوانية في طرابلس الليبية، لا تفوت أي فرصة للتعبير عن تبعيتها للخارج والبعد عن مصلحة البلاد عبر الخنوع لتركيا لأجل التشبث بسلطة غير شرعية على حساب البلاد التي تعاني اضطرابات كبيرة منذ أكثر من 9 سنوات.

وبمجرد توقف المفاوضات غير المباشرة الجارية في موسكو مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، هرع وزير خارجية الوفاق، محمد الطاهر سيالة، إلى إسطنبول، مترجما بذلك حرفيا تبعية حكومته إلى تركيا.

وكانت روسيا قد احتضنت جولة مباحثات بين قائد الجيش الليبي خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج في محاولة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وتشمل مسودة الاتفاق التزام الأطراف بوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، والعمل على استقرار الوضع في طرابلس والمدن الأخرى، وتشكيل لجنة عسكرية لتحديد خط اتصال ومراقبة له.

غير أن موسكو أعلنت، الثلاثاء، مغادرة قائد الجيش الليبي بدون التوقيع على الاتفاق مع السراج.

وقال وزير خارجية حكومة الوفاق إن المشير حفتر طلب مهلة للغد لدراسة مسودة الاتفاق، مضيفاً: وفد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والمجلس الأعلى للدولة غادر موسكو.. نحن الآن في إسطنبول.

وبدلا من العودة إلى ليبيا، قدم سيالة دليلا جديداً على عدم صدور قرارات حكومة الوفاق بدافع وطني بقدر ما ترتبط بنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يحلم أردوغان بتوسيع نفوذ أنقرة في منطقة البحر المتوسط واقتسام ثرواتها عبر التدخل في ليبيا.

وفي إشارة إلى إمكانية استئناف المفاوضات، في وقت لاحق، أكدت الخارجية الروسية مواصلتها العمل مع جميع الأطراف الليبية للتوصل إلى تسوية الأزمة.

وقبل ساعات، توقعت مصادر ليبية مطلعة فشل مفاوضات موسكو بين الأطراف الليبية بسبب الألغام الإخوانية السياسية التي تواجه البرلمان الليبي والجيش الوطني، وأوضحت أن أبرز هذه الألغام هي شرعنة جسد جديد يسمى برلمان طرابلس، وذلك لضرب مجلس النواب الليبي المنتخب، وفق ما أوردت العين الإخبارية.

لغم آخر يضعه الإخوان في طريق المفاوضات، بحسب المصادر، وهو محاولة إحياء جسد استشاري إخواني أو ما يعرف بـمجلس الدولة وهو كيان تم تشكيله وفق اتفاق الصخيرات عام 2015 لمهمات استشارية فقط، ولكن سيطر تنظيم الإخوان الإرهابي عليه عبر القيادي في الجماعة خالد المشري.

واعتبرت المصادر القريبة من المفاوضات أن هذه الألغام إن مرت على مائدة المفاوضات فستؤسس عليها القوى الداعمة للمليشيات والتنظيمات الإرهابية للتحكم في مستقبل ليبيا، وهو ما دفع المشير حفتر قائد الجيش الليبي ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح للمطالبة بوقت لدراسة الموقف.

يشار إلى أن الجيش الليبي وافق الأحد على مبادرة روسيا لوقف إطلاق النار للتمهيد للعودة للمسار السياسي، بدأت تنفيذها الثانية عشر من ليلة السبت/الأحد بالتوقيت المحلي. ولاقت الهدنة ترحيبا دوليا ومحليا، حيث رحبت مصر بالقرار مع تأكيد ثوابتها في مكافحة الإرهاب وحل المليشيات ونزع سلاحها.

ومنذ أبريل الماضي، ينفذ الجيش الليبي عمليات ضد المليشيات الإرهابية القابعة في طرابلس ويترأسها فايز السراج.

وأحرز الجيش الليبي تقدما واسعا وسيطر على مساحات كبيرة في العاصمة، ما دفع السراج للجوء لأردوغان لحمايته ومواجهة الجيش الليبي، عبر توقيع مذكرتي تفاهم حول ترسيم الحدود البحرية وتعزيز التعاون الأمني والعسكري، في 27 نوفمبر الماضي.

وقوبلت تلك الخطوة برفض محلي وإقليمي ودولي كبير، حيث وصف البرلمان الليبي توقيع السراج ذلك بـالخيانة العظمى، فيما طالب رئيسه جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بسحب الاعتراف من حكومة الوفاق وعدم أحقية السراج بتوقيع مثل تلك الاتفاقيات.

وتنخرط تركيا في دعم حكومة فايز السراج بالعاصمة الليبية طرابلس والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.

ومنذ بدء عملية طوفان الكرامة التي أطلقها الجيش الليبي في أبريل الماضي لتحرير طرابلس من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة أسقطت القوات المسلحة أكثر من 30 طائرة تركية مسيرة تابعة للمليشيات.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى