من أبوظبي إلى العالم.. طرق محمد بن زايد تعبّد مسار المستقبل الإنساني
عرفانا بجهود ومبادرات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الداعمة للسلام والازدهار والتنمية، أطلقت دول عدة اسمه على طرقها.
واليوم، أضحت طرق عدة تحمل اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حول العالم من الشرق إلى الغرب في رسالة محبة من تلك الدول للإمارات وقيادتها على جهودها الداعمة لتنمية بلادهم وتعزيز العلاقات معها.
وتوجد طرق عدة تحمل اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كل من باكستان والشيشان وإندونيسيا ومصر واليمن، إضافة إلى معالم أخرى تحمل اسمه في دول عدة حول العالم، لتكون بمثابة أيقونات تخلد علاقات المحبة التي تربط الإمارات وقيادتها بتلك الدول.
تعز
ضمن أحدث تلك الطرق، افتتح الفريق الركن طارق صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية، الإثنين، المرحلة الأولى من “طريق الشيخ محمد بن زايد” الاستراتيجي، الممتد بطول 37 كيلومترًا من مفرق (موزع- المخا) حتى منطقة الكدحة بمحافظة تعز.
طريق حيوي يعد شريان حياة يعيد الأمل إلى تعز اليمنية، بعد أن عانت لسنوات، حيث أضحى الخروج منها أو الدخول إليها مغامرة محفوفة بالمخاطر على طرق الموت التي خلفها حصار مليشيات الحوثي الخانق للمدينة.
وأكد صالح، خلال الافتتاح، أن هذا المشروع يمثل منجزاً حيوياً لأبناء تعز الذين عانوا ويلات الحصار الحوثي لسنوات، مشيراً إلى أن طريق الكدحة شكل أول شريان يصل إلى تعز منذ فرضت عليها المليشيات حصارًا جائرا.
وثمّن الدعم السخي الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة في تنفيذ الطريق، ودورها البارز في دفع جهود التنمية والإعمار في الساحل الغربي خدمةً للإنسان اليمني.
وأوضح أن المرحلة الثانية من طريق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تمتد من مفرق (المخا- موزع) إلى مدينة المخا، ستُستكمل قريبا.
وتتكون المرحلة الأولى من طريق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من مقطع بعرض يتجاوز 19 مترًا، يضم حارتين بعرض 7 أمتار لكل حارة، إضافة إلى جزيرة وسطية وتشجير، وجسرين رئيسيين هما: جسر موزع بطول 120 مترًا وجسر السويداء بطول 60 مترًا؛ فضلًا عن عشرات العبّارات الحجرية والخرسانية والقنوات الجانبية لتصريف المياه.
ويمتد الطريق بطول 81 كيلومترا، ويُنفذ على 3 مراحل، عابرًا أدغال الجبال والوديان ومجاري السيول، ويبدأ من مدينة المخا التاريخية مرورًا بمناطق موزع والوازعية والمعافر، وصولًا إلى تعز.
عدن
وإضافة إلى هذا الطريق، سبق أن أطلقت السلطات اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن يناير/كانون الثاني 2024، اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على أهم الشوارع الحيوية، تقديرا لجهوده الكبيرة في دعم البلاد.
وأقرت السلطة المحلية في عدن تسمية الشارع المؤدي من دوار فندق عدن بمديرية خور مكسر وحتى دوار مستشفى عدن العام ومركز القلب في مديرية صيرة باسم “شارع الشيخ محمد بن زايد”.
وأعلنت السلطة المحلية في عدن أن ذلك يأتي “تقديرا وعرفانا بما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لبلادنا، والعاصمة عدن على وجه الخصوص، من تضحيات ودعم سخي في مختلف المجالات العسكرية والاقتصادية والخدمية والإنسانية”.
مصر
ومن اليمن إلى مصر، حيث يجري حاليا تنفيذ الأعمال النهائية لتطوير “محور محمد بن زايد”، والذي يُعد من أهم محاور الربط بين القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة.
جاء إطلاق اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على هذا الطريق الهام عرفانا وتقديرا لجهوده الداعمة لمصر.
وعلى مدار السنوات الماضية، شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في افتتاح وتدشين قواعد عسكرية مصرية جديدة أو تدشين مشاريع هامة أو حضور توقيع اتفاقيات مهمة بين البلدين.
ويحرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على مشاركة مصر الاحتفال بكل إنجاز تحققه، ويدعمه، في لفتة أسرت قلوب المصريين، إذ يحظى رئيس دولة الإمارات بمكانة خاصة في قلوبهم، لدعمه المتواصل لبلادهم وحبه لها.
