سياسة

نهاية أردوغان في شرق المتوسط‎


يوما بعد الآخر تزداد وتيرة التصعيد في شرق المتوسط والذي بات يعيش مرحلة دق “طبول الحرب” بين تركيا من جهة واليونان وقبرص وفرنسا وإيطاليا من جهة أخرى، وذلك بسبب الأطماع التوسعية لأردوغان والذي يتعامل بشكل مخالف لكافة القوانين والأنظمة المتعارف عليها دولياً. 

 جاء هذا التصعيد التركي متزامناً مع سلسلة تدخلات وأطماع تكشف الوجه الحقيقي للممارسات العدوانية التي يخوضها النظام التركي، ليس فقط ضد جيرانه مثل اليونان وقبرص فحسب، بل تعدى الأمر إلى الاعتداء على دول عربية مثل العراق وسوريا وليبيا. لقد بات النظام التركي حالياً يشكل خطرا حقيقياً على الأمن والسلم العالميين، وهذا الأمر يتطلب تركيز الجهود بشكل موحد عالمياً من أجل استئصال هذا الفكر الذي ينتهجه “أردوغان”.

لقد شكلت الاتفاقية الأخيرة التي تم توقيعها بين مصر واليونان، خارطة الطريق لقطع كافة المخططات التوسعية للنظام التركي في شرق المتوسط، وشكلت أيضا أهمية كبرى في منطقة غنية بالثروات أهمها الغاز . وفي المقابل مايزال النظام التركي يمارس سلوكه العدواني في المنطقة، عبر سلسلة من التدخلات في صناعة المشاكل مع دول الجوار التي تحد تركيا.

 فمازال النظام التركي يقوم بخرق كافة القوانين والأنظمة المتعارف عليها دولياً، عبر الاعتداء على العراق عبر توغل قوات عسكرية تركية داخل أراضيه، وتارة أخرى عبر القصف الجوي المتواصل، والذي يلحق أَضرارا كبيرة على الشعب العراقي. وكذلك عبر الاعتداء على سوريا تارة باستمرار قصف وتوغل قواته في الأراضي سوريا، وتارة أخرى عبر قيامه بقطع مياه الشرب عن مدن سورية منها “الحسكة”، في تصرف يخالف به كافة الأعراف والقوانين الدولية، عبر استخدام سلاح المياه بشكل وحشي. ومايزال النظام التركي يقوم بخرق القوانين عبر إرساله عشرات آلاف من المرتزقة إلى ليبيا، لتحقيق أطماع أردوغان في “نفط” وثروات ليبيا، والتي تعيش الآن حالة من الحرب والفوضى بشكل لم تشهدها البلاد قديماً وحديثاً.

 لقد أدت هذه التصرفات العدوانية التي يمارسها النظام التركي إلى خسائر باهظة تكبدتها تركيا، سواء بالشق الاقتصادي الذي يعيش أسوأ فتراته على الإطلاق، خاصة مع تلويح الاتحاد الأوروبي بعقوبات اقتصادية من المتوقع أن تلحق ضرراً بالغاً على الاقتصاد التركي، والذي يعاني الآن من وضع صعب جداً.

 لقد فتح النظام التركي على نفسه سلسلة لاتنتهي من المشاكل مع دول العالم، وبات يعيش في وضع من العزلة الدولية مع فقدان الثقة عالمياً به، وهذا الأمر له تداعياته السلبية على اقتصاد تركيا على المدى القريب والمدى البعيد، ومن المتوقع أن ينعكس بشكل خطير على الحياة المعيشية للمواطن التركي عبر ارتفاع أسعار كل السلع و ارتفاع نسب البطالة، وكذلك ارتفاع معدلات الفقر بشكل كبير.

 ماالذي استفاده النظام التركي من كل هذه التدخلات العدوانية؟

 لقد خسر اقتصاد تركيا جراء هذه السياسة كل ما تم بناؤه خلال عقود، وباتت تركيا الآن مهددة بالخروج من دول العشرين( G20) ، وقبل ذلك خسرت تركيا حلفاء وأصدقاء دائمين لها، مما أدخلها في صراعات إقليمية لم تشهدها منذ تأسيسها . وفي العرف الاقتصادي يقال حتى تكون لك سمعة حسنة وتكسب ثقة الناس ربما تحتاج لسنوات طويلة، ولكن لن يستغرق هدم وفقدان الثقة سوى ساعات، وهذا ما فعله “أردوغان” بحق تركيا واقتصادها، فقد هدم كل ما بني في عقود طويلة بوقت قصير جدا، ومن يدفع الثمن اليوم هو المواطن التركي الذي تكالبت عليه الظروف وصعوبة الحياة المعيشية في بلد يملك من الثروات الشيء الكثير، لكن كل هذه المكتسبات أهدرها “أردوغان” لتذهب أدراج الرياح، والقادم صعب جدا على اقتصاد تركيا وعلى الشعب التركي. ومن المتوقع في حال اشتعلت الحرب في شرق المتوسط أنها ستكون بداية نهاية النظام التركي بقيادة أردوغان.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى