هل تستطيع تركيا التدخل في ليبيا جوا؟
تعاني القوات الجوية التركية نقصاً كبيراً في عدد الطيارين القادرين على تشغيل طائراتها المقاتلة من طراز F-16، وذلك بسبب حملات الاعتقالات التي طالت عدد كبير من الطيارين، بزعم الانقلاب الفاشل على أردوغان، ما تسبّب بعجز في سلاح الجو لدى تركيا، وهذا سيضعف القوات الجوية التركية.
وفي مقال نشره في مجلة National Interest المتخصصة في الشؤون الدفاعية، بعنوان الطيارون المقاتلون ثمنهم ليس رخيصاً؛ أوضح الصحفي الأمريكي، المتخصص في الشؤون التاريخية والدفاعية، مايكل ميك، أنّ تكلفة تعيين طيار مقاتل على طائرات من سلالة F التابعة للقوات الجوية الأمريكية تبلغ 11 مليون دولار أمريكي، مشيراً إلى أنّ الطيارين أصحاب التجربة والخبرة الكافية لقيادة هذه الطائرات لا يقدَّرون بثمن.
وأضاف: لهذا فإنّ حبس الطيارين الوطنيين من هذا النوع لا يكلف خسائر مادية فقط، وإنما يتسبب أيضاً في فقد للعناصر المدربة وموارد القوات المسلحة ذات القيمة الكبيرة للغاية…النظام التركي قام بالتخلص من طياريه وأصاب قواته الجوية بالعجز، لأسباب سياسية، حتى قواته الجوية أصبحت في وضع لا يمكنها تشغيل طائراتها من طراز F-16.
وأوضح أنّ حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشل بدأت حملات اعتقالات ضدّ ما زعمت أنّهم منتمون لحركة الخدمة داخل الجيش، وبدأت تنتقم من جنرالات وعناصر عسكرية كبيرة داخل الجيش، مؤكداً أنّ القوات المسلحة التركية استبعدت أكثر من 300 طيار مقاتل لأسباب سياسية، الأمر الذي جعلها تبدأ البحث عن مقاتلين جدد لسد هذا العجز.
وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية رفضت طلب الحكومة التركية ولم ترسل لها مدربين لتدريب الطيارين الجدد.
وكشف بيك أنّ تركيا لجأت إلى طيارين مقاتلين باكستانيين، لأن باكستان تمتلك طائرات من الطراز نفسه، لكنّ ذلك لم يسد العجز، فقررت بعد ذلك استدعاء نحو 350 طياراً مقاتلاً سابقاً، وهددتهم بإلغاء تراخيص قيادتهم للطيران المدني.
يأتي هذا التحليل تزامناً مع حصول الرئيس، رجب أردوغان، على تفويض من البرلمان التركي، الخميس الماضي، يسمح له بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لمساندة حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.