نازحو مأرب: الحوثيون يلاحقوننا حتى في الملاجئ
لماذا يطاردوننا؟؛ سؤال يطرحه النازحون في أكبر مخيم في محافظة مأرب شمال اليمن، النازحون الذين أصبحت أكبر أمانيهم وأحلامهم في الحياة أن تتوقف الحرب ويعودوا إلى الديار لعيش حياة طبيعية، في ظل الأزمة الإنسانية التي تسبب بها هجوم ميليشيا الحوثي منذ أشهر على المنطقة.
وتواصل مليشيات الحوثي عمليتها العسكرية ضد مأرب، حيث جددت التحذيرات من الآثار الإنسانية المترتبة على ذلك، وسط مخاوف من ارتفاع أعداد النازحين وازدياد الوضع المعيشي سوءاً.
وفي هذا السياق، قال صالح العامري، وهو أب نازح لطفلين يعيش في الجفينة، إن الحوثيين يطاردونهم الآن حتى في المخيمات على مرأى من العالم الذي يشاهد مأساتهم…الناس هربوا إلى المخيم بحثاً عن الأمان، متسائلاً عن سبب مطاردة الحوثي لهم، خصوصاً بعد فقدهم لأموالهم وتركهم مزارعهم ومنازلهم ووظائفهم، وفق ما نقلت عنه وكالة فرانس برس.
من جانبها، قالت الناشطة اليمنية ياسمين القاضي إن كل العائلات التي تعيش في مخيم الجفية للنازحين أتت من محافظات يمينة عدة، مشيرة إلى أنهم كانوا يعيشون حياة كريمة في قراهم أو في مدن أخرى..
كذلك أضافت أن معظم النازحين كانوا يعتمدون على الزراعة كمصدر رزق، أما الآن وبسبب الحوثيين وحربهم على اليمن، تفتقر بعض العائلات إلى السكن.
وشددت القاضي على ضرورة وقف التصعيد الحوثي على محافظة مأرب، ووقف الحرب بشكل عام حتى يتمكن اليمنيون من العودة إلى قراهم ومدنهم والعيش حياة طبيعية.
وقبل أيام، كشفت المنظمة الدولية للهجرة، في تغريدة على تويتر، أن أكثر من 52 % من المهاجرين في مأرب بحاجة إلى دعم غذائي، مضيرة إلى أنه بين نهاية أبريل وأوائل مايو الجاري، دعمت المنظمة الدولية للهجرة والاتحاد الأوروبي أكثر ألفي نازح بالحقائب الغذائية في مأرب.
وقبل تصريح المنظمة بحوالي أسبوع، كان المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، اتهم ميليشيات الحوثي بتعريض أكثر من مليون مدني في مأرب للخطر، وقال في 12 من الشهر الجاري، إن الوضع في مأرب خطير بسبب هجمات الحوثيين.
وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت في تقارير سابقة أن اليمن يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم مع استمرار الحرب منذ سنوات، حيث نزح أكثر من أربعة ملايين شخص ويعتمد ثلثا سكانه البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات.