منظمة أطباء بلا حدود الدولية تصف أحوال المدنيين إثر العدوان التركي على شمال سوريا


قامت منظمة أطباء بلا حدود الدولية، بتقديم شهادتها يوم الثلاثاء بشأن الأحداث المضطربة في شمال شرق سوريا، وذلك بعد إعلانها تعليق أعمالها هناك وكذا إجلاء موظفيها الأجانب.

وكانت أنقرة قد بدأت يوم الأربعاء الماضي، هجوما بشكل واسع على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا، بينما ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن الهدف من العملية يكمن في تدمير ممر الإرهاب على الحدود الجنوبية لتركيا.

ومن جهتها، فقد ذكرت المنظمة غير الحكومية يوم الاثنين بأنها قد علقت أغلب أنشطتها للمساعدة الطبية في شمال شرق سوريا، وقررت أيضا إجلاء جميع موظفيها الدوليين في أعقاب ضربات جوية وأعمال عنف منذ بدأ تركيا في عمليتها العسكرية بالمنطقة.

وفي بيان، قالت المنظمة بأن قرار تعليق معظم أنشطة أطباء بلا حدود يأتي بينما يخرج الوضع الإنساني عن نطاق السيطرة وستزيد الاحتياجات الإنسانية على الأرجح. وأضافت: نعتبر القرار الذي اتخذناه صعبا في ظل إدراكنا لحجم احتياجات الأشخاص الذين لا حول لهم ولا قوة والذين يفرون من المنطقة.

ومن جانبه، فقد قال مدير الطوارئ في فرع أطباء بلا حدود بسوريا، روبرت أونس: لقد عانى سكان شمال شرق سوريا خلال سنوات عدة من النزاع وعدم الاستقرار.  ولقد أسفرت التطورات الأخيرة عن ازدياد الحاجة للمساعدة الإنسانية، غير أنّه من المستحيل تقديمها لهم نظرًا للوضع المتزعزع السائد في الوقت الحاضر.

وتابع أونس القول، نحن نشعر بالقلق على سلامة زملائنا السوريين وعائلاتهم الذين بقوا في شمال شرق سوريا في هذه الأوقات العصيبة. سنستمر في تقديم الدعم لزملائنا السوريين عن بعد كما سنبحث في طرق قد تمكننا من تقديم المساعدة للسكان في شمال شرق سوريا رغم القيود. وقد جاءت الخطوة التي أقدمت عليها أطباء بلا حدود في أعقاب تحرك مماثل قد قامت به منظمة إغاثة أخرى، هي ميرسي كور، يوم الاثنين.

شهادة حية ووصف دقيق

وقالت أيضا أطباء بلا حدود بأن الأوضاع في شمال شرق سوريا متقلبة ولا يمكن بذلك تنبؤها لتعدد المجموعات المشاركة في القتال لصالح أطراف مختلفة من النزاع.

وقد ذكرت المنظمة بأن الحالة الإنسانية هناك قد خرجت عن نطاق السيطرة ومن المتوقع أن يزداد حجم الاحتياجات. وأضافت أيضا أثرت الغارات الجوية والقصف والاشتباكات المسلحة بشكل خطير على المدنيين وعلى قدرة المنظمات الإنسانية على إيصال المساعدات بأمان. وذكرت كذلك بأنه في يوم 13 أكتوبر، وصل إلى مستشفى في بلدة تل تمر عشرات الجرحى إثر غارة جوية.

وإثر ذلك فقد تم إجلاء العاملين الصحيين ونقلهم من مستشفى عين عيسى، الذي شكّل أحد المستشفيات الرئيسية التي كانت تستقبل الجرحى وتعالجهم خلال الأيام الخمسة الماضية. وجاء أيضا في البيان بأنه مع انسحاب فرق أطباء بلا حدود، سمعنا أنّ السكان في مخيم عين عيسى يفتقرون بشدة إلى الغذاء والماء والمساعدة الطبية.

ووفق البيان فإنه في الأسبوع الماضي، قد كانت فرق أطباء بلا حدود تقدّم الرعاية الصحية والدعم النفسي للأشخاص الذين يعيشون في المخيم وتزودهم بالمياه. وهم الآن يواجهون وضعًا شديد الخطورة ونحن قلقون للغاية على سلامتهم.

وقد قامت المنظمة بمناشدة جميع أطراف النزاع إلى حماية المدنيين، ودعوتهم أيضا إلى تمكين المنظمات الإنسانية من الوصول بشكل آمن ومن دون عوائق إلى المدنيين. ووفق ما أعلنت عنه الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، يوم الثلاثاء، فقد أدى الغزو التركي حتى الآن إلى نزوح ما لا يقل عن 270 ألف شخص.

Exit mobile version