نعيم قاسم: تعاون وثيق مع الجيش لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار

تعهد الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية نعيم قاسم بالتنسيق الوثيق مع الجيش اللبناني لتنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي قال إن الجماعة وافقت عليه “ورأسها مرفوعة”، معتبرا أنها حققت نصرا أهم من الذي حققته في العام 2006، فيما يثير احتفال الحزب المدعوم من إيران استغرابا في صفوف العديد من اللبنانيين الذين يحملونه مسؤولية جرّ البلد إلى حرب أسفرت عن آلاف القتلى وخلفت دمارا هائلا، بينما تتطلب إعادة الإعمار تمويلات كبيرة.
-
لمنع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. بايدن يرسل “مبعوثا كبيرا”
-
واشنطن تتحرك: وفد أمريكي في بيروت لمناقشة هدنة بين إسرائيل وحزب الله
وهذا أول خطاب يلقيه قاسم منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ يوم الأربعاء بعد مرور أكثر من عام على القتال بينهما.
وأضاف قاسم أن اتفاق وقف إطلاق النار “ليس معاهدة وليس اتفاقا جديدا يتطلب توقيعا من دول هذا الاتفاق عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بتطبيق القرار 1701” الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي أنهى حرب العام 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
وقال قاسم إن “التنسيق بين حزب الله والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق”، بينما أفادت مصادر أمنية ومسؤولون بأن الجيش أرسل بالفعل قوات إضافية إلى الجنوب لكنه يعد خطة انتشار مفصلة لعرضها على الحكومة.
-
سواحل إسرائيل تحت النار: صواريخ من غزة وهجمات الحوثي وحزب الله
-
قصف متبادل بين إسرائيل وحزب الله ينذر بمواجهة أوسع
وتابع أن الجماعة حققت “نصرا إلهيا” على إسرائيل يفوق الذي تحقق في 2006، مضيفا “لمن راهن على إضعاف الحزب نأسف أن رهاناتهم فشلت وأن عودتنا مظفرة بحمد الله تعالى بوجه الدولة العبرية”.
وقال “سنتابع مع أهلنا عملية إعادة الإعمار التي تتطلبُ جهودا كبيرة، ولدينا الآليات المناسبة وسنتعاون مع الدولة وكل من يريد مساعدة لبنان في إنجاز ذلك”.
وأضاف “سنهتم باكتمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب الرئيس، الذي سيكون بالموعد المحدد”.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر/تشرين الأول 2022، فشل البرلمان في 12 جلسة كان آخرها بتاريخ 14 يونيو/حزيران 2022، في انتخاب رئيس جديد للبلاد.
-
طهران تسعى لتجنب عواقب الحرب القادمة بين إسرائيل وحزب الله
-
تصاعد التوتر: إسرائيل وحزب الله على حافة الحرب
والخميس، حدد رئيس البرلمان نبيه بري الـ9 من يناير/كانون الثاني المقبل موعدا لجلسة برلمانية جديدة لانتخاب رئيس للبنان.
وبخصوص التعهدين الثالث والرابع، قال قاسم “عملنا الوطني سيكون بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، كما سنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد على قاعدة اتفاق الطائف”.
و”اتفاق الطائف”، وقعته قوى لبنانية في مدينة الطائف السعودية عام 1989 لإنهاء الحرب الأهلية التي استمرت 15 سنة.
وبموجبه، أُعيد توزيع السلطات بين الطوائف اللبنانية لتعزيز المشاركة السياسية، حيث نُقلت بعض صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء والبرلمان، وأضحت مراكز السلطة توزع مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، بدلا من النظام السابق الذي كان يميل لصالح المسيحيين.
وعن التعهد الخامس، قال قاسم “ستبقى المقاومة تحافظ على السلم الأهلي، وستكون جاهزة لمنع العدو من استضعاف لبنان بالتعاون مع جميع القوى الوطنية والجيش اللبناني”.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب حزب الله من المناطق الواقعة جنوبي نهر الليطاني الذي يمتد لمسافة نحو 30 كيلومترا شمالي الحدود مع إسرائيل، إلى جانب نشر قوات من الجيش اللبناني هناك مع انسحاب القوات البرية الإسرائيلية.
وتتعقد جهود انتشار الجيش اللبناني بسبب استمرار وجود قوات إسرائيلية على الأراضي اللبنانية. وينص الاتفاق على منح القوات الإسرائيلية 60 يوما لاستكمال انسحابها.
وفرض الجيش الإسرائيلي قيودا على الأشخاص العائدين إلى القرى الواقعة على الحدود اللبنانية مع إسرائيل وأطلق النار على بعض ساكنيها في الأيام القليلة الماضية، واصفا تلك التحركات بأنها انتهاك للهدنة.
ويتهم الجيش اللبناني وحزب الله إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار وشن غارة جوية فوق نهر الليطاني الخميس.
