سياسة

من لا يستشعر الخطر فهو في غفلة!


نعيش حالة حرب حقيقية في المنطقة، ومن لا يستشعر ذلك فإنه في غفلة، وحجم التحديات والمخاطر التي نواجهها كبير جداً، والمؤكد أنه لم تمر على منطقتنا مثل هذه التوترات والمخاطر منذ نشأة الدولة، ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بما يمكن أن يحدث مستقبلاً، فالوضع بالغ الصعوبة.

لم يعد هناك وطن عربي يمكن الاعتماد عليه، ولا توجد دول قوية، بل دول مفككة وضعيفة، تنهشها المشكلات الداخلية، ودمرها بشكل موجع ذلك «التدمير الشامل»، الذي يُوصف كذباً وزوراً وبهتاناً بـ«الربيع العربي»!

علاوة على وطن عربي مفكك، هناك قوى خارجية وجدت الفرصة سانحة للانقضاض على ما تبقى من هذا الوطن، فهناك إسرائيل التي لا تتوانى اليوم في فعل ما تريد، وهناك إيران التي أحكمت قبضتها على عواصم عربية عدة، وتسعى ليل نهار إلى النيل من بقية الدول، وهناك تركيا المتربصة الراغبة في استعادة وهمها المريض، والمجال مفتوح أيضاً لدول أخرى لتنضم إلى قائمة الطامعين، والأدهى من ذلك أننا نفتقد الحليف الصادق الذي يمكن الاعتماد عليه!

إيران كشفت عن نياتها الخبيثة علانية، وبدأت تحركاتها لجرِّ المنطقة إلى حرب طاحنة، تجتهد في ذلك قدر الإمكان، وتستفز جيرانها بشتى الطرق، خلاياها منتشرة في أنحاء الوطن العربي، وعملاؤها ينتظرون التعليمات، واستطاعت تجييش ميليشياتها في كل اتجاه.

إضافة إلى هذا الوضع العام الصعب والمعقد، نعاني انتشار الحاقدين والكارهين، ونعاني تربص الكثيرين، الذين ينتظرون أي فرصة أو حدث أو خبر أو كلمة للتهجم على الإمارات، والطعن في ثوابتها، ويحاولون بشتى الطرق إضعاف أي مكوّن قوي تتمتع به.. أتعرفون لماذا يفعلون كل ذلك؟

يفعلون ذلك لأن الإمارات هي النموذج الناجح في الوطن العربي، والإمارات هي الدولة العربية البارزة التي تنافس العالم في جميع الأرقام الخاصة بالاقتصاد والحياة والرفاهية، والإمارات بنت دولة متطورة حديثة راقية، يعيش فيها البشر من 200 جنسية وأكثر، بسلام وود وعدالة، وتعيش فيها مختلف الديانات والطوائف دون عداوات، فعلت ذلك دون أن تحتاج إلى ديمقراطيات الغرب، ودون أن تقترب من عصبيات وتحزبات الشرق، بنت نموذجاً مميزاً بفكر قادتها وهمة شعبها، وهذا ما لا يرغب فيه كثيرون!

في مثل هذه الظروف والتحديات الكثيرة والخطرة، نحتاج جميعاً إلى أن نعمل من أجل تحصين جبهتنا الداخلية، وعلينا أن نعي خطورة ما يُرسم لنا، فالترابط والتلاحم بين الشعب والقادة هو أقوى ما يميزنا، وعشق دولتنا والحرص على مكتسباتها وسمعتها هو أهم أولوياتنا، وجميعنا مسؤولون عن حفظ وصيانة هذه المكتسبات.

ليس هذا هو وقت نشر السلبية والإحباط، ولا هو الوقت المناسب لكسب عداوات جديدة بسبب عدم الامتثال لتعليمات قادتنا، ولا هو الوقت المناسب للتطاول والنيل من مؤسسات حكومية، وليس الوقت مناسباً لزعزعة ثقة المواطن بمؤسساته، وإهداء كل حاقد وكاره مادة دسمة للنيل من الدولة، فالمسؤولية الوطنية تحتم على الجميع الحفاظ على وحدة الصف الداخلي، وعدم الخلط بين الحرية وتجاوز القوانين والأعراف والأخلاق.. فهل نعي حقاً حجم ما يواجهنا؟!

نقلاً عن “الامارات اليوم”

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى