سياسة

مهلة عراقية للبنانيين لمغادرة البلاد.. ما أسباب القرار؟


 أفاد مصدر أمني عراقي أن السلطات أمهلت المواطنين اللبنانيين اللذين لا يزالون في عدد من محافظات البلاد أسبوعاً واحداً للعودة إلى بلادهم مجاناً. سيتم بعدها فرض رسوم وغرامات مالية من قبل وزارة الداخلية على المخالفين.

واستأنف العراق في الـ28 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي الرحلات الجوية بين بغداد وبيروت لإعادة العائلات اللبنانية التي قرّرت العودة بعد قرار وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل الذي دخل حيّز التنفيذ قبل أكثر من شهر. فيما أكدت السلطات أن الرحلات مجانية ضمن مبادرة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.

وقال المصدر الأمني وفقا لوكالة شفق نيوز المحلية، إن “السلطات العراقية أبلغت اللبنانيين الموجودين في البلاد، بأن الأسبوع الحالي هو آخر مدة لهم للسفر المجاني إلى بلادهم”. وأضاف أن الإقامة المجانية الممنوحة اللبنانيين ستنتهي في يوم 20 شباط/فبراير الحالي، ومع انتهاء فترة الإقامة المجانية”.

وأشار المصدر، إلى أن “اللبنانيين الموجودين في العراق يتراوح عددهم بين 5-7 آلاف، موجودين في عدد من المحافظات وأكثرهم في كربلاء والنجف”. موضحاً أن “هؤلاء وصلوا إلى العراق أثناء الحرب الأخيرة بين إسرائيل ولبنان”.

واستقبلت الحكومة العراقية اللاجئين اللبنانيين  ووفرت لهم عديد التسهيلات منها تأمين إقامة لكثير من اللاجئين في الفنادق ومدن الزائرين، بخاصة في النجف وكربلاء. وسمحت السلطات للوافدين اللبنانيين بدخول الأراضي العراقية بالبطاقات التعريفية في حال عدم تواجد جواز سفر. ومنحت كثيرا منهم مساعدات مالية وقبول الطلاب في المدارس او انشاء مدارس خاصة بهم. ويسعى كثير من اللبنانيين إلى الحصول على فرص عمل في العراق، بخاصة في القطاعات الخدمية والتجارية.

وفي 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، وصلت أول دفعة من الجرحى والنازحين اللبنانيين إلى مطار بغداد. وتم استلام الجرحى من قبل لجنة تابعة للعتبة الحسينية وجرى نقلهم إلى مستشفيات العتبة.

وبعدها توالت دفعات النازحين اللبنانيين بالتوافد على العراق وتوزعوا بين محافظات النجف وكربلاء وبابل وبغداد وديالى والبصرة ومحافظات أخرى.

ووفقا للمتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية علي عباس جهاكير فإنه “لا توجد إحصائية دقيقة بأعداد المغادرين من العراق. لأن هناك عائلات غادرت على متن طائرات خاصة من خلال الخطوط الجوية المختلفة”. مبينا في تصريح الشهر الماضي لمحطة إخبارية عراقية أن “الرحلات التي غادرت وموثقة لدى الوزارة كانت بحدود عشر رحلات”. وأضاف “نعتقد أن أعداد الذين غادروا أكثر من 14 ألف لبناني بطرق مختلفة”.

وكان رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني. قد دعا إلى منح تأشيرات دخول مجانية للبنانيين، وتقديم كافة المساعدات الإنسانية والصحية لهم.

واستقرت العائلات اللبنانية في العديد من المحافظات العراقية، منها نينوى والأنبار وصلاح الدين وبغداد وبابل ومحافظات ديالى والمثنى وأيضاً الديوانية والبصرة وميسان وغيرها. بينما تركز انتشارهم بأعداد كبيرة في محافظتي كربلاء والنجف. ولم تصدر الجهات العراقية الرسمية أي إحصائية عن أعداد العائلات اللبنانية التي ما زالت موجودة في العراق، في وقت يسعى فيه الكثير منها إلى العودة قريبا.

وبحسب وكالة رويترز، ليس كل اللبنانيين راغبين في العودة. حيث يقولون إن منازلهم غير صالحة للسكن حالياً بسبب الأضرار التي لحقت بشبكات المياه والكهرباء.

ونقلت رويترز عن ربيعة علي وهي أم لأربعة. أبناء من جنوب لبنان وتسكن في شقة مستأجرة شرق بغداد “لم يعد لدي منزل، كل شيء مدمر، إذا عدنا، أين سننام، في الشارع؟. ما هو مستقبل أطفالنا إذا بقوا في لبنان؟ لا تعليم، لا مستقبل، ولا منزل”.

ويؤيد عمر العلي، ابن ربيعة، قرار والدته بعدم العودة إلى لبنان. وقد بدأ حياة جديدة بالعمل في محطة لغسيل السيارات في حي زيونة شرق بغداد. وقال عمر أثناء غسله للسيارات “هربنا من القصف والدمار، وأنا أعمل الآن لجمع ما يكفي من المال لإحضار عائلتي. التي تقطعت بها السبل في لبنان، للعيش معاً هنا”.

ويبلغ عدد اللبنانيين الذين لجأوا إلى العراق أكثر من 38 ألف شخص بحسب أرقام منظمة شؤون اللاجئين، فيما لا توجد أرقام مؤكدة عن عدد الأشخاص الذين غادروا بالفعل.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى