وسط توتر بين واشنطن والحوثيين.. استعراض روسي في البحر الأحمر
قال أسطول المحيط الهادي الروسي اليوم الخميس إن عدة سفن حربية روسية عبرت مضيق باب المندب إلى البحر الأحمر، وذلك وسط الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على سفن تجارية وفي خضم توتر بين موسكو والقوى الغربية وفي مقدمتها واشنطن بسبب العديد من الملفات خاصة الحرب في أوكرانيا.
ونقلت قناة زفيزدا التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية عن الأسطول قوله إن الطراد (فارياج) والفرقاطة (مارشال شابوشنيكوف) يشاركان في الرحلة. وأضاف الاسطول أن طواقم السفينتين تدربت على سيناريوهات مختلفة لمكافحة نشاط العدو المفترض.
ورغم أن الاسطول الروسي في المحيط الهادئ شدد على أن مهامه تأتي في إطار رحلة بحرية دورية في مياه العالم لكن ذلك لا يمكن فصله عن صراع النفوذ مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022.
وكان الجيش الأميركي عزز من تواجده العسكري في البحر الأحمر لمواجهة هجمات الحوثيين على الناقلات البحرية والسفن فيما نظم الجانب الأوروبي مهمة بحرية لحماية الملاحة البحرية ضمت سفنا من دول مثل ألمانيا وفرنسا وايطاليا واليونان فيما رفضت دول في المنطقة مثل السعودية ومصر المشاركة في مهمة دولية لحماية الملاحة البحرية في البحر الاحمر.
واستخدم المتمردون في اليمن الصواريخ البالستية والمسيرات لاستهداف عدد من الناقلات بدعوى استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حيث تضرر بعضها فيما شن الجيشان الأميركي والبريطاني غارات استهدفت مواقع الحوثيين العسكرية في عدد من المدن اليمنية خاصة العاصمة صنعاء.
وكانت تقارير تحدثت عن وعود قدمتها الجماعة اليمنية لمنع استهداف السفن الصينية والروسية في البحر الأحمر وباب المندب لكن موسكو نفت علمها بهذا الامر. ويروج الحوثيون من خلال إعلان إبلاغ الصين وروسيا استثناء سفنهما من الاستهدافات في البحر الأحمر وخليج عدن، لوجود صلة وثيقة مع القوتين العظميين، لكن لم يصدر عن بكين وموسكو ما يثبت صحة ذلك.
وبحسب مصادر مطلعة فإن استثناء الحوثيين للسفن الروسية والصينية من الهجمات التي يشنونها على سفن الشحن والنفط في البحر الأحمر وخليج عدن كان مقابل حصول الجماعة المدعومة من إيران على دعم سياسي من الدولتين في المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن الدولي.
ويعتقد أن دخول الاسطول الروسي للبحر الأحمر رسالة قوية من موسكو للغرب بعد تصاعد التهديدات الغربية فيما يتعلق بتسليح أوكرانيا حيث يؤكد الجانب الروسي انه قادر على مد نفوذه في مناطق تعتبر حيوية واستراتيجية للولايات المتحدة.
في المقابل يستبعد مراقبون حصول احتكاك بين البحرية الأميركية والاسطول الروسي فرغم حالة العداء الكبير لكن القوتين العسكرتين الأكبر في العالم تتجنبان الدخول في اشتباكات مسلحة نظرا لتداعياتها الكبيرة على السلم الدولي. وشهدت العديد من الساحات حروبا بالوكالة بين الغرب وروسيا سواء في سوريا او منطقة الساحل او ليبيا او السودان.
كما شهد البحر الاسود في بداية الحرب الروسية الاوكرانية توترا بين واشنطن وموسكو في محاولة كل دولة تعزيز نفوذها حيث يعتبر الجانب الروسي أن مجاله الحيوي بات مهددا من قبل القوى الغربية.