ولا يكاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يفوّت مناسبة منذ ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 وحتى اليوم، إلا ويشيد فيها بالدعم الإماراتي لبلاده، وعلاقات الأخوة والمحبة التي تربطه بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات حريصا على مشاركة مصر في كل إنجاز تحققه على طريق استعادة دورها الريادي، فشارك في افتتاح وتدشين القواعد العسكرية المصرية الجديدة، بداية من مشاركته في افتتاح قاعدة “محمد نجيب العسكرية” في يوليو/تموز 2017، مروراً بمشاركته في افتتاح قاعدة “برنيس” على البحر الأحمر في يناير/كانون الثاني 2020، وحتى حضوره افتتاح قاعدة “3 يوليو” العملاقة على ساحل البحر الأبيض المتوسط 2021، قبل أن يشهد والرئيس السيسي في أكتوبر/تشرين الأول 2024 إعلان مخطط مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة وتنميتها على الساحل الشمالي الغربي في مصر باستثمارات مباشرة قدرها 35 مليار دولار، وهو ما يؤكد ويعكس قوة وخصوصية العلاقات المصرية – الإماراتية في جميع الأوقات.
إندونيسيا
أيضا، يزين اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أطول شارع علوي معلق في إندونيسيا.
وكان الرئيس الإندونيسي آنذاك جوكو ويدودو قد وجه في 12 أبريل/نيسان 2021 بإطلاق اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على شارع رئيسي في إندونيسيا، وذلك تقديرا للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وفي إطار العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين.
يعتبر “شارع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان” من الشوارع الاستراتيجية والهامة في إندونيسيا ويبلغ طوله 37 كلم، وتم افتتاحه في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019 من قبل ويدودو، ويعد أطول شارع علوي معلق في إندونيسيا، وأطول طريق سريع معلق مزدوج في جنوب شرق آسيا، ويربط العاصمة جاكرتا بأهم المدن والمناطق السياحية والاقتصادية الحيوية في باندونغ وبكاسي وكروانغ بإقليم جاوا الغربية، علاوة على كونه جزءا من الطريق السريع الذي يستغل لحركة الناس والبضائع بين العاصمة الإندونيسية وإقليمي جاوا الوسطى وجاوا الغربية.
الشيشان
أيضا يزين اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شارعاً رئيسياً في العاصمة غروزني، افتتحه الرئيس الشيشاني رمضان قديروف في أبريل/نيسان 2021.
وأكد الرئيس الشيشاني في كلمة خلال مراسم الافتتاح على العلاقات المميزة التي تجمع قيادة البلدين، وتقديره الخاص للشيخ محمّد بن زايد آل نهيان، مشيداً بالصفات والمكارم الإنسانية التي يتحلى بها.
وأوضح قديروف أنّه تقديراً لجهوده في توطيد العلاقات بين البلدين الصديقين، تقرّر تسمية أحد الشوارع المركزية والحيوية في جمهورية الشيشان باسمه امتناناً وعرفاناً لما قدمه من دعم لمشاريع تنموية لمساعدة الشعب الشيشاني.
باكستان
ومن الشيشان إلى باكستان، حيث يحمل أحد الطرق الرئيسية في البلاد اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
يربط شارع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بين منطقتي مهمند غيت وغالانائي في إقليم خيبر بختونخوا والمناطق القبلية، بطول 42 كيلومترا ونفذه المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان بتمويل صندوق أبوظبي للتنمية، وبتكلفة تبلغ 29 مليونا و117 ألف دولار أمريكي.
جاء المشروع في إطار الدعم المتواصل الذي تنتهجه دولة الإمارات العربية المتحدة لجمهورية باكستان الإسلامية من خلال تنفيذ عدد من المشاريع الإنسانية والتنموية فيها.
ويأتي إطلاق اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على هذا الشارع الهام والحيوي، في إطار الامتنان والتقدير والعرفان لما قدمته الأيادي البيضاء له من مكارم إنسانية سخية ومشاريع تنموية دائمة لمساعدة أبناء الشعب الباكستاني في السنوات الماضية.
حيث يعتبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان داعماً دائماً لجهود مساعدة باكستان وشعبها على الرقي والتقدم والتطور الحضاري في جميع المجالات الإنسانية والتنموية والاجتماعية، ومسانداً لها بالتضامن والتكاتف وتقديم المساعدات الإنسانية في المحن والأزمات والكوارث الطبيعية الطارئة التي تعرضت لها.
ويعتبر شارع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أكبر وأهم المشاريع التنموية الحديثة التي تم تنفيذها بإقليم خيبر بختونخوا والمناطق القبلية، حيث يربط بين 9 مدن، و6 قرى، ويستفيد منه أكثر من 627 ألف نسمة، وساهم في تحسين طرق المواصلات بطريق سريع وآمن يربط بين المدن والقرى التي تعاني من صعوبات في الاتصال بالمدن الرئيسية بسبب طبيعتها الجغرافية الجبلية الوعرة، كما ساعد في سهولة وسرعة نقل البضائع والمنتوجات الزراعية والمعدنية والحيوانية ومواد البناء من المنطقة إلى مراكز التوزيع الرئيسية في باكستان .
