ميليشيات الحوثي يوسعون التهديدات بمنع كل السفن المتّجهة إلى إسرائيل
صعّد الحوثيون من تهديداتهم للملاحة في البحر الأحمر، بإعلان منعِ مرور السفن المتجهة إلى إسرائيل أيًا كانت جنسيتها “إذا لم يدخل إلى قطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء”، فيما يطالب مسؤولون أميركيون البيت الأبيض بردع الحوثيين.
وبعد ساعات من هذا التهديد الذي صدر السبت، أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية أن فرقاطة تابعة لها في البحر الأحمر أسقطت مسيّرتين كانتا متجّهتين نحوها، انطلقتا من اليمن.
وتؤثر الغارات الحوثية على طرق التجارة البحرية العالمية إذ يلعب مضيق باب المندب وخليج عدن ومضيق هرمز دورا حيويا في سوق الطاقة العالمية وقطاع النقل.
وقالت الهيئة في بيان إن الفرقاطة المتعددة المهمات “لانغدوك”، “اعترضت هذين التهديدين المحددين ودمرتهما” ليل السبت الأحد. وتمت عمليّتا الاعتراض على بُعد 110 كيلومترات من سواحل البلاد قرب مدينة الحديدة (شمال) التي يسيطر عليها الحوثيون.
وهذا الاستهداف الذي لم يعلن الحوثيون بعد مسؤوليتهم عنه، هو الأحدث في سلسلة عمليات شهدها البحر الأحمر والمياه المحيطة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وتبنّى الحوثيون المقرّبون من إيران العمليات السابقة التي شملت احتجاز سفينة تجارية وإطلاق صواريخ ومسيرات نحو أهداف بحرية، وأخرى نحو مدينة إيلات بجنوب إسرائيل. وأكدوا أن هذه الهجمات ستستمر إلى أن “يتوقف العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني”.
ومساء السبت، نشر المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بيانًا على منصة إكس جاء فيه: “أعلنت القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ عن منعِ مرورِ السفن المتجهةِ إلى الكيانِ الصهيوني من أيِّ جنسية كانتْ، إذا لم يدخلْ لقطاعٍ غزةَ حاجتُهُ من الغذاءِ والدواء”.
بيانٌ صادرٌ عنِ القواتِ المسلحةِ اليمنية
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم
قال تعالى( { أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقَـٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُوا۟ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِیرٌ } صدق الله العظيمبعدَ نجاحِ القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ بعونِ اللهِ تعالى في فرضِ قرارِها منعَ… pic.twitter.com/ZIyXR5PH8m
— العميد يحيى سريع (@army21ye) December 9, 2023
وفي الآونة الأخيرة، استهدف الحوثيون سفنًا يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، إلا أنّ تهديدهم السبت توسّع ليشمل كل السفن المتّجهة إلى إسرائيل.
والأسبوع الماضي، هاجم الحوثيون سفينتين قبالة السواحل اليمنية، قالوا إنهما إسرائيليتان، إحداهما كانت ترفع علم جزر باهاماس. والشهر الفائت، احتجزوا سفينة الشحن “غالاكسي لدير” المرتبطة برجل أعمال إسرائيلي.
وحذّر البيان اليمني “جميعَ السُّفُنِ والشركاتِ من التعاملِ مع الموانئِ الإسرائيلية”. مؤكدا عدم التعرض “لكافةِ السُّفُنِ والدولِ عدا السُّفُنِ المرتبطةِ بالإسرائيلي أو التي ستقومُ بنقلِ بضائعَ إلى الموانئ الإسرائيلية”.
وردا على التهديد، شدد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي السبت على رفض بلاده “الحصار البحري”. وأشار إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من الرئيس الأميركي جو بايدن والقادة الأوروبيين اتخاذ إجراءات لمواجهة هذا الوضع.
وحذر هنغبي عبر القناة الإسرائيلية الثانية عشرة “إذا لم يهتم العالم بالأمر. سنتحرك لإزالة الحصار البحري”.
من جهتها، أشادت حماس بالإعلان. وقالت في بيان “نثمّن قرار الإخوة في اليمن الشقيق منع مرور السفن الصهيونية. وكل السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت. إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء”
وأضافت “حماس تعتبر هذا القرار شجاعا وجريئا ينتصر لدماء شعبنا في قطاع غزّة. ويقف ضدّ العدوان الصهيوأمريكي الذي يمعن في حرب الإبادة الجماعية”. داعية الدول العربية والإسلامية إلى التحرك “نحو كسر الحصار عن غزة”.
وسبق أن أعلنت واشنطن أنّ مدمّرة أميركيّة أسقطت ثلاث طائرات مسيّرة خلال تقديمها الأحد الفائت الدعم لسفن تجاريّة في البحر الأحمر استهدفتها هجمات من اليمن. مندّدةً بـ”تهديد مباشر” للأمن البحري.
وإضافة إلى استهداف السفن. يشنّ الحوثيون ضربات بصواريخ ومسيّرات على أقصى جنوب إسرائيل، مؤكدين في الإجمال أنها أصابت أهدافها. لكنّ تل أبيب أكدت في أغلب الأحيان أنها اعترضت هذه المقذوفات.
وأثارت التهديدات الحوثية لحركة الملاحة انتقادات من أطراف غربية. ونهاية الشهر الماضي. دعا وزراء خارجية دول مجموعة السبع الحوثيّين إلى “التوقّف فوراً” عن تهديد النقل البحري. والإفراج عن طاقم السفينة “غالاكسي ليدر” المحتجزة.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء. أن المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج سيتوجّه إلى منطقة الخليج. لمواصلة الجهود الدبلوماسية الأميركية والتنسيق الإقليمي لحماية الأمن البحري في البحر الأحمر، وخليج عدن في خضم الهجمات الحوثية .والإيرانية على ممرات الشحن الدولية.
وقال الجنرال المتقاعد فرانك ماكينزي. القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط “سنتكوم”، وعدة مسؤولين عسكريين سابقين. إن على إدارة الرئيس جو بايدن أن ترد بقوة أكبر على الهجمات التي تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر. حتى مع شعور كبار مسؤولي الإدارة بالقلق؛ من “استفزاز إيران”.
وقال ماكينزي في مقابلة نشرتها صحيفة “بوليتيكو” الأميركية. الجمعة إن إيران اعتبرت عدم وجود رد عسكري أميركي قوي على التصاعد الذي حدث مؤخراً في هجمات الحوثيين المدعومين من طهران على السفن المدنية. والتي تُشكل تهديداً للسفن الحربية الأميركية. بمثابة “دعوة إلى مواصلة سلوكها العدواني”.
وقال مسؤولون كبار سابقون بالجيش الأميركي. بينهم القائد السابق للأسطول الخامس جون ميلر، أن بايدن “يجب أن يرد بقوة أكبر على الوكلاء المدعومين من إيران”. وأضاف ميلر “نحن لا نتعامل مع هذا الأمر بجدية. ولا نردع أي شخص في الوقت الحالي”.
وشددت إسرائيل حصارها على القطاع الذي دخلته كميات محدودة من المساعدات منذ بدء الحرب. ما يتسبب بأزمة انسانية حادة وظروف “مروعة” بحسب الأمم المتحدة ومنظمات دولية.