ميليشيات الحوثي تعزز قبضتهم الأمنية بجهاز استخباري جديد
تناقلت وسائل إعلام يمنية أنباء عن إنشاء الحوثيين جهاز أمني جديد يقوده نجل مؤسس الجماعة الراحل حسين بدر الدين الحوثي. لملاحقة المعارضين لسلطة الأمر الواقع خصوصا الناشطين والصحافيين.
وأكدت مصادر مطلعة في صنعاء، أن الجهاز بدأ فعليًا ممارسة مهامه بإنشاء معتقلات وسجون سرية، وتدريب عناصر لتنفيذ عمليات بحق الرافضين الانخراط في صفوف المليشيا. وعلى رأسهم الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي. بعد تلفيق تهمة “الطابور الخامس” لهم.
وكان النائب أحمد سيف حاشد- النائب في برلمان صنعاء غير المعترف به. نقل عن المحامي عبدالفتاح الوشلي. أن الجماعة الحوثية أنشأت قطاعًا جديدًا في وزارة الداخلية الخاضعة لسيطرتها. يسمى “قطاع الأمن واستخبارات الشرطة”. وأنه تم تعيين علي حسين بدر الدين وكيلًا للقطاع القمعي الجديد.
وأشار إلى أنه تم تجهيز عدد من السجون والمعتقلات السرية الجديدة التابعة للجهاز المستحدث. وتشكيل عناصر مدربة لتنفيذ المهمات القمعية التي ستصدر عنه بحق من يزعمون أنهم “الطابور الخامس”. وفي مقدمتهم الإعلاميون والصحافيون والناشطون الحقوقيون.
كما تسعى الجماعة الحوثية لتعزيز وسائل سيطرتها على المجتمع اليمني في مناطق سيطرتها عبر الأجهزة الأمنية للرقابة على القبائل ومجتمعات الأرياف. في مواجهة مظاهر الغضب والتمرد المتصاعدين أخيراً ضد نفوذها وممارساتها، وهي المظاهر التي تتخذ أحياناً طابعاً مسلحاً فردياً وجماعياً.
وذكرت مصادر يمنية مطلعة أن الجهاز الأمني الجديد سيتولى مهام الرقابة على أهالي القبائل ومجتمعات الأرياف، من خلال تجنيد أفراد من الأهالي. وتكليفهم بجمع المعلومات والتجسس ورصد التجمعات والفعاليات القبلية والشعبية.
ومن المهام الرئيسية للجهاز قياس الرأي العام حول نفوذ وسياسات الجماعة وممارساتها. ومراقبة تحركات الأهالي وكتابة تقارير بكل ذلك إلى “جهاز الأمن والمخابرات” التابع لها.
وكشفت المصادر عن أن الأفراد الذين يجري اختيارهم للعمل في هذا الجهاز سيخضعون لدورات تأهيل مكثفة حول الرقابة على المجتمعات الريفية. تتضمن بناء قواعد بيانات ومعلومات شاملة عن كافة الأفراد والعائلات والتجمعات السكنية وعلاقات القرابة والانتماءات السياسية والأنشطة المجتمعية. ومواقف وآراء الأفراد والعائلات والجماعات من جميع قضايا الشأن العام.
وبدأ الحوثيون من خلال عدد من القادة المرتبطين بجهاز الأمن والمخابرات وذوي العلاقة بالقبائل والمجتمعات الريفية في استقطاب وترشيح أعداد كبيرة من أفراد القبائل وأهالي الريف. وإغرائهم بالامتيازات التي سيحصلون عليها في حال تجنيدهم في هذا الجهاز.
ويخضع الأفراد الذين يجري اختيارهم في البداية لاختبارات حول قدراتهم الشخصية على التجسس والرصد والتحري. قبل اختيار من يثبتون قدرات فاعلة في هذا الجانب للدخول في دورات تأهيلية مكثفة والبدء بممارسة مهامهم.
وتزامنت التحضيرات لإنشاء الجهاز الأمني مع موجة رفض مسلحة لسيطرة الجماعة الحوثية .وعمليات اغتيال طالت قادتها وعناصرها في عدد من المحافظات.
ومؤخرا شنت الجماعة حملة انتقام ضد أهالي قريتي المشاعبة والواسطة في منطقة ميتم ضمن محافظة إب جنوب صنعاء. على خلفية مقتل أحد قياداتها برصاص مواطنين من أهالي المشاعبة. وتفرض الجماعة الحوثية حصاراً خانقاً على القريتين. بعد أن نشرت نقاط التفتيش في محيطهما ومداخلهما على امتداد الطرق الرابطة بينهما والقرى والمناطق المحيطة. وتفرض قيوداً صارمة على حركة الأهالي.
وكان قائد وحدات “التدخل السريع” غمدان جميدة، قُتِل رفقة ثلاثة من مرافقيه في قرية المشاعبة التابعة لمديرية المشنة في مدينة إب عاصمة المحافظة. خلال محاولتهم اختطاف عدد من أهالي القرية بحجة أنهم مطلوبون أمنياً، وهي التهمة التي توجهها الجماعة لكل من يرفض ممارساتها ومشروعها. وتطورت أخيراً لتطول حتى من ينتقدون هجماتها في البحر الأحمر.
وقبلها أصيب القيادي الحوثي محمد العمري ومرافقوه بجراح مميتة بعد أن ألقى أحد أهالي الحي القديم في مدينة إب قنبلة عليهم، قبل أن يلوذ بالفرار إلى جهة مجهولة. على خلفية محاولة العمري ومرافقيه اقتياده إلى سجن قسم الشرطة الذي يديرونه. ووفقاً لشهود عيان في المدينة، فإن القيادي الحوثي ومرافقيه كانوا يحاصرون منزل الشخص الذي ألقى عليهم القنبلة في محاولة لاختطافه على خلفية تهم ملفقة له، حيث فضل مقاومتهم والهروب منهم. نظراً لما ينتظره من معاملة قاسية في السجن.
كما قتل قيادي حوثي في نقطة تفتيش وجباية في محافظة إب على يد أحد باعة نبتة القات. بعد أن تطورت الخلافات بينهما حول المبالغ المفروضة على البائع إلى تلاسن واشتباك بالأيدي. ليلجأ الأخير للدفاع عن نفسه مستخدماً سلاحه الشخصي مردياً القيادي الحوثي.
وتشهد محافظة إب غلياناً شعبياً منذ عدة سنوات، وفي مارس/آذار من العام الماضي. شهدت مظاهرات ومسيرات ومظاهر احتجاج واسعة على خلفية مقتل أحد الناشطين داخل السجن.
وخلال الشهر الماضي، قُتل وجرح عدد من عناصر الجماعة في كمائن نصبها أهالي مديرية القبيطة شمال محافظة لحج (نحو 337 كيلومتراً جنوب العاصمة صنعاء). وتسببت الكمائن في إعطاب سيارات عسكرية للجماعة. رداً على أعمال النهب والسرقة التي ينفذها مسلحو الجماعة في المنطقة.
وتواجه الجماعة الحوثية بين الحين والآخر أعمال مقاومة شعبية مسلحة في مناطق متفرقة من البلاد؛ تعبيراً عن حالة الغضب والاحتقان الشعبيين من ممارساتها.