متابعات إخبارية

من البراغماتية إلى العزلة؟ تحديات الشرع في مواجهة تيارات التشدد


يسعى الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع منذ توليه الحكم في ديسمبر 2024 إلى تثبيت شرعيته عبر سياسة خارجية مرنة تهدف إلى كسب رضا القوى الإقليمية والدولية، في مقابل حالة من التململ الداخلي في صفوف قاعدته الإسلامية، وفق ما أورده الكاتب أنطونيو جيستوزي في مقال تحليلي نشره المركز العربي لدراسات التطرف.

وذكر جيستوزي أن الشرع – القائد السابق لهيئة تحرير الشام – عمل منذ عام 2016 على الانفصال التدريجي عن تنظيم القاعدة، وهو ما مكن فصيله من تجنب الاستهداف الأميركي، بخلاف الجماعات الأخرى. وأشار الكاتب إلى أن الهيئة، بعد إعادة هيكلتها، فتحت قنوات تواصل غير مباشرة مع استخبارات غربية، ما منحها فسحة للبقاء خلال سنوات الحرب.

لكن منذ سقوط نظام الأسد، تكشف بحسب جيستوزي الوجه البراغماتي للشرع، إذ بدأ بالتقارب مع تركيا، والتفاوض مع روسيا بشأن قواعدها، وعرض علاقات طبيعية مع إيران، بل وصل به الأمر إلى تعليق تطبيق الشريعة الإسلامية في العاصمة دمشق. كما لم يتردد في التوصل إلى تفاهم مع قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية، الأمر الذي اعتبرته بعض المجموعات الموالية له تجاوزاً للخطوط الحمراء.

وحذّر الكاتب من أن هذه السياسات قد تثير ردود فعل عنيفة داخل الهيئة، خاصة بين المقاتلين الأجانب من آسيا الوسطى، الذين قاتلوا لسنوات من أجل مشروع إسلامي صريح، ويرفضون الانفتاح على إسرائيل أو التغاضي عن احتلالها للجولان.

ونقل جيستوزي عن مصادر داخل وزارة الدفاع التابعة للحكومة المؤقتة أن تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة بدأا بالفعل في محاولة التواصل مع المنتقدين داخل الهيئة لاستقطابهم مجدداً. وأشار إلى أن فشل الشرع في إرضاء هذه القاعدة الصلبة قد يؤدي إلى انشقاقات تهدد تماسك سلطته الناشئة.

كما أورد الكاتب أن الشرع عرض على المقاتلين الأجانب منحهم الجنسية ومناصب عسكرية، لكن هذا لم يخفف من اعتراضاتهم، لاسيما على خلفية عدم فرض الحجاب وغياب تطبيق الشريعة. ونقل عن أحد مقاتلي “كتيبة الإمام البخاري” أن صبرهم ليس مفتوحاً، وأنهم قد يعودون إلى تنظيماتهم الأصلية إذا استمرت سياسات الشرع الحالية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى