تحقيقات

وساطات الإمارات الناجحة.. أوكرانيا كمثال


وساطة إماراتية ناجحة لتبادل الأسرى بين كييف وموسكو، هي الثانية خلال أقل من شهر، والخامسة خلال العام الجاري، تتوج حراكا سياسيا ودبلوماسيا وإنسانيا متواصلا لحل الأزمة الأوكرانية.

يأتي نجاح تلك الوساطة بعد أيام من مشاركة دولة الإمارات في قمة سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا يومي 15 و16 يونيو/حزيران الجاري،ضمن دبلوماسيتها الداعمة لكل جهد دولي لحل الأزمة وتعزيز التعاون الدولي في هذا الصدد.

 كما تأتي بعد نحو أسبوعين من مشاركة دولة الإمارات في مؤتمر تعافي أوكرانيا، الذي عُقد يومي 11 و12 يونيو/حزيران الجاري في برلين بألمانيا، والذي أعربت خلاله عن التزاماتها تجاه الشعب الأوكراني وتحقيق التعافي وإعادة الإعمار.

ونجحت وساطة إماراتية، اليوم الثلاثاء، في إنجاز صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، أدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 180 أسيراً من كلا الجانبين.

وساطات إماراتية ناجحة متواصلة بين روسيا وأوكرانيا، يواكبها جهود إنسانية ودبلوماسية مستمرة، تعطي بارقة أمل نحو حلحلة أزمة تلقي بتأثيراتها على أمن واستقرار العالم، وتبرز تعاظم مكانة دولة الإمارات وتواصل ريادتها الدولية وثقة العالم، وتقديره لقيادتها ولجهودها ووساطاتها.

نجاحات تتوالى لترسخ مكانة دولة الإمارات كلاعب أساسي وشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي، انطلاقا من رسالتها الحضارية وإرثها التاريخي الراسخ الذي يقوم على التعاون والعمل الإنساني ونشر التسامح والأخوة.

إنجازات تجسد أيضا ثقة طرفي الأزمة في الوسيط الإماراتي وحكمته ونزاهته، الأمر الذي عبرت عنه قيادات البلدين في أكثر من مناسبة بشكر القيادة الإماراتية على جهودها في تلك الأزمة.

تفاصيل الصفقة

أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية، اليوم الثلاثاء، عن نجاح جهود وساطة أجرتها دولة الإمارات بين روسيا وأوكرانيا وأدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 180 أسيراً من كلا الجانبين.

ويأتي نجاح الوساطة الجديدة والتي تعتبر الخامسة من نوعها منذ بداية العام الجاري تجسيدا لعلاقات الصداقة والشراكة التي تجمع دولة الإمارات بالبلدين، واعتبارها وسيطاً موثوقاً به لدى الطرفين.

وتوجهت وزارة الخارجية بالشكر إلى حكومتي كل من روسيا وأوكرانيا على تعاونهما، الأمر الذي أدى إلى نجاح جهود دولة الإمارات.

وأكدت الخارجية الإماراتية على استمرار مساعي دولة الإمارات في دعم كافة الجهود والمبادرات التي تهدف إلى الوصول لحل سلمي للنزاع بين البلدين، مؤكدة على أن الحوار وخفض التصعيد وتبني المسار الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة، وسيسهم في التخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عنها.

صفقات ناجحة

وساطة ناجحة جديدة تتوج جهود القيادة الإماراتية المتواصلة لحل الأزمة الأوكرانية، وأثمرت تلك الجهود عن نجاح الدولة في إجراء 6 صفقات تبادل للأسرى بين البلدين، بينهما 5 خلال العام الجاري ، جرت في:

25 يونيو/حزيران 2024:

صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، أدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 180 أسيراً من كلا الجانبين.

31 مايو/أيار 2024:

استعادة روسيا 75 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.

8 فبراير/شباط 2024:

استعادة روسيا 100 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.

31 يناير/كانون الثاني 2024:

عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.

