سياسة

وفاة محمد أحمد الراشد.. نهاية مُنظّر الإخوان الأكثر تأثيرًا


توفي أحد أخطر مُنظّري الإخوان المسلمين محمد أحمد الراشد أول من أمس في أحد مستشفيات العاصمة الماليزية كوالالمبور عن عمر ناهز (86) عاماً.

ويُعتبر الراشد المُنظّر الأوّل الذي تعتمد ‏الجماعة على كتبه كمرجع حركي. وكل ما يكتبه الراشد يُعتبر دستوراً حركياً تربوياً سلوكياً لكل أفراد الإخوان المسلمين.

وقد وجهت له أصابع الاتهام بتكوين خلايا إخوانية مع شباب سعوديين في الطائف ومكة، والتخطيط بشكل سرّي لتنفيذ انقلابات على الأنظمة وإسقاط الحكومات. وكيفية تشكيل جيل ينفذ هذه المخططات.

‎الراشد من كبار مفكّري الحركة الإسلامية المعاصرة. كتب عشرات المؤلفات في الفكر والتربية والسياسة، وأسس مجلس شورى أهل السنّة والجماعة في العراق. وتنقل بين البلاد داعياً في الشرق والغرب، حتى توفي في المهجر بماليزيا.

المولد والنشأة

عبد المنعم صالح العلي العزي، وكنيته “أبو عمار”، واسمه الحركي “محمد أحمد الراشد”. ولد عام 1938 في حي الأعظمية بالعاصمة العراقية بغداد، وعُرف في صباه بشغفه بقراءة المجلات الأدبية.

وبدأ الراشد الاهتمام بالسياسة وهو في سن الـ (12) عندما كان في المرحلة المتوسطة. وظهر تأثره بفكر جماعة الإخوان المسلمين في سن الـ (13).

انضم الراشد لجماعة الإخوان المسلمين رسميّاً في أيار (مايو) 1953 متأثراً بخطب كبارها. ومنهم قائدها في العراق آنذاك الشيخ محمود الصواف، والشاعر وليد الأعظمي.

درس الراشد المرحلة الابتدائية في مدرسة تطبيقات دار المعلمين. التي تعرف بأنّها من أرقى مدارس العراق، ثم درس في كليّة الحقوق في جامعة بغداد، وتخرج فيها عام 1962.

تتلمذ على يد علماء سلفيين في العراق، منهم عبد الكريم الشيخلي وتقي الدين الهلالي ومحمد القزلجي الكردي وأمجد الزهاوي ومحمد بن حمد العشافي. كما تأثر بفكر محمد محمود الصواف، وبقصائد الشاعر وليد الأعظمي.

تمحور الفكر الديني والسياسي للراشد حول تعزيز دور أهل السنّة في العراق من خلال تأسيس قيادة سياسية سنّية تمثلهم بشكل فعال. وكان ذلك على عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وسعى الراشد إلى توحيد التيارات السنّية لتشارك بفعالية في السياسة العراقية. مع تركيزه على فتح قنوات الحوار مع جميع الأطراف السياسية لضمان استقرار البلاد.

عمل الراشد في الكويت محرراً في مجلة (المجتمع). التي أصدرتها جمعية الإصلاح الاجتماعي “التابعة للإخوان المسلمين”، وكان من أبرز ما كتبه فيها سلسلة مقالات بعنوان “إحياء فقه الدعوة”.

وظهر حينها اسمه الحركي “محمد أحمد الراشد”، وكان العمل الدعوي في الكويت نشطاً وحرّاً ومكثفاً، وانخرط فيه بكل جوارحه، وكان له تأثيره في تربية شباب الجمعية. فبدأت المخابرات العراقية تحاول التضييق عليه هو وعدد من المعارضين المهاجرين.

ترك الكويت نحو الإمارات، وهناك استمر في نشاطه الدعوي، وبدأ يلقي دروساً، ويشرف على دورات تدريبية للشباب والدعاة. ثم بدأ بالتنقل بين ماليزيا وإندونيسيا والسودان وسويسرا، لنشر العلم الشرعي وفقه الدعوة.

عاد بعدها إلى بغداد، وأسس “مجلس شورى أهل السنّة والجماعة في العراق”. بهدف توحيد كلمة أهل السنّة في مرحلة التحول السياسي. وكرّس وقته للعمل مع الحزب الإسلامي العراقي والتنظير له.

وعقب الاحتلال الأمريكي للعراق أصدر عدة كتب ودراسات سلطت الضوء على الوضع في البلاد. منها “صحوة العراق” و”عودة الفجر” و”رؤى تخطيطية” و”رمزيات حمساوية” و”بوارق العراق” و”معاً نحمي العراق”.

وبقي الراشد يتنقل بين ماليزيا ودول أخرى، خاصة في أوروبا، لإلقاء دروس ومحاضرات بهدف نشر فقه الدعوة بين الدعاة، كما نشر المئات من المقالات والكتب. 

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى