نزوح جماعي من مالي نحو ساحل العاج وسط تدهور أمني خطير
عززت ساحل العاج الإجراءات الأمينة على حدودها مع مالي في مواجهة تدفق غير مسبوق للاجئين الفارين من القتال المتصاعد بين الجماعات المتطرفة والقوات الحكومية والخاصة في وسط وشمال البلد. وتشعر أبيدجان بقلق عميق من التداعيات الأمنية المحتملة لهذه الأزمة الإنسانية، خاصة مع تفاقم الاضطرابات في جارتها.
وقال بيان حكومي إن “رتفاع أعداد اللاجئين يعزى فيما يبدو إلى هجمات جماعات إرهابية مسلحة على المدنيين في عدة مناطق بجنوب مالي”، مشيرا إلى أن السلطات في ساحل العاج تعمل على تسجيل طالبي اللجوء.
وتتحدث تقارير عن نزوح جماعي للسكان من القرى والمناطق الحدودية في مالي، خاصة من مناطق موبتي وسيغو، حيث تنشط الجماعات المتطرفة. ويصل هؤلاء اللاجئون وهم في الغالب من النساء والأطفال وكبار السن، إلى ساحل العاج بحثاً عن الأمان والمأوى الأساسي.
وتعاني القرى والمقاطعات الواقعة في الشمال، مثل منطقة سيكاسو الحدودية، من محدودية الموارد، ما يؤدي إلى ضغط هائل على المياه، الرعاية الصحية، المدارس، والأراضي الزراعية، مما يهدد بإثارة توترات مجتمعية.
وتدرك الحكومة في أبيدجان أن قدرتها على استيعاب هذا “الطوفان” محدودة، مما يفرض ضرورة قصوى لتدخل المنظمات الدولية، مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمساعدات التنموية.
ويخشى مسؤولو الأمن في ساحل العاج من أن تستغل عناصر الجماعات المتشددة مثل “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” الفوضى والتدفق البشري الهائل للتسلل عبر الحدود غير المرصودة بشكل كامل، والاختباء بين المدنيين الفارين.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت ساحل العاج بالفعل هجمات متفرقة من قِبل متشددين قادمين من مالي وبوركينا فاسو، خاصة في المناطق الشمالية الشرقية. ويزيد تدفق اللاجئين من خطر امتداد الإرهاب إلى عمق الأراضي الإيفوارية.
وتحارب مالي، الدولة الحبيسة التي لا تطل على أي بحار، متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة أعلنوا في سبتمبر/أيلول منع دخول شحنات الوقود، مما تسبب في طوابير طويلة بمحطات البنزين في العاصمة وأدى إلى إغلاق المدارس مؤقتا.
وأثار أحدث استعراض للقوة من “نصرة الإسلام والمسلمين” مخاوف دولية من احتمال سعيها في النهاية لفرض سيطرتها على البلاد. ووسّعت الجماعة عملياتها في غرب مالي، بينما تتقدم أيضا جنوبا باتجاه ساحل العاج.
ورفض وزير خارجية مالي عبدالله ديوب هذا الأسبوع فكرة أن المتشددين قد يسيطرون قريبا على العاصمة باماكو، واعتبرها غير معقولة.







