هل انسحبت حقا القوات الأميركية من سوريا؟


بالرغم من أن القوات التي وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحبها من سوريا تواصل خروجها، غير أن التوقعات تشير إلى قدوم عدد مشابه من الجنود الأميركيين إلى الأراضي السورية، وذلك وفق ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.

وقد ذكرت الصحيفة بأنه من المتوقع أن يصل عدد الجنود الأميركية في الأراضي السورية إلى نحو 900 جندي، وهذا ما يقارب العدد الذي أصدر ترامب قرارا بسحبهم بداية الشهر الجاري (حوالى 1000 جندي). وقد جاءت هذه المعلومات بعد يومين من إعلان الإدارة الأميركية نيتها الإبقاء على عدد من جنودها لحماية حقول النفط في شمال شرق سوريا. وقد غادر حتى الآن ما لا يقل عن نصف القوات الأميركية الأصلية في سوريا، وفق ما ذكرت الصحيفة الأميركية.

ويتوقع أن يبقى نحو 250 جندي من العدد الأصلي، يتمركزون معظمهم جنوبا في دير الزور، في حين يصل العدد الإجمالي للقوات الأميركية التي تحمي حقول النفط إلى حوالي 500 جندي، حيث تتوزع في أكثر من مكان شرقي الفرات. وبإضافة هذا العدد إلى القوات الموجودة في قاعدة التنف، يرتفع بذلك عدد القوات الأميركية المتوقع وجودها في سوريا إلى ما يقرب من 900 جندي.

ووفق نيويورك تايمز، فإن عدد الجنود الأميركيين يرتفع داخل الأراضي السورية بسهولة، في حال ظهور أي بوادر لعودة مسلحي داعش غير المستبعدة.

وقد قال وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، يومه الاثنين، بأن الهدف من وجود قوات بلاده في سوريا، هو حماية منشآت النفط حتى لا تقع في أيدي تنظيم داعش الإرهابي.

وقد أكد أيضا الوزير بأن الوضع في سوريا ما يزال معقدا بالرغم من مقتل البغدادي، حيث أكد أن واشنطن ستواصل العمل مع حلفائها إلى حين القضاء على داعش بشكل نهائي.

وقد واجه ترامب انتقادات شديدة لقراره المفاجئ بسحب قوات بلاده من شمال سوريا، الأمر الذي مهد لتركيا شن هجوم ضد الأكراد الذين كانوا حلفاء واشنطن في قتال داعش.

أول دورية منذ الانسحاب

وقد قامت القوات الأميركية يومه الخميس، بتسيير دورية قرب الحدود التركية في شمال شرق سوريا، والتي تعد الأولى منذ سحب واشنطن قوّاتها من المنطقة الحدودية.

وحسب مصادر فإن خمس مدرعات تحمل الأعلام الأميركية قد سيّرت دورية من قاعدتها في مدينة رميلان في محافظة الحسكة، متّجهة إلى الشريط الحدودي مع تركيا شمال بلدة القحطانية، بالرغم من أن هذه المنطقة قد أصبحت بموجب المعارك والاتفاقات التي حصلت في الأسابيع الأخيرة، واقعة بالمبدأ تحت سيطرة القوات الروسية وقوات النظام السوري.

في حين قد توصلت أنقرة وموسكو في 22 أكتوبر إلى اتفاق ينص على أن موسكو ستسهل سحب عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، وأسلحتهم من منطقة تمتد حتى عمق 30 كيلومتراً من الحدود مع تركيا. وقد رافق الدورية الأميركية مقاتلون أكراد من قوات سوريا الديموقراطية.

Exit mobile version