وطن الجميع.. حضن المغتربين
يكفينا أن نعود سنةً للوراء لندلل على ما تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة من بيئة حاضنة لكل أولئك الذين دفعهم ضيم الحياة للتغرب عن أوطانهم والابتعاد عن أحبائهم بحثاً عن لقمة عيشٍ وحياة كريمة وجو آمن، بلا ضجيج طائرات تفتك ببيوتهم ولا رشاشات تخترق نوافذهم وتريد صغارهم، ولا دبابات تأتي على حرثهم وتسويها مع أحلامهم.
نظرة للخلف قليلاً تدلل كم من صعاب تذللت وتسهيلات قدمت للمقيمين عبر قرارات سيادية عديدة قوبلت بالترحاب، ولعل أبرزها إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نظام الإقامة الدائمة تحت مسمى “البطاقة الذهبية” للمستثمرين ورواد الأعمال وأصحاب المواهب التخصصية، والباحثين في مجالات العلوم والمعرفة، ليسهل لهم مزاولة الأعمال ويخلق لهم بيئة استثمارية جاذبة.
وهنا نتساءل: لماذا كل من تقدم لم يشأ أن يدع أمواله في بلده، أهو خوفٌ من فساد وسرقات وانتزاع حقوق؟ أم قلق من انهيار اقتصادٍ مبني على أسس هشة؟ لأن بعض الحكومات ارتأت أن تغرق نفسها في صراعات لا متناهية مع الجيران والأقاليم المحيطة بدلاً من أن تركز على إنسانها وتنمية أوطانها، أم لأن الإمارات أرض الفرص والبوابة نحو الرفاهية والنافذة على أسواق المنطقة والعالم ؟!
شتان بين كلمتين تفصل بينهما أيام لتدل على أصالة أخلاق قائلها، كلمة لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي حينما ثمن دور الجالية الفلسطينية في نهضة الإمارات ورفعتها، وأكد أن أبناء زايد هم الأهل وأرض زايد هي البلد الثاني والحضن الحاني، وكلمة أخرى خرجت من فم يعلم كم قدمت لهم دول الخليج من دعم لامتناه، ليس لشخص صاحبه بل حباً في قضية آمنت بها المنطقة منذ عهد المؤسسين، كلمات تجريح وإساءة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدول الخليج وأخرى فيها من التحريض الواضح للجاليات المقيمة تمت في اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية.
هؤلاء لم يدعوا مجالاً للشك في أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل قد أوجعتهم، لأنها أكدت كم تمت المتاجرة بالقضية وكم توغلت السلطة الفلسطينية في وحل الصراع الذي لا تريد له نهاية لتضمن التكسب اللا منقطع، فتقطعت بها السبل لتستخدم أبناءها كوقودٍ تشعل بهم فتيل الفتن غير مباليةٍ إن ذهبوا بعدها لأرذل الأوضاع، بدلاً من أن تأخذهم للعيش الكريم كما يستحقون، إلا أن شركاء التنمية من الإخوة الفلسطينيين أبوا إلا وأن ينددوا بذلك بالصوت العالي والمستنكر.
على أرض الإمارات يعيش مقيمون من 200 جنسية ويقدمون مع المواطنين نموذجاً يحتذى به في التعايش السلمي، مما أهل الدولة لانتزاع المرتبة الأولى عالمياً في هذا المجال.
على أرض الإمارات قوانين تدعم الاحترام والسلام بين الأفراد، وتمنع ازدراء الأديان، تفتح المدارس الحكومية للجميع مواطنين ومقيمين، على أرض تعطي حقوق التملك الحر للأراضي، هي مجتمع واحد تنصهر فيه كل الأجناس والأعراق، وفي قطاعاتها الحكومية والخاصة تمنح فرص التوظيف بأجور تضمن الحياة الكريمة دون تمييز بين مواطن أو مقيم ..هكذا هي الإمارات.. حاضنة المغتربين.. ووطن الجميع.
نقلا عن العين الإخبارية