من البلديات إلى النفوذ الشعبي.. فرنسا ترصد استراتيجية إخوانية للتغلغل المجتمعي

تزداد فرنسا يقظة تجاه التأثير الديني الخفي، خاصة تغلغل جماعة الإخوان في أذرع الدولة ومحاولتها التأثير على مجالات مختلفة أبرزها البلديات.
صحيفة “البدائل الاقتصادية” (Alternatives Économiques)، قالت في تقرير نشرته اليوم الإثنين، إن تنظيم الإخوان يستخدم التكتيكات القديمة. التي استخدمها التيار الكاثوليكي المحافظ لتحقيق نفوذ داخل أجهزة الدولة والمجتمع المدني”.
-
تفاصيل الإجراءات الفرنسية لمواجهة خطر الإخوان في فرنسا
-
دارمانان: لهذا لم تُحظر جماعة الإخوان في فرنسا حتى الآن
وبحسب الصحيفة الفرنسية، يعود مصطلح “التغلغل” إلى حقبة اليسار الثوري. عندما كانت بعض المجموعات تتسلل إلى أحزاب أكبر منها لتغيير مسارها من الداخل. كحالة ليونيل جوسبان الذي صعد في الحزب الاشتراكي.
قبل أن تضيف: “اليوم، تستخدم الحكومة الفرنسية نفس المصطلح لوصف ما تعتبره تسللًا ناعمًا من قبل جماعة الإخوان المسلمين في قلب المجتمع الفرنسي. لا سيما عبر الجمعيات والمنظمات المجتمعية والدينية”.
نفوذ متراجع
الجماعة، حسب التقرير، ممثلة بجمعية “مسلمو فرنسا” (UOIF سابقًا). لا تشرف إلا على 7% من المساجد النشطة في البلاد (167 من أصل 2800)، وتدير فقط 31 جمعية دينية فعالة.
كما أن ميزانيتها تقلّصت إلى 500 ألف يورو سنويًا، أي نصف ما كانت عليه قبل خمس سنوات. ومع ذلك، يتم التحذير من مشروع خفي يتخذ شكل “أسلمة ناعمة” للمجتمع. بدءًا من التعليم، مرورًا بالجمعيات، ووصولًا إلى البلديات، وفق الصحيفة.
-
فرنسا تعيد فتح ملف البركة سيتي .. ذراع دعوي لجماعة الإخوان؟
-
فرنسا تحقق في استغلال الإخوان للملاعب والمنشآت الرياضية
البلديات… الجائزة الكبرى؟
وحذرت الصحيفة من “الخطر الزاحف” للإخوان رغم تقلص تأثيرها، مشيرة إلى أن الإخوان تسعى لإنشاء “أنظمة بيئية محلية” تتعامل مع المسلمين من المهد إلى اللحد. وتطمح، إلى السيطرة على بعض البلديات خلال عشر سنوات، كما حدث في مولنبيك البلجيكية. وهي إشارة تثير الرعب، نظرًا لعلاقة المدينة المذكورة بهجمات باريس عام 2015.
وفقًا للرؤية التي يعرضها التقرير، فإن الهدف النهائي لهذا التسلل هو تعديل القوانين العلمانية في فرنسا تمهيدًا لـ”تطبيق الشريعة”. وربما حتى إقامة “خلافة” مستقبلًا، وفق وصف الصحيفة.
-
إدانة إمام في فرنسا بتهمة الترويج للإرهاب.. الإخوان تحت المجهر مجددًا
-
فرنسا تواجه تمدد الإخوان داخل المدارس الإسلامية
وقارنت الصحيفة بين خطر تغلغل الإخوان وتغلغل اليمين الكاثوليكي المحافظ الذي يملك نفوذًا هائلًا في مؤسسات الدولة الفرنسية، وتستشهد الصحيفة بما تسميه “فضيحة بيتارام”. حيث “تمكنت جماعة دينية مسيحية من إدارة مدرسة بأساليب ترهيبية. تحت غطاء رسمي ودعم سياسي مباشر من فرانسوا بايرو حين كان وزيراً للتعليم”.
وكشفت الصحيفة أن 8 آلاف مؤسسة تعليمية كاثوليكية تعمل ضمن “نظام خاص” لا يخضع فعليًا للرقابة الحكومية، بحجة “الطابع الخاص”.