من اليمن إلى لبنان.. غياب وكلاء إيران يربك حساباتها الإقليمية

رغم أنّ طبول الحرب قُرعت بين إيران وإسرائيل، فإنّها انتهت دون أن يُفتح باب الوكلاء. ففي الوقت الذي توقع فيه العالم تحرك أذرع طهران من بيروت إلى بغداد وصنعاء، جاء الصمت مدوّياً. لم تُفتح الجبهات، ولم تنطلق الصواريخ، وبقي الحلفاء في مواقعهم مقيّدين بحسابات داخلية معقّدة. وعاجزين عن خوض حرب إسناد حقيقية لصالح إيران.
-
بين الحياد والمصالح.. الموقف الصيني من صراع إيران وإسرائيل يثير الانتقادات
-
لا صوت يعلو فوق أزيز الصواريخ.. أسبوع ثانٍ من المواجهة بين إسرائيل وإيران
هذا الانكفاء، الذي لم يسبق له مثيل منذ أن تبنت طهران استراتيجية “الحرب بالوكالة”. كشف هشاشة أوراقها الإقليمية، وأظهر حدود النفوذ الإيراني المقتصر على الاقتتالات الداخلية.
ففي العراق، حيث النفوذ الإيراني العميق، تبرز معضلة مزدوجة. فالميليشيات الموالية لإيران لا تفتقر للسلاح، لكنّها أصبحت مرتبطة بمصالح اقتصادية متشابكة مع الدولة.
وبحسب مرصد (مينا)، فإنّ طهران ترى في بغداد شريكًا حيويًا اقتصاديًا وأمنيًا يصعب المغامرة به.
المخاطرة بتفعيل الميليشيات قد تعني خسارة واجهة سياسية هشة نجحت إيران في بنائها طوال سنوات، لذا تبدو أدوات طهران هناك مقيدة أكثر من أيّ وقت مضى.
-
معركة في الهواء.. التضليل الإعلامي يتصدر حرب إيران وإسرائيل
-
السعودية تعوّل على دور ترامب في تخفيف التصعيد بين إسرائيل وإيران
أمّا في لبنان، فرغم الضجيج الإعلامي، يواجه “حزب الله” أضعف مراحله التنظيمية والعسكرية منذ عقود.
خسائر بشرية نوعية، واستنزاف ترسانته الصاروخية، وضعف الحاضنة الشعبية. وكلّها عوامل جعلت الحزب أكثر حذرًا في قراراته العسكرية.
كما أنّ الحكومة اللبنانية، بدفع غربي وعربي، تتمسك بموقف الحياد. وتؤكد أنّ قرار الحرب لا يُتخذ خارج إطار الدولة، وهو ما يضغط على الحزب من الداخل ويُقلص هامش المناورة لديه.
أمّا في اليمن، فقد بقيت جماعة الحوثي الأداة المؤجلة ضمن حسابات إيران. وبحسب تحليلات عديدة، فإنّ الجماعة تحتفظ بمخزون صاروخي يمكن أن يُستخدم في اللحظة الحرجة، خاصة إذا توسعت دائرة الصراع لتشمل جبهات إقليمية أو استهدفت إسرائيل مباشرة.
-
إيران وإسرائيل على حافة الانفجار.. التصعيد يتحدى جهود الوساطة
-
غزة تصرخ في صمت: كأن العالم نسينا وسط نيران إيران وإسرائيل
لكنّ استخدام هذه الورقة محفوف بالمخاطر، فالضغوط الدولية على الحوثيين تتزايد. وهناك خشية من أنّ أيّ هجوم غير محسوب سيؤدي إلى ردود دولية قاسية تُفقد طهران موقعها التفاوضي.
في ضوء هذه المعطيات يظهر أنّ إيران تجد نفسها محاصرة بقيود جبهاتها، بين حساباتها الاقتصادية بالعراق، وميليشيات محكومة بالحسابات السياسية في لبنان. وثالثة تخشى الانفجار الداخلي، لذلك غابت عن المشهد أيّ بوادر لإسناد الجبهة الإيرانية.
-
حرب بين إسرائيل وإيران تهدد استقرار المنطقة
-
صراع اليوم الثاني: الطائرات المسيّرة تتصدر المشهد بين إيران وإسرائيل
-
خطورة المواجهة بين إيران وإسرائيل على المنطقة
-
حرب سيبرانية بين إسرائيل وإيران
-
تعرف على أسرار ترسانة إسرائيل وإيران النووية
-
إسرائيل وإيران.. سيناريوهات تصادمية قادمة
-
هدنة مؤقتة بين إيران وإسرائيل تفتح باب التفاهم في غزة