سياسة

من هي كيم جو إي: الأميرة السرية لـ كوريا الشمالية


هل سمعت عن كيم جو إي؟ ربما لا، فهي ابنة كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، والتي تحيا حياة محجوبة عن العالم، لكن في الآونة الأخيرة، بدأت تظهر بشكل أكثر تكراراً مع والدها في الأحداث العامة؛ ما أثار التساؤلات عن دورها ومكانتها في النظام الحاكم. هل هي مجرد طفلة ترافق والدها، أم هي وريثة محتملة للسلطة في كوريا الشمالية؟

الحياة الخاصة

لا يوجد الكثير من المعلومات عن كيم جو إي، فوالدها يحافظ على سرية شديدة حول عائلته. نعلم أنها ولدت في عام 2012، من زوجة كيم جونغ أون، ري سول جو، وأن لها أخاً أكبر وأخاً أو أختاً أصغر، لكننا لا نعرف أسماءهم أو أعمارهم. كيم جو إي ظهرت للعالم لأول مرة في عام 2013، عندما كانت في عمر السنة، خلال زيارة دينيس رودمان، لاعب كرة السلة الأميركي الشهير، إلى كوريا الشمالية. رودمان قال إنه التقى بكيم جونغ أون وعائلته، وحمل كيم جو إي في حضنه. ومنذ ذلك الحين، لم تذكر وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية اسمها أو سنها، ولكنها تعتبر ابنة كيم جونغ أون.

وفقاً لوكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية، كيم جو إي لا تذهب إلى أي مدرسة في كوريا الشمالية، وإنما تتلقى تعليمها في المنزل في العاصمة بيونغيانغ. كما أنها تمارس هوايات مثل ركوب الخيل والسباحة والتزلج على الثلج. كيم جونغ أون يفخر بمهارات ابنته في ركوب الخيل، وهي رياضة تحظى بشعبية كبيرة بين النخبة الحاكمة في كوريا الشمالية.

الظهور العلني

كيم جو إي بدأت تظهر بشكل متكرر إلى جانب والدها في الأحداث العامة منذ نوفمبر 2022، عندما شاركت في مشاهدة تجارب صاروخية.

ومنذ ذلك الحين، حضرت معه العديد من المناسبات العسكرية والمدنية، مثل احتفالات رأس السنة في ملعب الأول من مايو، حيث قبلته على خده، وإطلاق صاروخ هواسونغ 18، الذي يعتبر أقوى صاروخ باليستي في ترسانة كوريا الشمالية، وإطلاق قمر ماليغيونغ 1، الذي تزعم كوريا الشمالية أنه يمكنها من رصد البيت الأبيض.

كيم جو إي أصبحت تحظى بلقب “المحترمة” في وسائل الإعلام الرسمية، وهو لقب يستخدم للشخصيات الموقرة في كوريا الشمالية، هذا التغيير في اللقب يشير إلى أن كيم جو إي تحمل مكانة مرموقة في النظام الحاكم، وأنها تتمتع بثقة والدها.
وفي فبراير 2023، أمرت السلطات الكورية الشمالية كل النساء اللواتي يحملن اسم كيم جو إي بتغييره، وهو ما يعتبر علامة على احترام خاص لابنة الزعيم.

الخليفة المحتملة

ليس من الواضح ما الدوافع وراء ظهور كيم جو إي المتزايد إلى جانب والدها، وما إذا كانت تستعد لخلافته في المستقبل. بعض المحللين يرون أن كيم جونغ أون يريد أن يعلم ابنته كيفية الحكم، وأن يجعلها وريثته الشرعية في حالة حدوث أي طارئ، وهذا لا يعني أن كيم جونغ أون يعاني من مشاكل صحية، فقد نفت كوريا الشمالية مؤخراً أي شائعات عن تدهور حالته وثبت أن تلك التقارير غير صحيحة.

بعض الآخرين يرون أن كيم جونغ أون يستخدم ابنته كوسيلة لتحسين صورته العامة، وأن يظهر كوالد حنون ومحب لعائلته، وهذا يتناسب مع الدعاية الحكومية التي تمجد الدور الأبوي للزعماء السابقين، كيم جونغ إيل وكيم إيل سونغ. ويعتقد بعض المراقبين أن كيم جو إي تمثل رمزاً للوحدة العائلية والوطنية في كوريا الشمالية.

منذ تأسيس كوريا الشمالية في 1948، لم تقد البلاد امرأة من قبل، ولكن هذا لا يستبعد أن تكون كيم جو إي الزعيمة المقبلة؛ فالانتماء إلى عائلة كيم هو شرط أساسي للحصول على الشرعية والمصداقية في كوريا الشمالية، وهو ما يمنح كيم جو إي ميزة على أي مرشح آخر من خارج العائلة.

منافسة نسائية محتملة

ولكن هناك منافسة محتملة من شقيقة كيم جونغ أون، كيم يو جونغ، التي تشغل منصباً رفيعاً في حزب العمال الكوري، والتي التقت بالرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن.

في النهاية، لا يمكن التنبؤ بمستقبل كوريا الشمالية بدقة، فالبلاد تعيش في عزلة وسرية، ولا تكشف عن نواياها أو خططها بسهولة.

ولكن ما يبدو واضحاً هو أن كيم جو إي تلعب دوراً مهماً في النظام الحاكم، وأنها تحظى بثقة والدها، وأنها تمثل جيلا جديدا من عائلة كيم، وربما تكون هي الزعيمة المقبلة لكوريا الشمالية، أو ربما تكون مجرد وجه آخر للدعاية الحكومية.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى