هاشتاق “#أين الرئيس” يثير جدلا بالجزائر
هاشتاق “أين الرئيس” أطلقه جزائريون لمعرفة حقيقة الوضع الصحي لتبون، فيما اتهم مسؤول بارز أطرافاً خارجية بقيادة “حرب إعلامية”على البلاد.
وأصبح الوضع الصحي للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الغائب عن البلاد منذ نهاية الشهر الماضي بعد إصابته بكورونا محط اهتمام شعبي غير مسبوق، مع مخاوف من تكرار سيناريو بوتفليقة.
وقد أطلق جزائريون في الأيام الأخيرة هاشتاق “#أين_الرئيس؟” عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، للمطالبة بمعرفة حقيقة الوضع الصحي لرئيسهم، وسط انتشار كبير للشائعات، غذّتها في بعض الأوقات وسائل إعلام قطرية وإخوانية وغربية.
تساؤل الجزائريين ارتبط بما اعتبرته منشوراتهم وتعليقاتهم “الغموض الذي حام حول حقيقة مرضه وأسباب بقائه في ألمانيا لأكثر من شهر”، رغم تأكيد السلطات الجزائرية شفاءه من فيروس كورونا.
كما طالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ”إظهار الرئيس عبر وسائل الإعلام الرسمية للتأكد من حقيقة وضعه الصحي”، وانتقدوا في المقابل “شح المعلومات في الإعلام المحلي حول صحة تبون”.
وعبرالمغردون أن من “حق الجزائريين معرفة تفاصيل الحالة الصحية لرئيسهم ، انطلاقاً من بعض المؤشرات التي تدفع للخوف عليه وعلى الوضع العام للبلاد”، كما ورد في كثير من التعليقات.
ولم تتمكن مختلف بيانات الرئاسة الجزائرية عن الوضع الصحي للرئيس عبدالمجيد تبون من طمأنة الجزائريين، وأظهرت تعليقاتهم مخاوفهم من تكرار سيناريو غياب الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة عن المشهد منذ 2013 نتيجة تدهور الوضع الصحي.
ولم يكن حينها بوتفليقة يظهر إلا نادراً وعلى كرسي متحرك، وهو يستقبل قادة الدول ومسؤولين من مختلف بلدان العالم.
إلا أن مخاوف آخرين ارتبطت بالتحديات الداخلية والخارجية الحالية التي تواجه الجزائر، بينها جائحة كورونا التي أثرت على الوضعين الاقتصادي والسياسي، وكذا التطورات الأمنية المتلاحقة، والتي حولت جميع حدود البلاد إلى مناطق ملتهبة.
واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن استمرار غياب تبون عن البلاد وعن المشهد السياسي “يزيد من مخاوفهم على مستقبل بلادهم، ومن حجم التحديات والتهديدات الداخلية والخارجية”.
وطالبت ردود الأفعال من خلال هاشتاق “#أين_الرئيس؟” بما أسمته بـ”الشفافية في نقل المعلومة الصحيحة عن حقيقة الوضع الصحي للرئيس عبدالمجيد تبون، ووضع الجزائريين في صورة ما يحدث”.
واعتبروا في السياق أن “البلاد ليست مستعدة لأزمة سياسية جديدة أو حالة من الفراغ والشغور في أعلى منصب بالدولة، بعد خروجها من مرحلة نظام بوتفليقة”.
تداول الهاشتاق “#أين_الرئيس؟” حوّل مواقع التواصل في الجزائر إلى ساحات للسجال، ورد آخرون عليه بانتقاد ما اعتبروه “توقيت وهدف طرح التساؤل”، ووصفوه بـ”التساؤل غير البريء الذي تقف وراءه أطراف معادية للجزائر”.
ورد مغردون بالإشارة إلى أن “تبون بخير وسيعود إلى أرض الوطن في القريب العاجل”، معتبرين أن دخوله في فترة نقاهة “في صالح الجزائر تفادياً لأي مضاعفات أخرى قد تحدث له جراء إصابته بفيروس كورونا”.
وطالب جزائريون بـ”الدعاء لتبون بالشفاء والعودة عن قريب للبلاد وممارسة مهامه عوض التشكيك في بيانات الرئاسة وإعطاء فرصة للأطراف التي تتربص بالجزائر لتهييج الرأي العام” حسب تعبيرهم.
كما تداولوا صورا للرئيس عبدالمجيد تبون وهو يؤدي الصلاة في “مسجد الجزائر الأعظم” و”المسجد النبوي” خلال زيارته الرسمية للمملكة العربية السعودية فبراير/شباط الماضي، مرفوقة بدعوات الشفاء له.
واتهم مغردون معارضة الخارج على رأسهم تنظيم الإخوان الممثلة في “حركة رشاد” الإخوانية الإرهابية بالترويج للشائعات عن الوضع الصحي لتبون، مؤكدين أن الهدف من طرح تلك التساؤلات تهدف إلى إثارة الفتنة والفوضى في البلاد”.
وتداول جزائريون تركيز عميل المخابرات التركية الإخواني المدعو “رضا بوذراع الحسيني” المقيم بإسطنبول، وكذا عميل المخابرات القطرية المسمى “محمد العربي زيتوت” المقيم بلندن على التشكيك في الروايات الرسمية عن صحة الرئيس الجزائري.
في هذه الأثناء، اتهم صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة الجزائري بالإنابة، أطرافاً خارج الجزائر لم يسمها بـ”قيادة حرب إعلامية” ضد الجزائر.
وفي كلمة له أمام نواب المجلس، الخميس الماضي، أكد قوجيل وجود أطراف خارجية “تحمل أبواقاً ضد الجزائر، وتستغل فرصة مرض الرئيس للترويج لمعلومات مغلوطة”، وكشف أن بلاده “تتعرض بالفعل لحرب إعلامية”.
وسارعت الرئاسة الجزائرية على مدار مرتين متتاليتين لنفي تقارير إعلامية قطرية وفرنسية زعمت “وفاة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون”.