هكذا كشفت جماعة الإخوان عن عنصريتها وانتهازيتها.. فهل هي في ورطة؟
عديدة هي المواقف التي يفصح فيها خطاب الكراهية الذي تعتنقه جماعة الإخوان المسلمين، عن صور جديدة من تمثّلاته البغيضة، التي تتناقض وما تدعيه الجماعة الربانية التي تدعي أنّها تحمل لواء الإسلام، وتدافع عن قيمه الإنسانية. ولأنّ الكذب لا يدوم، كان حتميّاً أن ينكشف غطاء خطاب الجماعة بين الفترة والأخرى لتظهر العنصرية البغيضة، في لحظة صدق عابرة.
وفي سياق متصل بهذا الخطاب، وعلى شاشة قناة “مكملين”، الذراع الإعلامي للإخوان المسلمن، خرج الإخواني الهارب بتركيا أحمد سمير عقب أزمة النفط الأخيرة شامتاً وقد أفقدته الكراهية صوابه، قائلاً في وصلة طويلة، خيّم عليها الانتشاء بمصائب الآخرين، عبارات عنصرية يفتقد صاحبها إلى الحد الأدنى من الحس الإنساني، جاء فيها: “كلمتين كدة عايزين نقولهم للمواطن الخليجي .. ودع أيام نعيمك وارجع شحات كريه وتسول من التكية، وتعشى اللي تلاقيه وانسى تصيف في لندن أو رحلة لمونبيليه”، وبعد عبارات بذيئة، وجّه سمير خطاباً تحريضياً للوافدين قال فيه: “.. تطلع عن كفيلك تلعن وتسب فيه، وتعامله كأنّه عالة أو عبد ومشتريه..”، وختم سمير حديثه بنفس درجة الابتذال قائلاً: “وأهي بتدور الدوائر يا سيدي، نفطك راح عليه، بدأت رحلة هبوطك، ورينا حتعمل إيه، نفطك ما بقاش يساوي حتى التنقيب عليه، شيل اللي تبقى منه لا مؤاخذه فوق راسك لف بيه..”.
هكذا عبّر أحمد سمير عن عقيدة “الإخوان”، كجامعة مبتذلة، تدعي الفضيلة ليل نهار، بينما تنتهج الشماتة وتعتنق الكذب، وترفع رايات الكراهية عبر منابرها، فسرعان ما تسببت كلمات الإخواني الهارب في أزمة مع حلفاء “الإخوان” في الدوحة، الذين راعهم ما سمعوا، بالإضافة إلى الانتقادات التي وجهت للجماعة التي رفعت غطاء التقية.
وتحت ضغط “الرعاة” في الدوحة، أصدرت “مكملين” بياناً يوم الخميس 23 نيسان (أبريل) الماضي، قدمت فيه اعتذارها عما جاء في خطاب أحمد سمير، والذي يعد حسب زعمها “خروجاً واضحاً عن السياسة التحريرية التي تنتهجها القناة، مع التلويح باتخاذ عقوبات إدارية ضده، وحذف المادة الفيلمية المشار إليها من كل منصاتها الرقمية”. ولا ندري عن أي سياسة تحريرية تتحدث إدارة القناة؟ والتي تحولت إلى سوق لا تعرض سوى بضائع رديئة بلغت حد السذاجة والاستخفاف.
لم ينته خطاب العنصرية عند هذا الحد، فعلى نفس الشاشة خرج محمد ناصر ليسخر من صورة قديمة يجري تداولها لوزيرة الصحة المصرية، وتظهر فيها بوزن زائد أقرب إلى البدانة، قائلاً بتهكم: “دي مش وزيرة دي وزارة كاملة!”، وقد بلغت السطحية حد “المعايرة بالهيئة والشكل!”.
طائفية الإخوان تكشف نفسها
ادعت جماعة الإخوان مراراً أنّها تؤمن بمبدأ المواطنة، انطلاقاً من وعيها ومسؤوليتها التاريخية، لكن المواقف، حتى وإن كانت عابرة، فإنّها تكشف دوماً حقيقة ما تضمره تجاه الآخر.
فمن الأراضي التركية، شنّ الداعية الإخواني الشيخ عصام تليمة، هجوماً على الشيخ خالد الجندي الذي صرّح بأنّ الأقباط لم يخرج من بينهم متطرف أو إرهابي، وبشكل طائفي تحريضي، قال تليمة، إنّ المقصود هو القول بأنّ الإسلام هو مصدر الإرهاب في مقابل المسيحية.
من جانبه، شنّ محمد ناصر هجوماً ساخراً، بعبارات طائفية، على المتحدث باسم كنائس مصر، تطاول فيها على عقيدة القيامة عند الأقباط، ثم وجّه حديثه إلى الشيخ خالد الجندي قائلاً: “ما تروح للأقباط، انت تنفع قسيس كويس، واحتمال يعملوك أسقف علطول، ثم اتهم الأقباط بأنهم كانوا رعاة الإرهاب ضد المسلمين في مصر، وأنهم كونوا كتيبة كاملة لمساندة نابليون، وإرهاب المصريين إبان الحملة الفرنسية، ومضى يختلق روايات تاريخية حول ما أسماه الإرهاب المسيحي في مصر.
تناقض القول مع الفعل
عرضت جماعة الإخوان المسلمين عبر موقعها الرسمي يوم ١٩ نيسان (أبريل) الماضي، مبادرتها بتنحية الخلافات السياسية مع النظام المصري مؤقتاً، من أجل توجيه الجهود نحو التعاون المشترك في مواجهة جائحة كورونا، كأولوية مطلقة، وأنّ نواياها الحسنة تجلّت بوضوح في مؤتمرها الذي عقدته عبر الانترنت مع نخبة من أطبائها، للتأكيد على أنّ التعاون والمشاركة في هذه الجهود، يصل إلى مرتبة الفريضة، وأنّها دشّنت حملة بعنوان: “شعب واحد نقدر”، للتواصل مع المسؤولين وإسداء النصح، مع دعوة الجماهير إلى عدم ترويج الشائعات والأخبار السلبية التي تحبط الناس.
في الوقت نفسه واصلت كل منابر الإخوان وصفحاتهم، الترويج للشائعات المغرضة، ومحاولة إثارة الفزع والرعب، بنشر أخبار كاذبة حول تفشي كورونا في مصر، حيث واصلت نشرة المساء في قناة “مكملين” حملتها الدعائية للترويج لشائعات حول انتشار كورونا في مصر، فما إن صعّدت وزارة الصحة المصرية من الإجراءات الاحترازية تحسّباً لأي طارئ، قالت نشرة “مكملين”: ما سبب إعلان الطوارئ في مستشفيات الصدر بالمحافظات؟ وألمحت إلى أنّ الوباء ينتشر في مصر بسرعة كبيرة، وتحت عنوان: ناصر يكشف عن عدد المصابين بكورونا من العمال داخل العاصمة الإدارية، أوردت القناة تقارير كاذبة بلا أي دليل، نقلاً عن مصادر مجهولة، كما واصل أحمد سمير في برنامجه “ألو مكملين” الإعلان الوهمي عن تضاعف الأعداد في مصر، وادعت القناة أنّ الفحص السريع لكورونا الذي يتم مع الأطباء والممرضين لا يكشف عن الإصابة، في محاولة للتثبيط من همم الأطباء، ولا مانع من دس تسجيلات صوتية مجهولة، لصراخ وبكاء نسبته إلى طواقم طبية أصيب أفرادها بالعدوى!
ويبدو أنّ التناقض بين القول والفعل هو نهج إخواني، يؤطر تصرفات أعضائها على الدوام؛ فالجماعة التي أباحت لنفسها التدخل في الحياة الشخصية للناس، بصفتها الراعي الحصري للفضيلة، سرعان ما تجاوزت ارتباكها عقب التسريبات الجنسية لعبد الله الشريف، ليخرج علينا القيادى ياسر العمدة من تركيا قائلاً إنّه لا يعنيه تصرفات الشريف الشخصية، حتى “ولو رآه يزني بامرأة، فالأهم هو ما يعرضه من فيديوهات تعارض النظام”، إنّها الغاية في أكثر أشكالها ابتذالاً، تبرر الوسيلة مهما كانت متناقضة مع الخطاب المعلن، لتؤكد على انتهازية بلا حدود.
هل تناست حركة النهضة اضطهاد الإيغور؟
في بيان مثير للدهشة، تصدرته صورة تجمع بين شعاري حزب النهضة، والحزب الشيوعي الصيني، قالت حركة النهضة يوم 21 نيسان (أبريل) الماضي، إنّها بدعوة من الحزب الشيوعي الصيني، وقعت على بيان مشترك بين الأحزاب الكبرى في العالم حول جائحة الكورونا وباستثناء الشيوعي الصيني، لم تشهد قائمة الموقعين أياً من الأحزاب المركزية الكبرى في العالم، ظهرت فقط أحزاب من عينة الوحدة الروسي، والازدهار الأثيوبي، والعمال المكسيكي، والملفت أنّ العدالة والتنمية التركي، جاء ضمن الموقعين، ويمكن القول إنّها محاولة للبحث عن أي دور، لادعاء الانخراط بين الكبار، حتى ولو جاء ذلك تلبية لنداء الشيوعي الصيني، الذي تهاجمه جماعة الإخوان ليل نهار، وتطلب من قواعدها استنزال لعنات السماء عليه في كل صلاة، لنصرة المسلمين الإيغور، الذين تناستهم حركة النهضة لتحقيق مصالحها السياسية كالعادة.
وفاة عبد الرحيم الكيب تكشف الأدوار الخفية في ليبيا
في بيان رسمي قالت حركة النهضة يوم 21 نيسان (أبريل) الماضي، إنّها تلقت بقلوب صابرة محتسبة، نبأ وفاة أول رئيس وزراء في ليبيا بعد ثورة فبراير، السيد عبد الرحيم الكيب، الذي وافته المنية في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوقت ذاته، نعى حزب العدالة والبناء الليبي، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، رئيس الوزراء السابق، مثنياً على دوره الوطني، ومعبراً عن عميق الحزن والمواساة لأسرته. فلماذا عبد الرحيم الكيب بالتحديد الذي تحمل له حركة النهضة، وحزب العدالة والبناء كل هذا الامتنان.
أثار عبد الرحيم الكيب سخط عدد كبير من الليبيين، الذين يتهمونه بسوء التصرف في أموال الدولة، إبان تولّيه رئاسة الحكومة، عقب الإطاحة بالعقيد معمر القذافي؛ حيث اختفت مبالغ هائلة من الخزانة العامة، أكدت تقارير موثقة أنّها ذهبت لصالح دعم ميليشيات مدينة مصراتة وميليشيات الإخوان، وأنّ تعيينه بعد ذلك مندوباً لليبيا في الأمم المتحدة، جاء في إطار مكافأته على ذلك.
أزمة جمعية مسجد دار السلام بألمانيا تكشف عشوائية الإخوان
في ألمانيا، تتواصل التحقيقات حول اختراق جمعية مسجد دار السلام في حي نويكولن في برلين، لإجراءات حظر التجمعات المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا، بعد أن انتهزت جماعة الإخوان المسيطرة على الجمعية مبادرة لقرع أجراس الكنائس ورفع الآذان في وقت واحد، كنوع من التضامن الرمزي في مواجهة الجائحة، لإقامة تجمهر، حيث جمع إمام المسجد، محمد طه صبري، نحو 300 شخص حول المسجد، وتحولت المبادرة التضامنية إلى أزمة مدوية، ما أدى إلى تدخل الشرطة لفض التجمهر، وفتح ملفات الجمعية للتحقيق، حيث أكدت التقارير الأولية أنّ الجمعية الإسلامية المشاركة في المبادرة، تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، ما يكشف نهج العشوائية واللامبالاة، وربما الانتهازية بغض النظر عن الأضرار التي قد يسببها ذلك للدولة والمجتمع الذي يحتضنها.
نقلا عن حفريات