من هو المسؤول الإسرائيلي الذي زار قطر سرا؟
خلال شهر فبراير الجاري، قام رئيس المخابرات الإسرائيلية الموساد المتشدد يوسي كوهين برفقة قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي هارتزي هاليفي، بزيارة سرية إلى العاصمة القطرية الدوحة أثارت عاصفة من الغضب العربي والفلسطيني.
كوهين المولود عام 1961، والذي ينظر إليه على أنه صنيعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تولى مناصب رفيعة دون أن يخفي نتنياهو أمله في أن يكون خليفته، يتبنى مواقف متشددة إزاء القضية الفلسطينية بما في ذلك رفضه قيام دولة فلسطينية من الأساس.
وكان والده ناشطا في منظمة الإرجون أو ايتسل الإرهابية التي نفذت العديد من المجازر ضد الفلسطينيين في الفترة ما بين 1931 و1948 بهدف إرغامهم على ترك أراضيهم.
أما كوهين الذي يتقن العربية والإنجليزية والفرنسية بطلاقة إضافة إلى العبرية، فأدى الخدمة العسكرية في عام 1979، وتطوع في لواء المظليين بجيش الاحتلال قبل أن يغادره وينضم إلى جهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد، المسؤول عن العمليات الاستخبارية خارج إسرائيل.
وبدءا من عام 1983، تدرج كوهين في الموساد وتولى في عام 2006 رئاسة وحدة تسومت، المسؤولة عن تجنيد عملاء الموساد، إلى أن أصبح نائبا لرئيس الجهاز ما بين 2011 و2013 حيث كان يرمز له بحرف ي بسبب منع نشر الأسماء الحقيقية لمن هم في هذا المنصب.
وفي أغسطس 2013 تولى منصب مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقام نيابة عنه بالعديد من المهام السرية، كما أصبح الجاسوس الأول بإسرائيل في مطلع عام 2016 بتوليه منصب رئيس الموساد، ولم يكن توليه هذا المنصب بمستغرب أخذا بعين الاعتبار علاقته الوطيدة مع نتنياهو.
وفي شهر أكتوبر الماضي قال كوهين: إذا ما كان هناك أشخاص نصفيهم دون تردد فإنهم أعضاء حماس.
ويطلق في جهاز الموساد الإسرائيلية على كوهين لقب الأنيق لأنه يحرص دائما على الظهور ببلدات أنيقة ورابطات عنق.
وقال كوهين، في مقابلة صحفية نهاية العام الماضي: يخبرني الناس بأنه يمكنني أن أحل مكان نتنياهو. بالتأكيد أرى نفسي في القيادة الإسرائيلية أيضا في المستقبل. لكنني لم أقرر بعد.
ونقلت مجلة العائلة الأسبوعية المقربة من كوهين عنه قوله: إنه واقعي للغاية بشأن العرب ولا يعتقد أن أي شيء سوف يتحرك في عملية السلام حتى يصبح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خارج الصورة.
ومساء السبت، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن قيام رئيس الموساد يوسي كوهين، وقائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال هرتسي هاليفي بزيارة سرية لقطر قبل أسبوع ونصف الأسبوع.
وبحسب صحيفة والا الإسرائيلية، التقى مدير الاستخبارات الإسرائيلية يوسي كوهين والجنرال هارتي هاليفي مع كبار المسؤولين القطريين في وقت سابق من فبراير الجاري، لمناقشة استمرار المدفوعات القطرية لحماس.
وفقاً للتقرير، جاءت الزيارة خلال الأسبوع الأول من فبراير الجاري، واستمرت أقل من 24 ساعة، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم قولهم: إنه كان اجتماعاً جاداً رفيع المستوى.
ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلي (مكان)، فقد التقى مدير الاستخبارات الإسرائيلية وقائد المنطقة الجنوبية في إسرائيل عدة مسؤولين قطريين بينهم رئيس جهاز الاستخبارات القطري محمد المسند، وشارك في الاجتماع محمد العمادي المبعوث القطري إلى قطاع غزة.
وقالت الهيئة إن الاجتماع ناقش الأوضاع في قطاع غزة والمساعدة المالية القطرية لحركة حماس، حيث تدعم الدوحة الحركة مالياً من خلال المدفوعات الدورية التي تسمح بها إسرائيل. ولم توضح التقارير الإخبارية ما إذا كان قد تم إحراز أي تقدم أم لا.
ونشطت في السنوات الأخيرة الاتصالات القطرية-الإسرائيلية تحت غطاء بحث الأوضاع في قطاع غزة.
واستقبلت الدوحة العديد من المسؤولين الإسرائيليين، إضافة إلى الوفود الإسرائيلية وسط انتقادات داخلية وخارجية.
وكانت السلطة الفلسطينية اشتكت مراراً من الاتصالات التي تقوم بها قطر مع جيش الاحتلال وحركة حماس، وبات العمادي ضيفاً دائماً في إسرائيل.