أيقونة احتجاج آل مرة.. هزاع المري يضرب عن الطعام بسبب سوء المعاملة داخل السجن
أثار الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، موجة غضب في الداخل القطري، بعد مصادقته على قانون نظام انتخاب مجلس الشورى، تمهيدا لإجراء أول انتخابات للمجلس في البد الخليجي، لما يحمله من انتهاكات وإقصاء لبعض شرائح المجتمع، وبث التفرقة والعنصرية.
وكان مواطنون قطريون قد دشنوا وسما تحت عنوان الشعب يقاطع انتخابات الشوري على مواقع التواصل الاجتماعي، لإعلان مقاطعتهم للانتخابات، بسبب عدم الشفافية وتوغل الفساد داخل المجلس الذي يسيطر عليه رجال أمير قطر وحكومته، دون مراعاة لحقوق الشعب في التعبير عمن يمثلونه.
وأقصى القانون الجديد شرائح من المجتمع، أهمها قبيلة آل مرة العربية العريقة في قطر، التي شاركت في تأسيس البلاد ومساندة مؤسسيها، وحرمها من حقها في الترشح والانتخاب، بعد سحب جنسياتهم قسرا منذ سنوات، وهم الذين يعتبرون أنفسهم قطريين أصليين ساهموا في تأسيس البلاد مع أسرة آل ثاني الحاكمة.
وتصدر المحامي القطري البارز هزاع بن علي شريدة العذبة المري، وهو من قبيلة آل مرة، الحديث الإعلامي، عقب توجيهه رسالة إلى أمير البلاد عبر مقطع فيديو، طالبه فيها بالتراجع عن قرار منع القطريين المجنسين من الترشح والتصويت، وقال: إن حرمان أفراد قبيلته من الترشح يعني أنهم مماليك، على حد تعبيره، وأنهم سيرفضون القرار حتى لو دخلوا السجون.
كما شارك المحامي هزاع، في احتجاجات سلمية نظمتها قبيلة آل مرة ردا على إقصائها من الانتخابات التشريعية، وألقى كلمة قال فيها: إن على الحكومة إطلاق سراح المعتقلين خلال مهلة يوم واحد فقط، في إشارة إلى عدد من المحتجين القطريين الذين أوقفتهم السلطات الأمنية بتهمة نشر أخبار غير صحيحة وإثارة النعرات العنصرية والقبلية.
وغداة ذلك، اعتقلت السلطات الأمنية في قطر، المحامي بعد أن برز كأحد المؤثرين في الاحتجاجات التي نظمتها قبيلته ضد إقصائهم من أول انتخابات تشريعية تشهدها البلاد، وظهر في مقطع فيديو يصعد في سيارة دورية الأمن التي جاءت لاعتقاله، بينما يتجمع مناصرون له حول السيارة، ويحاولون منع الاعتقال.
وقال عبر تويتر إن رجال الأمن قد وصلوا منزله لاعتقاله، وإنه سيستجيب لطلبهم دون اعتراض، مضيفا: البحث الجنائي عندي في مجلسي الآن، يطلبون ذهابي معهم وسوف أذهب متحصّنا بالله أولا، ثم أبناء قبيلتي آل مرة والمواطنين ثم الدستور والقانون.
وبعد أيام من اعتقاله، وردت أخبار عن خوض المحامي القطري إضرابا عن الطعام.
وقالت المصادر إنه دخل غي إضراب عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة داخل السجن، وسجنه لدفاعه عن أبناء قبيلته ضد اضطهاد النظام القطري لهم وإقصائهم في قانون الشورى الجديد، ما يعزز الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها قبيلة آل المرة القطرية العريقة.
وكانت منظمات ناشطة في حقوق الإنسان، قد نبهت إلى ما تصفها بأوضاع مزرية في السجون القطرية، وسط غياب للمحاكمات العادلة لمن تُوجه إليهم التهم أو يجري اعتقالهم تعسفا، وهذا ما أكده سجناء سابقون، حيث يتعرضون للضرب والتعذيب وسوء المعاملة من قبل الحراس، ويعيشون في ظروف مزرية ولا تتوفر فيها أبسط شروط العيش.
ويشار إلى أن المحامي هزاع سبق أن ترافع في قضية شهيرة تتعلق بحق المجنسين بالحصول على أرض، وكان قد أعلن مطلع عام 2020 حصوله على حكم ابتدائي بإلغاء قرار إداري بحرمان مواطن قطري مجنس من منحة الأرض، في سابقة تعد الأولى من نوعها.
وتمنح الحكومة كل مواطن قطري قطعة أرض مساحتها ألف متر خارج العاصمة الدوحة، أو 650 مترا داخل الدوحة، بالإضافة إلى قرض بنكي بفوائد مستردة، وفق قانون الإسكان المعمول به في البلاد.
لكن قانون الإسكان ربط حصول المواطن المتجنس على الأرض بقرار من رئيس مجلس الوزراء، وترتب على ذلك حرمان المتجنسين من هذا الحق.
وقال المحامي هزاع آنذاك: استطعنا بفضل الله الحصول على حكم وسبق قضائي، يؤكد أن القاضي الإداري قاضي المشروعية، وجاء الحكم بإلغاء القرار الإداري الصادر الذي حرم المواطن المتجنس من قطعة الأرض، مع ما يترتب على ذلك من آثار.