وقادت محادثات جرت على مدى أسابيع وظلت تحفها الشكوك حتى اللحظات الأخيرة، إلى الاتفاق بين إسرائيل وجماعة حزب الله.
وانطلق المبعوث الأميركي آموس هوكستين في رحلات مكوكية إلى بيروت والقدس على الرغم من ضجيج الانتخابات كي يتوصل إلى صفقة تطلبت مساعدة من فرنسا وكادت تنهار بسبب مذكرتي الاعتقال اللتين أصدرتهما المحكمة الجنائية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت.
-
الاحتلال الدائم والقواعد العسكرية: خطط إسرائيلية خفية لغزة
-
ضغوط الحرب تضع حزب الله في مأزق سياسي وعسكري
وأشارت إسرائيل الشهر الماضي إلى أنها حققت أهدافها الرئيسية من الحرب في لبنان بتنفيذها سلسلة ضربات أذهلت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، لكن التوصل إلى هدنة متفق عليها ظل أمرا بعيد المنال.
وقال مسؤولون ودبلوماسيون إن مباراة لكرة القدم وجهودا دبلوماسية مكثفة وضغوطا من الولايات المتحدة ساعدت في التوصل إلى اتفاق مساء الثلاثاء.
وكشف مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار في أكتوبر/تشرين الأول إلى وجود “نافذة” للتوصل إلى اتفاق، بعد أن تحولت مساحات واسعة من جنوب لبنان إلى أرض خراب ونزوح أكثر من مليون لبناني من منازلهم، وفي ظل الضغوط التي يتعرض لها حزب الله.
-
قتلى في غارة إسرائيلية على دمشق.. الهدف حزب الله
-
الضرب والرد: تكنولوجيا حزب الله في سماء المعركة ضد إسرائيل
وكان البعض في إسرائيل يريدون نصرا أكثر شمولا وإقامة منطقة عازلة غير مأهولة في لبنان، لكن الدولة العبرية كانت تعاني من التوتر بسبب حرب على جبهتين، وهو أمر أجبر كثيرين على ترك وظائفهم كي يقاتلوا كجنود احتياط.

وقال المسؤول الأميركي في إفادة صحفية “أحيانا يجد المرء مغزى حين تصل الأمور إلى المسار النهائي حيث لا تكون الأطراف قريبة فحسب، بل تكون الإرادة والرغبة متوافرتين والوضع على ما يرام”.
-
مسيّرات حزب الله تثير هلع في إسرائيل.. لماذا؟
-
آثار النكسات على حزب الله: حدود التنازلات في مسار الهدنة
ورفض مسؤولون من حكومات إسرائيل ولبنان وفرنسا والولايات المتحدة، تحدثوا لرويترز عن كيفية التوصل إلى الاتفاق، الكشف عن هوياتهم نظرا لحساسية الأمر.
وفي لبنان، كان حزب الله ما زال يقاتل لكن تحت ضغط شديد، وأصبح يتقبل وقفا لإطلاق النار ليس مشروطا بهدنة في غزة، ليتخلى عن مطلب اشترطه في وقت مبكر من الحرب.
وأيد الحزب في أوائل أكتوبر/تشرين الأول ترشيح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليفها منذ فترة طويلة، لقيادة المفاوضات.
-
بعد مقتل نصر الله.. نعيم قاسم يتولى منصب الأمين العام لحزب الله
-
تصعيد خطير.. حزب الله يطلق 100 صاروخ على إسرائيل بعد إعلان فوز ترامب
ومع رحلات هوكستين المكوكية بين الدول، ولقاءاته مع المفاوضين الإسرائيليين تحت قيادة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، مع رفع تقارير يومية إلى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، كانت فرنسا هناك أيضا في الصورة.
وكانت عملت باريس مع هوكستين في محاولة لم تكلل بالنجاح للتوصل إلى هدنة في سبتمبر/أيلول، وظلت تعمل بالتوازي مع الولايات المتحدة.
وقال دبلوماسيان أوروبيان إن مسؤولين لبنانيين أوضحوا للولايات المتحدة أن لبنان ليس لديه ثقة تذكر في واشنطن ونتنياهو.
وقال الدبلوماسي الغربي إن انتقاد فرنسا تزايد للحملات العسكرية الإسرائيلية، واعتبر المسؤولون اللبنانيون باريس قوة موازنة في المحادثات لواشنطن.
-
حزب الله والخلايا النائمة: خطط للرد على إسرائيل في الخارج
-
نهاية حقبة؟ تداعيات مقتل نصر الله على حزب الله ومستقبل لبنان
وزار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو المنطقة في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني بناء على طلب إسرائيل على الرغم من التوترات بين البلدين.
وقال مصدران إنه أجرى محادثات مطولة مع ديرمر حول آليات وقف إطلاق النار مع اتباع نهج تدريجي لإعادة الانتشار مع تفحص الوفدين للخرائط.
