موريتانيا…أزمة تنظيم الإخوان الإرهابي تتفاقم وقادتها يعترفون بالفشل
تزايدت أزمة تنظيم الإخوان الإرهابي بموريتانيا جراء العجز الذي عرفته قياداته عن الخروج بموقف موحد بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز بها محمد ولد الغزواني.
ويرى محللون بأن الأزمة الحالية ما هي إلا انعكاس عن استمرار عدم الثقة بين المستويات القيادية في التنظيم، وتضاف إلى سلسلة مصاعب أخرى يعاني منها الإخوان وقد أدت بهم إلى موجة غير مسبوقة من التفكك والتصدعات.
أما رفض النائب السابق لرئيس حزب إخوان موريتانيا تواصل محمد غلام الشيخ، عضوية مجلس شورى حزب التنظيم، وتولي أي منصب قيادي آخر، فيدل على أحدث فصول أزمة التفكك والانشقاقات.
وقد لجأت قيادة مجلس شورى التنظيم، يوم الإثنين الماضي، في نهاية مؤتمر للحزب إلى إضافة اسم غلام دون علمه إلى لائحة مجلس الشورى ما جعل النائب السابق يرفض هذا التعيين وبأنه غير مستعد مستقبلا لتولي أي منصب، وذلك في تعبير عن مستوى التخبط والإرباك التي يعيشه التنظيم، هذا حسب ما نشره القيادي في التنظيم محمد يحيى أبيه على صفحته بـفيسبوك.
قيادات الإخوان تعترف بفشلها
أما القيادي الإخواني محمد يحيي أبيه فقد اعترف بأن اجتماع مجلس شورى الحزب قد عجز بشكل واضح عن الخروج بموقف موحد شأن نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في ظل رفض البعض الاعتراف بفوز الغزواني واعتراف البعض الآخر بهذا الفوز وتهنئة الرئيس.
في حين اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني مختار عبدو بأن الأزمة الحالية التي يتخبط فيها الإخوان تعكس استمرار أزمة الثقة بين المستويات القيادية في التنظيم.
وفي تصريحات خاصة للعين الإخبارية، أشار عبدو إلى أن صعوبة المرحلة التي يمر بها حزب تواصل الإخواني تتجسد في كونها تعكس صراعا في الهرم القيادي للتنظيم ما يؤدي إليه ذلك من تلاشي شعبيته المتأثرة بالفعل بالضربات الأخيرة التي تعرض لها التنظيم إبان مرحلة التحضير للرئاسيات الماضية.
ومن جهته، فقد أوضح الكاتب والمحلل السياسي أحمدو الشاش، على ضرورة التعاطي بحذر مع قضية الخلافات بين قادة الإخوان لاسيما بين العناصر التي عملت سابقا في الخلايا نفسها، وقد أشار إلى أن أغلب المنخرطين في التنظيم حاليا غير مطلعين بما يجري من مؤامرات على مستوى التركيبة الهرمية للإخوان، وذلك حسب تعبيره.
وفي تصريحات خاصة للعين الإخبارية ، اعتبر الشاش بأن بعض هذه الخلافات المشاعة بين القيادات قد تكون مغازلة خفية للسلطة، وأضاف بأن ذلك هو مبدأ عند الإخوان لاحتواء أكبر مساحة سياسية في فضاء المولاة والمعارضة على حد تعبيره.
محاولات بائسة للتحالف مع الغزواني
بينما حذر الكاتب والمدون محمد محمود أبنيجارة، بأن الإخوان يسعون بخططهم الحالية إلى الدخول والتحالف مع الرئيس الجديد كما فعلوا مسبقا مع نظام الرئيس الأسبق سيدي ولد الشيخ عبد الله سنة 2007 إذ قاموا بحجز مقاعد مع الحكومة واستفادوا من صفقات تجارية كبيرة لوكلائهم.
وفي تدوينة له بحسابه على فيسبوك، قد أشار أبنيجارة إلى أن الإخوان يحاولون العودة من النافذة بعد طردهم من الباب الواسع تحت ضربات الحل والغلق وتجفيف منابع التمويل والاسترزاق والاتجار بمعاناة وآلام شعب، حسب وصفه.
الصراعات تضرب أوصال الإخوان
تنظيم الإخوان في موريتانيا أضبح يتخبط في الصراعات والانشقاقات، إذ هاجم الرئيس السابق لحزب تواصل الإخواني محمد جميل منصور خلفه في قيادة الحزب محمد محمود السييدي، وقد وصفه بانتهاج القياس الفاسد ومجانبة الحقيقة.
وفي هذا الشأن، تسلمت الداخلية الموريتانية قبل أيام ملف حزب جديد يتزعمه قيادي إخواني مؤسس وهو المختار محمد موسى، والذي كان قد أعلن الانشقاق عن حزب التنظيم في تواصل فبراير الماضي.
هذا التصعيد لمنصور تجاه خلفه، جاء كرد على كلمته التي قلل فيها ضمنيا من أهمية ما حققه خلال رئاسة تواصل في رئاسيات سابقة سنة 2009، قياسا لما حققه الحزب في انتخابات 2019 الرئاسية.
وقد كان رد منصور والذي يعد أحد مؤسسي إخوان موريتانيا وأحد منظريه البارزين، قويا ومباشرا، وقد وصف مقارنة ولد السييدي بين المرحلتين بالقياس الفاسد، وقد اعتبر بأن وصف ولد السييدي للانتخابات الأخيرة بالسيئة على أنه تقويم مجانب للحقيقة لا تعززه الوقائع والمؤشرات والتقويمات.
كل هذا الصراع بين القادة المؤسسين لحزب إخوان موريتانيا، يعتبر في نظر المراقبين اقتراب نهاية التنظيم الإرهابي الذي يعيش سلسلة من الأزمات والتصدعات الداخلية التي أخذت منحى جهويا وفكريا.
وبالرغم من أن منصور ليس له منصب رسمي في الحزب منذ الإطاحة به في مؤتمر الحزب العام سنة 2017، إلا أنه لا يزال يحتل نظريا موقع القيادة للتنظيم وأبرز منظريه وموجهي سياساته وبوصلته السياسية، ويعد في نظر البعض مرشدا للإخوان في موريتانيا.