وسائل إعلام تركية تزعم حدوث انقلاب وشيك في تركيا
تحدثت من جديد وسائل الإعلام الموالية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والحزب الذي يتزعمه عن وقوع محاولة انقلاب وشيكة في البلاد، الأمر الذي أثار تساؤلات بخصوص الأمر.
وكان ذلك خلال الحديث الإعلامي وذلك بعد أن أصدر مركز الأبحاث العسكري الأميركي راند تقريرا عن تركيا قبل أيام، حيث أعرب فيه عن الخشية من احتمال وقوع انقلاب جديد في تركيا في مرحلة ما بسبب السخط داخل القوات المسلحة.
ماذا قال التقرير؟
وقد ذكر التقرير بأن أردوغان عمد بعد محاولة الانقلاب إلى إجراء تغييرات جذرية في صفوف الجيش، منها فصل الكثير من الضابط ذوي الرتب العليا، إذ على سبيل المثال تمت إحالة 46 في المئة من الضباط الذين يحملون رتبة لواء من القوات البرية والبحرية والجوية إلى التقاعد أو فصلهم من الوظيفة.
بالإضافة إلى فصل أكثر من 15 ألف عسكري من وظيفته، مما تسبب في أضرار كبيرة في صفوف الجيش التركي، خاصة روحه المعنوية وقدرته الاستراتيجية والتكتيكية.
وقد جاء أيضا في التقرير بأن ضباطا من رتب متوسطة يشعرون بالإحباط تجاه قيادتهم العسكرية ويخشون بأن تطالهم عمليات التطهير، معتبرين بأن هذا الأمر قد أنتج سخطا لربما يترجم إلى انقلاب جديد.
وقد حاول من جانبه أردوغان سد النقص الموجود بالجيش عن طريق تعيين تابعين له، وهذا يعتبر بأنه عملية تسييس لمؤسسة يفترض أن تبقى بعيدة عن السياسة.
انقلاب يستهدف أردوغان
وقد التقطت وسائل الإعلام التركية الموالية لأردوغان التقرير وعملت على التهويل منه، حيث تحدثت عن الأمر وكأنه سيحدث قريبا، ونفس الأمر فعله مسؤولون في حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان.
وقد قال من جانبه القيادي في الحزب الحاكم، كاهيت أوزكان في بيان، بأن احتمال وقوع الانقلاب وارد جدا، حيث أكد أنه من واجب حكومتنا اتخاذ الخطوات الصحيحة والملائمة للتفكير في الأمر والقضاء على التهديدات المحتملة.
في جريدة صباح التركية التابعة للحكومة، فقد كتب الصحفي مليح إلتينوك، مقال بعنوان عن شائعات الانقلاب، حيث قال فيه بأن أردوغان هو بمثابة الضمان الأكبر لاستقرار الجمهورية التركية في مواجهة أي انقلاب، حيث اتهم المعارضة بالترويج لوقوع الانقلاب من أجل تحقيق مكاسب سياسية، مضيفا: نحن يقظون ضد أي محاولة انقلابية.
ومن جانبه، فقد كتب إبراهيم كرغول في صحيفة يني شفق مقالا حيث ذكر فيه بأن الانقلاب الوشيك يمثل فرصة لمعارضي الرئيس أردوغان، والذين وصفهم بمؤيدي التدخل الأجنبي.
وأضاف بأن مجرد إصدار تقرير أميركي عن تململ داخل القوات المسلحة له معنى بأن واشنطن تجهز لشيء ما، وذكر أيضا بأن الانقلاب الجديد لن يكون تقليديا، بل سيعتمد على نموذج جديد يستهدف تقسيم حزب أردوغان، وتشكيل تحالف سياسي يكون ظهيرا لهذا الانقلاب، هذا وقد شن الكاتب في مقاله هجوم الرئيس التركي السابق، ورفيق أردوغان، عبد الله غل، الذي يرغب في تشكيل حزب سياسي ينافس أردوغان وحزبه.
تكتيك لإخفاء الفشل
ويظهر بأن حكومة أردوغان قد استغلت التقرير في سبيل تعزيز قبضتها على المؤسسة العسكرية، حيث أمرت السلطات، يومه الثلاثاء باعتقال 700 شخص بينهم 157 عسكريا وذلك في أحدث حلقات حملة التطهير التي تستهف موظفي الحكومة.
وذكر عضو حزب الشعب الجمهوري المعارض، بولنت كوش أوغلو بأن التكهنات التي تكرر وسائل الإعلام التابعة للحكومة بخصوص قرب حدوث انقلاب جديد، لا تعد سوى تكتيك لإخفاء انهيار تجربة حزب العدالة والتنمية وفشل حكم الرجل الواحد.
ووفق ما أفاد موقع أحوال التركي، فقد ذكر أيضا كوش أوغلو، بأنه لا يمكن أن تقع محاولة انقلاب أخرى في ظل سيطرة الحكومة التركية على جميع مؤسسات الدولة، ويتعلق الأمر بالجيش والاستخبارات والقضاء ووسائل الإعلام، واعتقد بأن حكومة أردوغان تستخدم وسائل الإعلام بهدف خلق صورة توحي بوجود خطر وقوع انقلاب.