ومع تدهور الأوضاع في لبنان، ساد شعور بالإحباط من وتيرة المحادثات وقال مسؤول لبناني “هوكستين قال لنا بده 10 أيام ليجيب اتفاق وقف إطلاق نار بس الإسرئيلي مغطها (مددها) لشهر ليخلصوا عملياتهن العسكرية”.
وكان من المفترض أن يستند الاتفاق إلى تنفيذ أفضل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي أنهى حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله. واشتكى الجانبان من تكرار انتهاك هذا الاتفاق وأرادا تأكيدات.
-
نهاية حزب الله أم إعادة تموضع؟ تأثير الضغوط الدولية والإقليمية
-
بعد الهجوم على منزل نتنياهو.. حزب الله يتوعد بمحاولات جديدة
وكانت نقطة الخلاف الرئيسية هي إصرار إسرائيل على أن يكون لها الحرية في توجيه الضربات إذا انتهك حزب الله القرار وهذا لم يكن مقبولا من لبنان.
ووافقت إسرائيل والولايات المتحدة أخيرا على صفقة جانبية، عبارة عن تطمينات شفوية وفقا لدبلوماسي غربي، تجعل بوسع إسرائيل الرد على التهديدات.
وقال دبلوماسي أوروبي “يحتفظ الجانبان بحقهما في الدفاع عن نفسيهما، لكننا نريد أن نفعل كل شيء لتجنب ممارستهما لهذا الحق”.
وشعرت إسرائيل بالقلق أيضا من إمداد حزب الله بالأسلحة عبر سوريا. وقالت ثلاثة مصادر دبلوماسية إنها نقلت رسائل إلى الرئيس السوري بشار الأسد عبر وسطاء لمنع ذلك.
-
بعد الهجوم على منزل نتنياهو.. حزب الله يتوعد بمحاولات جديدة
-
إسرائيل تؤكد تصفية صفي الدين و24 من قادة حزب الله في ضربة نوعية
وقالت المصادر الثلاثة إنها عززت الرسالة بتكثيف الضربات الجوية في سوريا التي تضمنت ضربات بالقرب من القوات الروسية في محافظة اللاذقية حيث يوجد ميناء رئيسي.
وقال دبلوماسي غربي بارز “تستطيع الحكومة الإسرائيلية أن تملي الشروط تقريبا. والضعف نال بشدة من حزب الله الذي يريد ويحتاج وقف إطلاق النار أكثر من إسرئيل. اكتمل هذا ليس بسبب الدبلوماسية الأميركية لكن لأن الدولة العبرية تشعر أنها فعلت ما تحتاجه”.
وقال المسؤول البارز في الإدارة الأميركية إن وسطاء بلاده قدموا إفادة لفريق ترامب، وأخبروهم أن الصفقة جيدة لإسرائيل وللبنان وللأمن القومي الأميركي.
-
إسرائيل تضبط أسلحة روسية حديثة بحوزة حزب الله في لبنان
-
مخطط حزب الله للعدوان على شمال إسرائيل: تفاصيل وتحذيرات نتنياهو
وظهرت نقطة حساسة جديدة كان من المحتمل أن تعرض الدور الحاسم لباريس في المفاوضات للخطر حين سافر فريق كرة قدم إسرائيلي إلى فرنسا بعد أن حاصرت أعمال عنف مشجعين إسرائيليين في أمستردام.
لكن مع رغبة السلطات الفرنسية في تفادي المتاعب، جلس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بجانب السفير الإسرائيلي في الإستاد وقال المصدر المطلع على الأمر “كانت المباراة مملة جدا لدرجة أن الاثنين أمضيا ساعة في الحديث عن كيفية تهدئة التوترات بين الحليفين والمضي قدما”.
وفي هذه اللحظة الحاسمة، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت.
-
بين التصعيد والمهادنة.. حزب الله يتوعد إسرائيل ويطرح خيار الهدنة
-
إزالة الألغام في الجولان.. هل تستعد إسرائيل لتوسيع جبهتها ضد حزب الله؟
وقال ثلاثة مصادر إن نتنياهو هدد باستبعاد فرنسا من أي صفقة إذا تمسكت باريس بالتزامها بنظام روما الأساسي باعتقاله إذا ذهب إلى هناك. وكان هذا بدوره سينسف موافقة لبنان على الهدنة.
وقال المسؤول الأميركي إن الرئيس جو بايدن اتصل بماكرون الذي اتصل بدوره بنتنياهو قبل أن يتحدث بايدن وماكرون مرة أخرى. واستقر رأي الإليزيه في نهاية المطاف على بيان يقبل فيه سلطة المحكمة الجنائية الدولية لكن يتجنب التهديدات بالاعتقال.
وأوضح مسؤولان إسرائيليان أن الأميركيين كثفوا الضغوط على إسرائيل مطلع الأسبوع وحذر هوكستين من أنه إذا لم يتم الاتفاق على صفقة في غضون أيام، فسينهي الوساطة وبحلول يوم الثلاثاء، تجمعت كل الأجزاء وفي يوم الأربعاء توقفت القنابل عن السقوط.