سياسة

هدف في مونديال قطر: مصافحة السيسي وأردوغان التاريخية


للمرة الأولى  تصافح الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والمصري عبدالفتاح السيسي الأحد على هامش افتتاح كأس العالم لكرة القدم في قطر، بحسب الرئاسة التركية.

فيما جاء هذا التواصل المباشر بين الرئيسين بعد ما يقرب من عشر سنوات من القطيعة والعداء.

كما جائ فيما تهدف تركيا لمصالحة مع مصر بعد مصالحتين تاريخيتين مع الإمارات والسعودية وأخرى مع إسرائيل بعد سنوات من التوتر.

حيث شهدت العلاقات التركية المصرية طيلة السنوات الماضية توترات حادة على خلفية الموقف التركي من إطاحة الجيش المصري في 2013 تحت قيادة السيسي في تلك الفترة قبل أن يترشح ويفوز في 2014 بالرئاسة، بحكم جماعة الإخوان المسلمين.

وقد كان الرئيس التركي من اشد منتقدي النظام المصري ولا يفوت فرصة إلا ويهاجمه بشدة. كما دأب على وصفه بـ”النظام الانقلابي والدكتاتوري”.

بينما لا يفوت فرصة إلا ويشكل بيده علامة رابعة التي كان يرفعها أنصار الإخوان المسلمين بعد فص اعتصامهم بالقوة في ساحة رابعة بالقاهرة. وهي الحادثة التي قتل فيها المئات بعد أن أطلق مسلحون من بين المعتصمين النار على قوات الأمن وردت الأخيرة بالمثل.

وأثناء حفل افتتاح البطولة أكد مسؤول في الرئاسة التركية مساء الأحد أنه “التواصل الثنائي الأول” بين الرئيسين.

وكشقف الصورة التي نشرت على الموقع الرسمي للرئاسة التركية الرئيسين اللذين ساد الفتور علاقتهما منذ تولي السيسي الرئاسة في مصر، يتصافحان مبتسمين.

والصورة من بين صور أخرى تظهر تبادل الابتسامات بين أردوغان ورؤساء الدول والحكومات الذين جاؤوا إلى قطر لحضور افتتاح المونديال.

وسبق أن علق أردوغان على وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي في يونيو 2019 في قاعة المحكمة أثناء محاكمته. بالقول “إن التاريخ لن يرحم أبدا الطغاة الذين أوصلوه إلى الموت عبر وضعه في السجن والتهديد بإعدامه”.

وكان قد أكد بعد إعدام تسعة سجناء صدرت بحقهم العقوبة القصوى في مصر أنه يرفض التحدث مع “شخص مثله”، في إشارة إلى السيسي.

ولم يكن أردوغان يفوت مناسبة إلا ويظهر دعمه لجماعة الإخوان المسلمين. بينما تشكل بلاده أكبر داعم للتنظيم الدولي وتستضيف على أراضيها العديد من قيادات التنظيم المصري المصنف إرهابيا في مصر ودول خليجية.

وأبدت تركيا منذ العام الماضي رغبة كبيرة في تصحيح مسار العلاقات مع الخصوم الإقليميين من مصر وإسرائيل والإمارات والسعودية، في خطوة انفتاح لتهدئة التوترات وتفادي عزلة إقليمية وبدفع من وضع اقتصادي متأزم مع انهيارات متتالية للعملة الوطنية الليرة وارتفاع قياسي في معدل التضخم.

وأطلق أردوغان مؤخرا إشارات ايجابية باتجاه تطبيع العلاقات مع سوريا وعبر عن استعداده للقاء الرئيس السوري بشار الأسد والمصالحة مع مصر بعد الانتخابات العامة في تركيا في يونيو 2023.

ولدى عودته من قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا، لمح أردوغان خلال حواره مع الصحافيين الأتراك الأسبوع الماضي، إلى استعداده لمراجعة علاقاته مع سوريا ومع مصر.

وقال “يمكننا إعادة النظر في العلاقات مع الدول التي واجهتنا معها صعوبات. ويمكننا حتى أن نبدأ من الصفر، خاصة بعد انتخابات يونيو”، بحسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية. وأعلن أنه سيكون مرشحا في الانتخابات الرئاسية.

ولم يصدر عن الجانب المصري أي تعليق على تصريحات أردوغان بينما توقفت اتصالات دبلوماسية بين الجانبين على خلفية خلافات حول ليبيا. خاصة بعد أن وقعت تركيا مع حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها بقيادة عبدالحميد الدبيبة اتفاقيات أمنية وعسكرية. ومذكرات تفاهم تشمل واحدة منها ترسيم الحدود البحرية وأخرى تسمح لأنقرة بالتنقيب عن النفط والغاز في المياه الليبية.

واعتبرت كل من القاهرة واثينا أن تلك الاتفاقيات غير قانونية باعتبار أن الطرف الليبي أي حكومة الوحدة “غير شرعية”.

ويرجح أن قطر مضيفة المونديال لعبت دورا في ترتيب المصافحة الأولى بين السيسي وأردوغان. مستثمرة بطولة كأس العالم لاظهار قدرتها على حل الأزمات وتقريب وجهات النظر بين الخصمين الإقليميين.

ولا يمكن النظر إلى المصافحة التاريخية بين أردوغان والسيسي بعيدا عن مساع تقودها الدوحة حليفة أنقرة. بعيدا عن الضجيج الإعلامي لإعطاء دفعة للعلاقات المصرية التركية.

لكن يبقى ملف الاخوان المسلمين وأنشطة تركية التوسعية في ليبيا وشرق المتوسط معضلة تثقل على جهود المصالحة بين البلدين.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى