من الإمارات إلى أفغانستان.. الإغاثة تتحول إلى جسر يربط القلوب بالشعوب

تولي الإمارات العمل الإنساني والإغاثي أهمية كبرى، وجعلت منه ركناً أساسياً في سياستها الداخلية والخارجية فقد رسّخت الإمارات صورة إيجابية تقوم على التضامن الإنساني ومد يد العون للشعوب المتضررة من الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية، بغضّ النظر عن الدين أو العرق أو الموقع الجغرافي، وفي هذا الإطار توجه فريق من قيادة العمليات المشتركة وفريق البحث والإنقاذ الإماراتي إلى أفغانستان، لبدء مهام الإسعاف ومساندة المتضررين جراء الزلزال الذي ضرب المناطق الشرقية من البلاد وأوقع أكثر من 1.400 قتيل، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الإمارات (وام) الأربعاء.
وسيبدأ الفريق فور وصوله في تنفيذ عمليات التقييم الميداني بالتنسيق مع السلطات المحلية، بما يضمن تعزيز كفاءة جهود البحث والإنقاذ، وتوسيع نطاق الاستجابة، وتوفير الدعم اللوجستي والإغاثي للمناطق المتضررة، والعمل على إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح وانتشال الناجين من تحت الأنقاض.
وتتزامن جهود فريق البحث والإنقاذ الإماراتي مع إرسال الدولة عبر ذراعها الإنساني، هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مساعدات إنسانية عاجلة تضم مواد إغاثية أساسية ومستلزمات طبية وخيام إيواء، بهدف دعم المتضررين والجرحى والمصابين، والتخفيف من آثار الكارثة على العائلات المنكوبة.
وبعد الزلزال بقوة 6 درجات الذي ضرب شرق أفغانستان ليل الأحد الإثنين موقعا أكثر من 1400 قتيل و3100 جريح، وقع زلزال ثان بقوة 5.2 مساء الثلاثاء في الولايات المحاذية لباكستان، مثيرا الذعر مجددا بين آلاف العائلات.
وأحصت سلطات طالبان سقوط 1411 قتيلا و3124 جريحا جراء الزلزال الذي أوقع أكبر عدد من الضحايا في تاريخ البلد، جميعهم تقريبا في ولاية كونار، مع تسجيل خسائر أيضا في ولايتي لغمان وننغرهار.
ومنذ تأسيس الإمارات ارتبط اسمها بالعطاء الإنساني، حيث اعتبر أن الثروة الحقيقية تكمن في خدمة الإنسان، وأن من واجب الدولة المساهمة في التخفيف من معاناة الشعوب حول العالم.
وسارعت الإمارات إلى إرسال فرق إنقاذ ومساعدات غذائية وطبية لضحايا الزلازل، الفيضانات، والأعاصير في دول مثل المغرب، باكستان، تركيا، وهايتي. كما قدّمت دعماً واسعاً للاجئين والنازحين في مناطق النزاعات مثل اليمن وسوريا وفلسطين وأفغانستان عبر قوافل إغاثية ومخيمات مجهزة.
وخلال جائحة كوفيد-19 أرسلت الإمارات شحنات ضخمة من المستلزمات الطبية واللقاحات إلى عشرات الدول لدعم أنظمتها الصحية.
ولم يقتصر اهتمام الإمارات بالجانب الإنساني وإرسال المساعدات لم يقتصر على الاستجابة للكوارث الطارئة، بل أصبح نهجاً ثابتاً في سياستها، يعكس التزامها بمبدأ الإنسانية فوق كل اعتبار، ويؤكد على دورها كدولة مؤثرة في إرساء قيم التعاون والتضامن العالمي.
والهلال الأحمر الإماراتي يعد الذراع الإغاثية الأبرز، إذ ينفذ مشاريع إنسانية وإغاثية داخل الدولة وخارجها، وتركز على مشاريع التعليم والصحة والإغاثة في المناطق المتضررة.
وهناك العديد من المبادرات الإنسانية التي تهدف الى إغاثة المنكوبين مثل “مبادرة 100 مليون وجبة” لإطعام المحتاجين في الدول الفقيرة، و”مبادرة إعادة إعمار غزة”.
وعززت الإمارات مكانتها كواحدة من أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية عالمياً.
وساهمت هذه المبادرات في ترسيخ قيم التضامن والتسامح، وعكست دور الإمارات كجسر للإنسانية بين الشعوب. وجعلت العمل الإنساني جزءاً من القوة الناعمة الإماراتية التي تدعم مكانتها الدبلوماسية والسياسية.
واهتمام الإمارات بالجانب الإنساني وإرسال المساعدات لم يقتصر على الاستجابة للكوارث الطارئة، بل أصبح نهجاً ثابتاً في سياستها، يعكس التزامها بمبدأ الإنسانية فوق كل اعتبار، ويؤكد على دورها كدولة مؤثرة في إرساء قيم التعاون والتضامن العالمي.