من هو مؤسس هواوي رن تشانغ فاي؟
كان مؤسس هواوي رن تشانغ فاي Ren Zhengfei، قبل أن تصبح شركة عملاقة في معدات الاتصالات، جزءاً من طاقم عسكري صيني تم إرساله إلى شمال شرق الصين المتجمد، من أجل بناء مصنع للألياف الاصطناعية لنسج الملابس.
وحسب ما ذكره رن لصحيفة بريد جنوب الصين الصباحية، فإنه التحق بالجيش الصيني أيام ما كان يعرف بالثورة الثقافية في الصين، التي قال عنها: وقتها كانت الفوضى في كل مكان تقريباً، بما في ذلك في مجالي الزراعة والصناعة.
كما أضاف الرجل الذي يبلغ الـ75 من العمر: البلاد في تلك السنين، كانت تواجه أوقاتاً صعبة للغاية. وقد انعكست هذه الصعوبات في وجبات الناس وثيابهم.
وبالنسبة لأزمة الملابس، فقد كان يُخصص لكل مواطن صيني ثلث قطعة القماش التي من المفترض أن تغطي جسده، وحسب رن: هذا كان يكفي فقط لستر العورة.
وكشف رن أنه في الغالب ما لبس في طفولته وصباه ملابس مرقعة.
في تلك الفترة كان الفقر غالباً على كل شيء تقريباً، ويرسم رن عن باكر حياته بمنطقة جبلية في مقاطعة قويتشو الأكثر فقراً في الصين، صورة تناقض بشكل صارخ مشهد الصين القوية والمزدهرة التي يتم طرحها اليوم.
انضم الشاب رن في تلك الظروف إلى السلك الهندسي لجيش التحرير الشعبي.
وانضم وفي عام 1978 للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، بمساعدة من مشرفه ومنظمات الحزب، بعد اختياره للمؤتمر الوطني للعلوم بالحزب، لاختراعه أداة مهمة تستخدم لاختبار المعدات المتطورة في مصنع الألياف الاصطناعية.
وكانت الصين بحلول ذلك الوقت، حريصة على تعزيز مآثر العلوم والتكنولوجيا.
وأصبح رن بعد ذلك نائب مدير معهد بحوث البناء الصغيرة قبل تسريحه في عام 1983 عندما قامت الحكومة بحل سلك الهندسة بأكمله في الحزب الحاكم.
وفي عام 1987، قام رن جميع خبراته الهندسية السابقة بتأسيس شركة هواوي برأسمال قدره 21 ألف يوان صيني (ما يعادل 3034 دولارا أميركيا اليوم). هذا المبلغ الزهيد تحول اليوم إلى ثروة طائلة، إذ يتوقع أن تبلغ الإيرادات السنوية للشركة المملوكة ملكية خاصة حوالي 125 مليار دولار أميركي هذا العام.
وقد قال رن، وهو نجل أحد معلمي المدارس الناجين من المجاعة الكبرى في الصين بين عامي 1958 و1961، إنه يدعم الحزب الشيوعي لكنه يضيف أنه لن يفعل أي شيء يؤذي أي دولة أخرى. وشدد رن على أنه لا يرى روابط وثيقة بين معتقداته السياسية الشخصية وتصرفات هواوي كشركة تجارية.
عندما تم سؤاله عن كيفية تأثير تجربته في الجيش في تشكيل أسلوب إدارته لشركة هواوي، تطرق رن للظروف القاسية التي عانى منها هو ومواطنوه في لياويانغ، وهي مدينة صينية تقع على طول نهر تايزي، حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من 20 درجة تحت الصفر.
وقال: في البداية، كان الجميع ينامون على الحشائش لأنه لم يكن هناك بيوت لنا، وحتى عندما تم بناء مساكن في وقت لاحق، كان الوضع رثًا لدرجة أنه لم يوفر سوى مأوى زهيد لصدّ بعض من الرياح والأمطار.
وأشار رن لطفولته وصباه ودورهما في تشكيل مقبل حياته من حيث الصرامة والجدية في العمل والإنتاج.
في تلك الأيام، قدّم مصنع الألياف الاصطناعية لرن أول نظرة له على ما تبدو عليه أرفع تكنولوجيا في ذلك الوقت في العالم، حيث كانت شركة فرنسية توفر المعدات للمصنع وكان لديها مستوى عالٍ من أدوات التحكم الآلية التي لم تكن لدى أي شركات صينية.
ويقول رن: لقد تعلمنا تحمل المشقة.. وتعلمنا من التكنولوجيا الأكثر تقدماً في العالم بينما كنا نعيش حياة يمكن اعتبارها بدائية.
تُعرف هواوي حاليا في دوائر الأعمال الصينية بثقافة الذئب لكونها تتصرف بلا خوف وبعدوانية، ومن المعروف أن العمال فيها ينامون مباشرة في المكاتب من الإرهاق.
حسب رن، فقد جسدت هواوي بسالة رجال الجيش، كما يصوّرها وهو يستشهد ذات مرة عن كيف خاطر موظفو الشركة بحياتهم لاستعادة 680 محطة أساسية في غضون أسبوعين في المناطق المتضررة من انهيار محطة فوكوشيما النووية في اليابان في عام 2011.
وقد كانت منغ وانزهو، ابنة رن الكبرى وكبيرة المسؤولين الماليين بالشركة، من بين اثنين من الركاب على متن طائرة من هونغ كونغ إلى اليابان وقت وقوع كارثة فوكوشيما.
ولا تزال منغ في كندا حيث تم إطلاق سراحها بكفالة في انتظار البت بطلب ترحيلها للولايات المتحدة حيث كانت قد اتهمتها السلطات الأميركية بتمثيل شركة هواوي بطريقة احتيالية للتهرب من العقوبات الأميركية على إيران.
وقد نفت منغ ارتكاب أي مخالفات وقالت إنها ستطعن في هذه المزاعم إذا تم تسليمها إلى الولايات المتحدة.