تتعثر معركة تحرير اليمن من حكم جماعة الحوثي الانقلابية، بفعل تعقيدات شتى من بينها على ما يقول مراقبون الدور الإخواني المشبوه.
وعملت جماعة الإخوان (المصنفة إرهابية في عدة دول) على تعطيل مسيرة تحرير اليمن بقدر ما تستفيد من الفوضى الراهنة بهدف الإثراء.
ويبدو القيادي الإخواني أمين العكيمي مثالا على الدور الإخواني السلبي في البلاد.
ومنذ عام يواصل العكيمي تمرده على السلطة الشرعية في اليمن، رافضا الانصياع لقرار المجلس الرئاسي بإقالته من منصبه كمحافظ للجوف.
ولم يكن تمرد العكيمي على الشرعية إثر إقالته من هرم السلطة في الجوف إلا جزءا من مخطط إخوان اليمن الرامي لعرقلة جهود مجلس القيادة الرئاسي في تحرير أي مناطق سلمت من قبل الإخوان للحوثيين.
وتجسّد قصة العكيمي من عدة نواح مثالا عن دور الإخوان في إجهاض معركة تحرير شمال اليمن من قبل الحكومة المعترف بها دوليا ضمن مخطط إخواني- حوثي يستهدف إطالة أمد الحرب واستنزاف جهود تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية.
وقبل يومين عاد العكيمي إلى مأرب معلنا تمسكه بمنصبه كمحافظ للجوف وعدم اعترافه بقرارات مجلس القيادة الرئاسي.
ووصف العكيمي في مقطع مصور المجلس الرئاسي بقيادة رشاد العليمي بـ”المجلس الانقلابي”، وذلك وسط حشد قبلي من أنصاره، مؤكدا تمسكه بمنصبه محافظا للجوف حتى يختار “أبناء المحافظة محافظا من أنفسهم”، على حد قوله.
وفجر خطاب العكيمي موجة غضب في الشارع اليمني الذي اعتبروه جزءا من مخططات الإخوان لإضعاف نفوذ الشرعية وتمرد سافر يخدم مجانا مليشيات الحوثي.
فمن هو العكيمي؟
والعكيمي شيخ قبلي مؤثر في محافظة الجوف وينحدر من قبيلة “حمدان”، أحد بطون قبائل بكيل الكبيرة، وقد نصب نفسه شيخا أعلى عليها منذ عام 2010.
وهو أحد أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح الإخواني وهو ضابط سابق في الجيش اليمني، وكان يشغل منصب قائد كتائب حرس الحدود منذ عام 1994 .
وخلال الحرب مع الحوثيين شغل منصب قائد “لواء النصر” برتبة “عميد”، ثم عين محافظا لمحافظة الجوف في 15 أغسطس/آب 2016 وحتى 10 أكتوبر/تشرين الأول 2022 بعد عزله من منصبه بقرار جمهوري لرئيس مجلس القيادة الرئاسي.
وتم توليه منصب محافظ الجوف شغل منصب قائد محور الجوف العسكري في الجيش اليمني عام 2018، وهو منصب استغله في تسليم مناطق واسعة للحوثيين وصولا إلى إسقاط المحافظة برمتها 2020.
وخلال توليه المنصبين، اتهمه بشكل متكرر قادة عسكريون في الجيش اليمني بطعن الجيش في خاصرته من خلال الاتفاق مع الحوثيين وتنفيذ كمائن لعرقلة تقدم الجيش ضد مليشيات الحوثي.
كما أظهرت معلومات أن العكيمي متورط بنهب أكثر من 80 مليون دولار كانت مخصصة لتحرير محافظة الجوف من قبضة المليشيات، بالإضافة إلى استلامه إبان قيادته محور الجوف العسكري أكثر من ألف دورية عسكرية وسلاح وذخيرة.
وبحسب المعلومات فإن العكيمي حارب قائد لواء القوات الخاصة العميد محمد علي الحجوري في المنطقة العسكرية السادسة وحاول تحميله مسؤولية اجتياح مليشيات الحوثي للجوف، وطالب بنقل قواته من الجوف رغم أن الأخير لعب دورا محوريا في تحرير مواقع كثيرة بالجوف منها “جبال الجرشب”، و”القائم” و”شرق المحزمات”.
حدث ذلك وفقا للمعلومات في مارس/آذار 2020، أي قبل 3 شهور من وفاة الحجوري الغامضة في مأرب بعد أن فضح قيادات عسكرية وقبلية إخوانية بالتواطؤ مع مليشيات الحوثي.
وتشير المعلومات إلى أن العكيمي كان ينهب شهريا باسم تحرير محافظة الجوف نحو 3,5 مليون دولار، ما جعله من أثرى القيادات العسكرية الإخوانية التي تربحت من الحرب واشترت عقارات خارج اليمن.
تواطؤ مع الحوثيين
ويملك الشيخ أمين العكيمي سجلا حافلا بالتواطؤ مع مليشيات الحوثي، كان أبرزها في يناير/كانون الثاني 2020، عندما ظهر برفقة قيادي ميداني للحوثيين يدعى يحيى النمس عضو ما يسمى “مجلس الشورى” التابع للمليشيات.
وعقب الظهور العلني اجتاحت المليشيات الجوف لتسيطر على معسكراتها.
وسبق أن اتهم القيادي الإخواني العكيمي بجمع التبرعات للحوثيين خلال الحرب السادسة التي أشعلتها مليشيات الحوثي بين 2008 و2009، وذلك انطلاقا من محافظة الجوف.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أصدر قرارا جمهوريا رقم 22 لسنة 2022، نصت المادة الأولى منه “بتعيين العميد حسين العجي علي العواضي محافظاً لمحافظة الجوف وترقيته إلى رتبة لواء”، وذلك خلفا للعكيمي الذي ذهب لضرب الاعتصامات القبلية والتمرد انطلاقا من مدينة مأرب.