3 يناير/كانون الثاني 2024:

وساطة عاد بموجبها 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير، فيما تعد إحدى أكبر عمليات تبادل للأسرى بين الجانبين منذ بداية الأزمة في فبراير/شباط 2022.

4 فبراير/شباط 2023:

وساطة عاد بموجبها 63 أسير حرب “من الفئة الحساسة” إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.

وإضافة لتلك الوساطات، نجحت وساطة إماراتية في ديسمبر 2022 في تبادل مسجونين اثنين بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.

حراك سياسي

ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية قبل أكثر من عامين تقود دولة الإمارات جهودا سياسية ودبلوماسية لخفض التصعيد والدفع بحل عقلاني واقعي سلمي، يستند إلى قواعد القانون الدولي، التي تقضي باحترام سيادة الدول.

جهود قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بنفسه، حيث أجرى مباحثات عدة بشأن الأزمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارات متبادلة من الجانبين، كان أحدثها، زيارة الرئيس الروسي للإمارات 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وتطرق اللقاء إلى مستجدات الأزمة الأوكرانية، وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا السياق أن دولة الإمارات تدعم تسوية مختلف النزاعات في العالم عبر الحوار والأساليب الدبلوماسية بما يعزز السلام والأمن العالميين، وذلك انطلاقاً من نهجها الراسخ في دعم السلام والتعاون والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي.

أيضا أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات هاتفية عدة في نفس الإطار مع الرئيس الروسي كان من بينها 5 فبراير/شباط الماضي، ومع الرئيس الأوكراني في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

وأعرب الرئيسان الروسي والأوكراني عن شكرهم وتقديرهم إلى رئيس دولة الإمارات لنجاح جهود الوساطة التي بذلتها بلاده.

وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نهج دولة الإمارات الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية والحلول السياسية للنزاعات والصراعات، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية من خلال خفض التصعيد والحوار والدبلوماسية.

وأكد استعداد دولة الإمارات القيام بأي دور لحل الأزمة الأوكرانية وتخفيف تداعياتها الإنسانية، مشددًا على أن “دولة الإمارات دائما ستكون موجودة”، لتهدئة الوضع ودعم الاستقرار في تلك الأزمة.

وسجلت دولة الإمارات -كذلك- عبر عضويتها في مجلس الأمن الدولي على مدار عامي 2022 و2023 مواقف عدة تدعم الحل السلمي للأزمة الأوكرانية، تم تسجيلها في بيانات ألقتها على مدار عامي عضويتها، أكدت فيها أن وقف التصعيد والدبلوماسية والحوار هي السبل الوحيدة لحل الأزمة.

جهود الإمارات وقيادتها لحل الأزمة الأوكرانية تنسجم مع مبادئ الخمسين، التي ترسم المسار الاقتصادي والسياسي والتنموي لدولة الإمارات للخمسين سنة المقبلة.

وينص المبدأ العاشر منها على أن “الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، والسعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية.”

جهود إنسانية

وبالتوازي مع جهودها الدبلوماسية والسياسية المتواصلة لحل الأزمة الأوكرانية، تنشط أيضا الجهود الإنسانية لدولة الإمارات عبر تسيير جسر جوي إنساني لدعم اللاجئين الأوكرانيين والمتضررين من الأزمة.

وضمن أحدث تلك الجهود، أرسلت دولة الإمارات في 27 مارس/آذار الماضي طائرة تحمل على متنها 50 طنا من المواد الغذائية إلى أوكرانيا.

وخصصت الإمارات 105 ملايين دولار كمساعدات إنسانية لأوكرانيا، تشمل الغذاء والمستلزمات الطبية وسيارات الإسعاف والمولدات الكهربائية والحواسيب المحمولة ومستلزمات التعليم لتقديم الدعم للمدنيين في أوكرانيا ولا سيما الأطفال.

يأتي هذا في إطار حرص دولة الإمارات على بذل كافة الجهود لتوفير الاحتياجات الضرورية لكافة شعوب العالم وقت الأزمات الإنسانية، والتخفيف من حدة المعاناة وخاصة للفئات الأكثر احتياجاً من النساء والأطفال وكبار السن.

 

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى