سياسة

هل حسمت بريطانيا موقفها من الإخوان؟


طرح الكثير من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي تساؤلاً حول تصريحات وزير المجتمعات المحلية البريطاني مايكل غوف عن إدراج الإخوان على قائمة التنظيمات المتطرفة، وهل يمكن اعتبار التعريف الصادر أخيراً خطوة إلى الأمام؟ أم أنّه سيبقى حبراً على ورق؟.

وبينما يرى عدد من المتابعين أنّ التعريف الجديد سيؤدي نظريّاً إلى محاصرة أنشطة الإخوان المسلمين والحدّ من تأثيرهم على الجالية والترويج لأفكار متطرفة ظهر تأثيرها فى المظاهرات الأخيرة، فإنّهم يتساءلون عمّا إذا كانت لندن ستقوم بالتنفيذ على الأرض تنفيذاً شاملاً، خاصة أنّ لندن فتحت أذرعها لقيادات الإخوان الفارين من أحكام قضائية جرّاء تورطهم فى جرائم في مصر بعد الإطاحة بالتنظيم وقياداته من سدة الحكم، وفق ما نشر موقع (المصري اليوم). 

وأكد نشطاء أنّ تأثير التعريف الجديد سيكون محدوداً على جماعة الإخوان وأنشطتها في بريطانيا وأوروبا، بالنظر إلى أنّ الجماعة تتحرك بوسائل لا تكشف هويتها، كما تعزّز علاقاتها كذلك بقوى اليسار الغربي، وتستخدم فزّاعة الإسلاموفوبيا للحفاظ على أنشطتها من الاستهداف، وتتهم كلَّ مَن يمسّ نشاطها غير المشروع بأنّ ذلك يُعدّ معاداة للإسلام ذاته، كما تستغل سيطرتها على قطاع من الجمهور المسلم في ابتزاز الساسة الذين يحتاجون إلى أصوات المسلمين في مواسم الانتخابات.

ورغم ذلك، فالخطوة البريطانية الجديدة سيكون لها تأثير إيجابي، إذا مضت فى طريقها للتنفيذ، وترتب عليها تصنيف الفرع البريطاني لجماعة الإخوان المسلمين متطرفةً، نظراً للحضور الكبير لهم في بريطانيا.

وبحسب ما نقلت صحيفة (الغارديان)، فإنّ الواقع يؤكد أنّ حكومة ريشي سوناك تتبنّى منهجاً براغماتيّاً لضمان مصالحها، خاصة أنّها تواجه أزمة مزدوجة؛ فهي تريد الحفاظ على مبادئها بشأن حماية حرية التعبير والقيم الليبرالية، وفي الوقت نفسه هي تعاني من توظيف الجماعات الإسلامية واليمين المتطرف لهذه القيم في نشر أفكارهما وترجمتها ضد الآخر؛ الأمر الذي صنع واقعاً قابلاً للانفجار فى أيّ لحظة.

وقالت الصحيفة في تقرير لها: إنّ تنظيم الإخوان يرتبط بمنظومة مهمة من المصالح تجمعها مظلة سياسية وأمنية واجتماعية، وتشمل عدداً من الجمعيات والمؤسسات والهيئات، وصلت إلى ما يقارب (60) منظمة داخل بريطانيا، وتنامت استثماراتها المباشرة وغير المباشرة. وتشير التقديرات إلى أنّ الجماعة باتت تملك أصولاً مالية بعشرات مليارات الدولارات.


تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى