هل يوحي تواجد المشجعين الإسرائيليين في قطر بقرب تطبيع العلاقات بين الدولتين؟
لطالما حاولت قطر إخفاء علاقاتها القوية بإسرائيل، ولطالما أصرت على عقد اللقاءات التي تجمع قيادات البلدين بشكل غير رسمي. والتي تطرقت لدعم العلاقات بين البلدين في مجالات مختلفة اقتصاديًا وأمنيًا.
إعلان إسرائيلي عن التطبيع
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن قرابة الـ30 ألف إسرائيلي قاموا بشراء تذاكر مباريات كأس العالم التي ستقام في قطر.
ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، على موقع تويتر أن هذه الخطوة كانت إنجازا سياسيا يملأ قلوب الجماهير.
يشير إعلان إسرائيل يوم أمس أنه سيتم السماح للمواطنين الإسرائيليين بالسفر إلى قطر لحضور مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022، بأن علاقات الدولتين تسير بشكل جيد، إذا يمثل ذلك أول خطوة علنية رسمية تتخذها الدوحة، بعد أن اتخذت العديد من خطوات التطبيع أكثر من غيرها من الدول ولكن جميع خطواتها كانت بشكل سري.
استغلال المونديال للتطبيع مع إسرائيل
وأكد مراقبون أن النظام القطري يخطط لاستغلال تنظيم المونديال واستضافة آلاف المشجعين الإسرائيليين لاظهار جزء من العلاقات التي تجمع الدوحة بـ “تل أبيب” محاولًا تبرير ذلك بتنظيم بطولة كأس العالم التي أجبرته على استضافة مواطنين إسرائيليين.
ويقول مراقبون أن قطر تحاول الحفاظ على ذات الخط الذي يؤيده جمع غفير من المواطنين، لذلك تسعى لمعادة إسرائيل علنا والتعاون معها سرا، فقطر رغم تصريحاتها النارية التي لم تتوقف يوما ضد إسرائيل لم تجرؤ أبدا على الإيتاء بأي خطوة فعلية ضدها. فهي ليست كالعراق الذي أصدر برلمانه الشهر الماضي تشريعات تجعل أي اتصال مع الإسرائيليين يعاقب عليه بالسجن لفترات طويلة أو حتى بالإعدام.
معادات في الظاهر وعلاقات قوية تحت الستار
تحاول قطر إظهار عدائها لإسرائيل أمام العلن، معاداة كلامية وإعلامية تموت حروفها بعد أن تقال، الأمر الذي أكده حدث كبير مثل كأس العالم لا يمكن أن تجري فعالياته بشكل سري، فأنظار العالم كلها تتجه نحو هذه البطولة، وبالتالي فكل شيء سوف يكون علنيا ومكشوفا.
وكانت إباحة الخمور والمثلية الجنسية خير مثال على أنه لن يخفى شيء في هذا المونديال، ومن باب أولى دخول الإسرائيليين لقطر بكل حرية ودون أي قيود.
كذلك قال محللون إن الإخوان الذين يحللون مبادرة قطر بالسماح للجمهور الإسرائيلي بحضور كأس العالم في مدرجاتها، بأنه يندرج ضمن سياق الرياضة المنفصلة عن السياسة، هو بعيد كل البعد عن الدقة والموضوعية. وقد أثبتت العديد من التجارب بأن السياسة متصلة ومتشعبة بجميع فعاليات الحياة، ثقافية ورياضية وتجارية وغيرها.
في المحصلة، سيملأ صراخ المشجع الإسرائيلي ملاعب الدوحة وهو يستمتع بمونديال قطر، بينما يعلو أيضا صراخ الجزيرة واستنكارها لدولة إسرائيل في نفس الوقت. ولكن أي صوت منهما سيلقى الصدى لدى المواطن العربي الذي طالما تاجرت الدوحة بأوجاعه دون خجل.