من الركام إلى الأمل.. غزة وتل أبيب تستقبلان الهدنة بمشاعر متناقضة (صور)
وكأن الزمن تكثف في دقيقة إعلان الاتفاق ليطلق العنان لدموع الفرح ويوحد ألسنتهم بعبارة واحدة: وداعا للحرب.
كانت تلك العبارة كفيلة بأن تمحي عن كاهلهم معاناة عامين من حرب مدمرة سوت قطاع غزة بالأرض وحولت حياتهم إلى مشاهد رعب ووداع صادمة.
-
خسائر غزة المرعبة بعد عامين من الحرب: عندما تتجاوز الإحصاءات الواقع
-
حرب بلا بوصلة.. عامان من رد الفعل بدل الرؤية في غزة

والأربعاء، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية وافقتا خلال مفاوضات غير مباشرة جرت في مصر هذا الأسبوع على تنفيذ المرحلة الأولى من خطته للسلام في قطاع غزة.
فيما أعلنت قطر، التي ساهمت إلى جانب مصر والولايات المتحدة وتركيا في التوسط بين إسرائيل وحماس، أنّ الطرفين وافقا “على كلّ بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتّفاق وقف إطلاق النار بغزة، وبما يؤدّي لوقف الحرب والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ودخول المساعدات”.
-
من الدعم إلى الإدانة.. كيف تحولت صورة إسرائيل دوليًا بعد حرب غزة؟
-
تحول لافت في الموقف الإيراني.. من الرفض إلى الترحيب الحذر بخطة غزة
احتفالات
منذ ساعات الفجر، تجمّع شبّان فلسطينيون خارج مستشفى ناصر في خان يونس حيث غنوا ورقصوا على وقع أغان وطنية فرحين بالتوصل إلى اتفاق ينهي سنتين من الحرب في قطاعهم المحاصر والمدمّر.

وقال أيمن النجار لمراسل وكالة فرانس برس “رغم الجراح ورغم الإبادة التي تعرضنا لها وفقدان الأحبة والأقارب لكننا سعداء وفرحتنا كبيرة بسبب وقف إطلاق النار”.
-
ليلة من النار في غزة.. إسرائيل تكثّف الغارات والوسطاء يدخلون على الخط
-
تصريحات مبهمة.. السيناتور روبيو يترك ملف غزة مفتوحًا على كل الاحتمالات

واستقبلت النساء الخبر بزغاريد لم تنقطع على طول اليوم، فيما كانت الأعين تنبض دموعا، والقلوب تهتف سرا بسلام دفعوا ثمنه من فلذات أكبادهم وأحبائهم.

أما الأطفال فقد انتشروا في الشوارع يتسابقون في مختلف الاتجاهات وكأنهم يكتشفون أمكنتهم للمرة الأولى، مفعمين بفرحة تجلت في ملامحهم البريئة والمرهقة جراء الحرب والجوع.
“ساحة الرهائن”
وفي “ساحة الرهائن” بتل أبيب، تجمع آلاف الإسرائيليين مبتهجين على أمل عودة الرهائن، بعد سنتين من الانتظار والقلق.
-
سلام متأخر.. الاحتلال يقصف غزة قبيل بدء سريان وقف إطلاق النار
-
«حماس» تفرض حظر تجوال في عدة أحياء جنوب غزة وسط توتر غير مسبوق

وقالت راشيل بيري لمراسل وكالة فرانس برس: “جئنا جميعا من المكتب إلى هنا لأننا ببساطة غير قادرين على التركيز والعمل”.
-
خطة ترامب تدخل حيز التنفيذ.. تل أبيب تضع اللمسات الأخيرة على الانسحاب من غزة
-
غزة بعد الحرب.. السلطة الفلسطينية تسعى لاستعادة الدور والإعمار

وأضافت: “إنه يوم انتظرته إسرائيل كلها لعامين، في كل ثانية، كل يوم”.

ورفع الكثيرون لافتات كتب عليها “إنهم عائدون”، ولوّحوا بالأعلام الإسرائيلية والأمربكية، وعلّقوا صور الرهائن في أرجاء الساحة.
-
غزة تستقبل الهدنة بمشاعر متناقضة.. فرح النجاة وحذر من المجهول
-
غزة تتحدى حماس.. دعم شعبي متزايد لخطة ترامب
وردّد المحتشدون هتافات حماسية وغنّوا ورقصوا فرحين ومهلّلين في “ساحة الرهائن”، حيث كانت تقام تجمعات ومظاهرات أسبوعية تطالب بإعادتهم على مدى العامين المنصرمين.

وبدت على رجل الأعمال غيورا ديشون (80 عاما) تعابير الفرح والبهجة بقرب عودة الرهائن كذلك، وقال لفرانس برس “إنه أمر لا يصدق… لا يمكن للمرء التوقف عن البكاء”.
وأضاف “إنه شيء لم تكن تصدق أنه يمكن أن يحدث، وكنت تتمنى حدوثه، وفجأة تحقق”.
-
من الانفجار إلى الهدنة المحتملة.. مسار حرب غزة عبر محطاتها المفصلية
-
خطة ترامب لغزة.. حماس تخرج عن صمتها وتكشف موعد الرد

ومن المفترض أن يؤدي الاتفاق إلى إطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقيين خلال أيام، في خطوة كبيرة نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ عامين.
وأعرب ترامب في مقابلة تلفزيونية مع محطة “فوكس نيوز” عن اعتقاده بأنّ الرهائن سيعودون الإثنين.
وخُطف 251 شخصا إبان هجوم السّابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما زال 47 منهم محتجزين، ومن بين هؤلاء 25 قضوا وفقا للجيش الإسرائيلي.
وأسفر هجوم حماس على إسرائيل عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
في المقابل، أسفر الرد العسكري الإسرائيلي عن مقتل ما لا يقل عن 67194 فلسطينيا، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع.
-
فاتورة حرب غزة تتسع.. إجراءات إسرائيلية مشددة في الضفة والقدس الشرقية
-
باريس تستضيف الخميس اجتماعًا دوليًا لبحث مستقبل غزة بعد الحرب







