هل يواجه الحوثيون مصيرًا مشابهًا لنظام الأسد؟.. رؤى وتحليلات من باحثين سياسيين
يقول الباحثان آري هاستن وناثانييل رابكين، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأميركية، إن مع هزيمة نظام الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان وعزلته المتزايدة، يتحول الاهتمام إلى الحوثيين في اليمن.
وربما يكون الحوثيون أقوى قوة بالوكالة لإيران في المنطقة، وهم بالتأكيد الأكثر نشاطا من حيث هجماتهم على إسرائيل وأيضا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بحسب صحيفة “العرب” اللندنية.
ومع تصاعد المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل، وربما الولايات المتحدة أيضا، من المرجح أن يثير ذلك تساؤلات عما إذا كان النظام في صنعاء سيثبت أنه ضعيف مثل شريكه السابق في دمشق.
ويرى الباحثان، وفقا لما نقلت عنهما “العرب”، أنه مثل نظام الأسد، يعد الحوثيون تنظيما فاسدا يمثل شريحة ضيقة من السكان، مما يترك الغالبية العظمى غارقة في الفقر، وهذا الفقر لا يعود إلى الحرب أو العقوبات بقدر ما يعود إلى الفساد النظامي والمحسوبية والعزل المتعمد.
قد تسرع الإجراءات الحاسمة من قبل الجهات الإقليمية والعالمية المعارضة لـ”الإرهاب الحوثي” من سقوطهم
وتسهل هذه الأنظمة استنزاف الشعب عبر مجموعة أدوات مشتركة، ما بين الرشاوى التي يطلبها المسؤولون الذين يتقاضون رواتب منخفضة، والصناعات الاحتكارية التي تفيد المقربين، والأنظمة المزورة لاستيراد البضائع، حيث تلعب الصادرات دورا ضئيلا في الاقتصادات المتدهورة للدول التي تدور في فلك إيران.
ويضيف الباحثان أن إصلاح المؤسسات الحكومية أمر غير ممكن، حيث إن تعطلها هو خيار متعمد لضمان استفادة داعمي النظام من التفوق الاقتصادي والاجتماعي.
وأدت مستويات الفساد والاستغلال المرتفعة إلى جعل نظامي الأسد والحوثيين غير محبوبين بشكل عميق، مما اضطرهما إلى الاعتماد على الأجهزة الأمنية القمعية للحفاظ على السلطة.
إلى ذلك، يقول الباحثان إنه في حين أن بقاء الحوثيين على المدى الطويل لا يزال غير مؤكد، فإن نظامهم يواجه أزمة متزايدة في الشرعية.
وتتسع الفجوات في أساساته، وتعتمد القيادة بشكل متزايد على العنف الوحشي لقمع المعارضة. ويبدو أن الانهيار في النهاية أمر محتمل، لكنه ليس بالضرورة وشيكا.
وقد تسرع الإجراءات الحاسمة من قبل الجهات الإقليمية والعالمية المعارضة لـ”الإرهاب الحوثي” من سقوطهم.
وبحسب تقديرات صحيفة “العرب”، فإن التجربة السورية تشير إلى أن الضغط المستمر والتنسيق مع قوى المعارضة سيكون أكثر فاعلية من محاولة التفاوض مع نظام مكرس للقمع الداخلي والعدوان الخارجي.
ومثلما حدث مع الأسد، سيفقد الحوثيون السلطة يوما ما، وسيتذكر اليمنيون من ساعدهم في ساعة حاجتهم ومن لم يساعدهم.