سياسة

منشق عن الإخوان: الجماعة عملت على تأسيس مدارسها بأوروبا لنشر أفكارها


يظل موقع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في أوروبا محط تساؤل لدى الكثيرين، نظراً لخطاب الجماعة وشعاراتها التي تنتقد الغرب وتصفه بالصليبي، وكذلك نظراً لأجواء الحريات الاجتماعية في أوروبا، التي لا تبدو متوافقة مع نهج التنظيم وأيديولوجيته الدينية.

تجمعات إخوانية

منذ هجرتهم إلى أوروبا، عملت جماعة الإخوان المسلمين على إنشاء تجمعات معزولة نسبيًا، مستغلة حاجة المهاجرين وفقرهم واحتياجاتهم الدينية في بيئات جديدة. قامت الجماعة بربط المسلمين بالمساجد التي تسيطر عليها، ومن خلالها قدمت خدمات، وقروضًا حسنة، وفرص عمل، مما أتاح انتشار أيديولوجيا الإخوان في ظل قوانين تسهل إنشاء الجمعيات والمراكز الخيرية.

مدارس الإخوان

وكانت المدارس الإسلامية من أبرز بؤر الهيمنة الإخوانية على الجاليات الإسلامية في الغرب؛ حيث أنشأت الجماعة مدارس تعليم موازية تحولت إلى مراكز لنشر خطاب التطرف والكراهية، وعزل المسلمين عن المجتمعات التي يعيشون فيها، من خلال تعزيز الشعور بالعزلة وتكريس الإحساس بالاغتراب. كما ساعدت هذه المؤسسات التعليمية في ضخ أموال للتنظيم من الخارج تحت غطاء التعليم وإنشاء المدارس.

غسيل العقول 

قال الدكتور إبراهيم ربيع القيادي الإخواني المنشق:إنّ مدارس الإخوان في أوروبا تعمل على جناحين؛ جناح مباشر يشرف عليه رجال أعمال إخوان، وآخر بمثابة مظلات، في صورة جمعية أهلية، أو رافد داخل جالية من الجاليات، حيث تفاقمت هذه الظاهرة، لدرجة أنّ هناك بلدانًا أوروبية مثل؛ هولندا وألمانيا، أصبح بها عشرات المدارس الإخوانية، التي سارت على خطى مدارس التبشير المسيحية، فيما مضى، بمعنى أنّها فكرة ليست أصيلة، في الوجدان العربي والإسلامي.

وأضاف أنّ هناك عملية لغسل العقول داخل هذه المدارس الإخوانية، وتأهيل جيل يتم ضخه في شرايين المجتمعات الأوروبية، على غرار وصايا حسن البنا، بحيث يجري تشكيل الوعي، كليًا أو جزئيًا، ساعد على ذلك ازدياد عدد المدارس الإخوانية في أوروبا، بشكل كبير خلال العقدين الماضيين، وزاد الإقبال عليها، نظرًا للدعاية التي استخدمها الإخوان، وتقوم على مبدأ الدفاع عن الهوية الدينية، ومواجهة العلمانية، لكن دراسات متعددة أثبتت القصور الحاد لدى هذه المدارس، في تعزيز التكامل الاجتماعي، وتركيزها على الأهداف الدينية، بغض النظر عن النتائج الأكاديمية السيئة.

ولفت إلى أن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها فرنسا، ومن بعدها النمسا وبلجيكا، سوف تكشف النقاب عن مسارات الأوعية المالية، التي استخدمها الإخوان في مجال التعليم الخاص، الذي أصبح بابًا خلفيًّا لغسل الأموال، وتهريب ثروات التنظيم الدولي إلى الغرب، وتوظيفها بشكل سياسي، لإعادة التدوير، وفق خطاب التمكين الإخواني.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى