جرائم لا تغتفر بحق هذا البلد.. هذا ما فعله الإخوان بالسودان
قال الباحث المصري في شؤون الجماعات الإسلامية حسين القاضي ، ان تجربة “الإخوان” تختلف عن كافة التجارب “الإخوانية”، لأنها كانت هي النظام الذي تمت الثورة عليه بعد ثلاثين عاماً من الحكم، وليست أحد عناصر الثورة كما تزعم في العديد من البلدان العربية أولها مصر، وتونس.
واضاف في تصريح لمركز الحل نت، ان هذا التجربة تؤكد بطلان حجة “الإخوان” المعتادة بأنها لم تخوض التجربة كاملة، لأنها في السودان ظلت تحكم ثلاثة عقود من الزمن، وسياستهم كانت لبسط هيمنتها هو تقسيم البلاد إلى ميليشيات عديدة تتحارب فيما بينها، دون السعي لمصلحة الدولة والشعب.
واوضح القاضي ان، الإلحاح الشديد على عدم إتاحة الفرصة كاملة لجماعة “الإخوان” في البلدان التي حكمها وخاصة مصر، يفرض التساؤل حول ما قدّمته هذه الجماعة طوال ثلاثين عاماً للسودان وهم في منصات الحكم والإدارة السياسية والعسكرية والمدنية، فلا يمكن أن نقول إن نظام عمر البشير “إخواني” بالكامل، ولكنه كان نظاماً إسلامياً يعمل على تمكين “الإخوان”، وتمكنت الجماعة بالفعل من كافة نواحي الدولة للحدّ الذي يجعلنا نقول إن تجربة عمر البشير تجربة عاش فيها السودان في ظل هذه الجماعة الإسلاموية، فإذا كان لم يقول البشير صراحة بأن الحكم في السودان يُقاد من “الإخوان”، فإن الواقع يقول بأنهم كانوا يملكون البنية الفعلية للدولة.
وشدد الباحث على أن السودان لم تشهد طوال حكم الإخوان أي تطوّر ملحوظ أو حركة اجتماعية أو سياسية. بل ظلت راكدة كغيرها من دول الجوار وخروج الشعب في 2018. والإطاحة بنظام حكم البشير الذي مثّل ضربة قاسمة للجماعة.
من جهته أفاد به الباحث السوداني عبد الجليل سليمان، إن الجماعة. طوال فترات تواجدهم في السودان ووجودهم ضمن نظام الحكم إن يكن كله. سعوا إلى التمكين داخل كافة أجهزة الدولة أكثر من سعيهم لسد احتياجات المجتمع السوداني والنظر في مشاكله. فسيطروا على بنية الدولة كاملة الاقتصادية والعسكرية والسياسية. فلا توجد قوى سياسية غير “الإخوان” في السودان. والأكثر من ذلك احتكروا الصناعات والاستيراد والتصدير. ولا ننظر في قيادة أو مؤسسة إلا “والإخوان” هم أغلب عناصرها ويحاصرونها.
واضاف سليمان ان جماعة “الإخوان” تشعل في الوقت الراهن السودان كاملة .وتمزقتا في سبيل العودة لحكم البلادمن جديد. خاصة أنهم كانوا متغلغلينَ داخل بناء الدولة والبناء الاجتماعي أيضاً.
وأكد الكاتب والباحث السوداني في تصريح للحل نت أن “مَن يقاتلون الآن في السودان هم الإخوان عبر كتائبهم وميليشياتهم إلى جانب الجيش السوداني. الذي يتحكم به قيادات من الإخوان، بجانب ميليشيات البراء بن مالك. وكتائب الظل، وقوات العمل الخاص، والمستنصرين. وهم الذين جنّدتهم الجماعة من بقايا الميليشيات السابقة. الدفاع الشعبي، والشرطة الشعبية، والأمن الطلابي. وجندوا معهم بعض المواطنين وسموا نفسهم المستنصرين”.
وأضاف سليمان أنه عند فشل هؤلاء المستنصرينَ لتنفيذ مآرب الجماعة وأهدافها على الأرض. فكّرت الجماعة في إطلاق ما يسمى “المقاومة الشعبية”. للدعم السريع عن طريق قائد الجيش عبد الفتاح البرهان. وهم الآن يسلّحون في كوادرهم .ويزرعون الفتن القَبَلية من خلال تسليح بعض القبائل على أساس أنها في خطر، وعندما فشلوا في جمع الناس وإثارة مشاعرهم الدينية. راحوا يعملون على إثارة المشاعر القَبَلية، لأن السودان في نهاية المطاف مجتمع قَبَلي.