سياسة

نتيجة سياسات طالبان… أفغانستان تواجه المجاعة


أصبح الشعب الأفغاني يعيش في حالة من الخوف الشديد بسبب تفشي الفقر بشكل غير مسبوق مع تحذيرات أممية من حدوث مجاعة تهدد ملايين الأفغان. وهو ما يضاف للقمع والاضطرابات الأمنية لتزيد المشهد القاتم سوادًا.

الخوف من الجوع

أجرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، مقابلات مع عدد من المواطنين الأفغان الذين تحدثوا عن مخاوفهم من القادم. خاصة من عجزهم عن إطعام أطفالهم، فخلال عام تغيرت حياة سكان أفغانستان البالغ عددهم 40 مليون نسمة بشكل كبير منذ انسحاب قوات الناتو واستحواذ مسلحي طالبان على الحكم. الأمر الذي صاحبه انهيار اقتصادي كبير ترك العديد من الأفغان أكثر فقرًا وجوعًا.

إننا جوعى

تقول لنورزيا رشيد وزوجها راحت الله قلنداري: القلق بشأن نظام طالبان في أفغانستان طغت عليه مخاوف أكثر إلحاحًا، فقال قلنداري: “أين يمكن العثور على الوجبة التالية لأطفالنا الستة”. رشيد وقلنداري، اللذان كانا يعملان كمربية أطفال وحارس أمن في الوزارات الحكومية في العاصمة كابول قبل أن تستعيد طالبان السلطة العام الماضي، عاطلون عن العمل، وقلصت الأسرة من وجبات الطعام، وباعت المجوهرات وتعتمد على الأعمال الخيرية من مجموعات الإغاثة والجيران. وقال رشيد: “لا يهمني ما إذا كانت عودة طالبان شيئًا جيدًا أم سيئًا، ما يُهم هو أننا جوعى”.

في حين قال هسياو وي لي، نائب مدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في أفغانستان: “أنا قلق للغاية بشأن الشتاء القادم”. مشيرًا إلى أن البلاد في حاجة ماسّة إلى مساعدات غذائية إلى جانب برنامج استثماري أوسع. مضيفًا “نحن بحاجة إلى الاقتصاد لكي يتنفس. حتى لا يكون الأفغان في نفس الوضع الذي هم عليه الآن.

وأشارت الصحيفة إلى أن عودة طالبان في بعض المناطق كانت سببًا في عودة الهدوء بعد التمرد الذي قادته الحركة لأكثر من 20 عامًا. ويأملون الآن في إعادة في بناء حياتهم. بينما يعيش آخرون في خوف من الاضطهاد كما فقدوا الحريات المكتسبة بصعوبة مثل الحق في التعليم للفتيات المراهقات.

وحكمت حركة طالبان أفغانستان في التسعينيات قبل أن يغزو تحالف تقوده الولايات المتحدة النظام ويطيح به في عام 2001، مما أدى إلى إطلاق حملتهم الطويلة لاستعادة السلطة.

وبينما أدى انهيار الحكومة المدعومة من الغرب العام الماضي إلى تقليص سبل عيش الناس مثل رشيد وقلنداري بين عشية وضحاها.

نظام كارثي

بعد غزو طالبان، حاولت القوى الغربية عزل النظام من خلال فرض عقوبات. وتجميد احتياطيات أفغانستان من العملات الأجنبية البالغة 9 مليارات دولار. وقطع المساعدات التي كانت تشكل 75 في المائة من ميزانية الحكومة السابقة. ويرى مراقبون أن هذا قد أضر فقط بالأفغان العاديين بينما لم يفعل شيئًا يذكر لكبح جماح طالبان. حيث قدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض بنسبة 20 في المائة في عام 2021 وسيتقلص بنسبة 5 في المائة أخرى هذا العام، وتقدر أن انعدام الأمن الغذائي الحاد يؤثر على ما يقرب من 20 مليون شخص. ومع ارتفاع مستويات الفقر، شرع قادة طالبان في إعادة تشكيل المجتمع الأفغاني وفقًا لتفسيرهم الصارم للشريعة الإسلامية، وفرض قيود صارمة، وأمر النساء بتغطية وجوههن، ومنع الفتيات المراهقات من الذهاب إلى المدرسة.

وتابعت الصحيفة، أن هذا النظام كان كارثيًا بالنسبة لـ«خاترة» وابنتها «حسنات» البالغة من العمر 16 عامًا. فخاطرة التي تبلغ من العمر 35 عامًا فقدت وظيفتها كمعلمة في مدرسة في كابول ولم تنجح حسنات في الالتحاق بأي فصل دراسي منذ أغسطس الماضي، وقالت خاطرة حسنات كانت ودودة، وتخرج كثيرًا ومنفتحة جدًا. ولكنها الآن حبيسة المنزل وقد فقدت وزنها وتعاني من الصداع المزمن، فهي لا تمانع من ارتداء النقاب ولكنها ممنوعة من الخروج بمفردها، وغير مسموح لها بالعودة للمدرسة التي كانت تحبها للغاية”.

وعود كاذبة

قالت طالبان مرارًا منذ أغسطس الماضي: إنها تخطط لإعادة فتح مدارس البنات الثانوية وتقوم بإعداد منهاج دراسي جديد. وهي الوعود التي يكشف مرور الأيام أنها كاذبة، التأخير أدى إلى تخوُّف الكثيرين من تكرار سياستهم في التسعينيات من القرن الماضي في حظر منهجي لتعليم الفتيات، كما تتهم جماعات حقوقية النظام بإحياء الوحشية التي اتسمت بها حركة التمرد والحكم السابق. بينما أعلنت حركة طالبان العام الماضي عفواً عن أعضاء الحكومة والقوات المسلحة السابقة. وزعم مراقبون دوليون وقوع انتهاكات متعددة.

وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه بالنسبة لمعظم الأفغان، فإن تغطية نفقاتهم تظل التحدي الأكبر، حيث قال رجب علي يوسفي، صاحب متجر يبلغ من العمر 35 عامًا في كابول: إن مبيعات المواد الغذائية الأساسية تراجعت إلى النصف، مما اضطره إلى الاستدانة حتى يستطيع دفع إيجار منزله. مضيفًا “الأعمال تتدهور، والأشخاص الذين اعتادوا شراء الطعام مني هم أنفسهم يشترون نصف الكمية فقط منذ عدة شهور.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى