هل بالفعل استخدم غسان سلامة خطاب الكراهية في إحاطته؟
ذكر عيسى رشوان المحلل السياسي الليبي، بأن المبعوث الأممي لبلاده غسان سلامة قد افتقد الحيادية والاستقلالية التامة في نصوص إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن باستخدامه وصف الحالة الهوبزية الشاملة للمعركة في طرابلس.
كما أوضح سلامة، في إحاطته أمام مجلس الأمن الثلاثاء: أن ليبيا سوف تنزلق إلى حرب أهلية شاملة يمكن أن تؤدي إلى حالة من الفوضى الهوبزية الشاملة أو إلى تقسيم البلاد.
وفي تصريح للعين الإخبارية، أكد رشوان أن سلامة ناقض تصريحاته السابقة حول فساد حكومة الوفاق، كما أشار إلى أن استخدام سلامة مصطلح الفوضى الهوبزية الشاملة قد قصد بها التلميح لحركة المؤسسة العسكرية الليبية ضد من سبق ووصفهم بـالفئة الحاكمة الفاسدة الراغبة في تقسيم ليبيا.
وقد أشار إلى أن سلامة تأثر بمشاهدات الإرهابي السابق نعمان بن عثمان حين أطلق مصطلح الهوبزيين على فئة معينة في معركة تحرير طرابلس، متسائلا ما إذا كانت البعثة أسست آلية لرصد خطاب الكراهية في ليبيا، فهل سنجد اسم المندوب السامي للأمم المتحدة غسان سلامة على هذه القائمة؟
وذكر أن خطاب الكراهية قد انتشر بشكل كبير في إعلام حكومة الوفاق وانتشرت ألفاظه في الأونة الأخيرة، كما أشار إلى أن غسان سلامة أضاف إليها مفردة جديدة الهوبزيون.
وقد شدد الباحث السياسي على أن من حق الليبيين على المبعوث الأممي أن يوضح لهم من يقصد بمصطلح الهوبزيين لإزالة أي شبهة التباس في إحاطته الأممية، ولو حتى من خلال تغريدة على حسابه بموقع تويتر.
يشار إلى أن الهوبزية، مصطلح سياسي واجتماعي ينسب إلى الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز (Thomas Hobbes) (1588 – 1679) وله إسهام في إطار نظرية العقد الاجتماعي السياسي .
ويشار كذلك إلى أن هوبز يعد أحد كبار منظري الحكم المطلق، فقد رأى أنه لا بد للحاكم من أن يتمتع بسلطة مطلقة لا يحدها حد ما دام الحاكم، في رؤيته، هو الدولة نفسها، ويعتبر وصف سلامة لطرف من الأطراف بالهوبزيين في إحاطته إهانة كبيرة.
كما يقصد بالفوضى الهوبزية (أي حرب الجميع ضد الجميع) حالة الاقتتال المجتمعي على أساس السلطة المطلقة لحاكم معين، وما ينتج عنها من إبادات جماعية أو مجازر انتهاء بالدولة المنهارة.