سياسة

منذ 14 عاماً… أردوغان يلتقي رئيس وزراء إسرائيل


للمرة الأولى منذ 14 عاماً التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الثلاثاء برئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد.

وقال أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي في تغريدة على حسابه الرسمي عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، اليوم الأربعاء: “لأول مرة منذ 2008 التقى رئيس الوزراء يائير لابيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إطار زيارته الدبلوماسية إلى نيويورك“.

مشيراً إلى أنّ: “هذا هو أول لقاء يعقده رئيس الوزراء مع الرئيس التركي منذ الإعلان عن استعادة التمثيل الدبلوماسي الكامل وإعادة السفيرين والقنصلين العامين إلى البلدين”.

وفي اجتماع مع قادة المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى في نيويورك أول من أمس قال أردوغان إنّه يعتزم زيارة إسرائيل. دون أن يحدد موعداً لتلك الزيارة. معتبراً أنّ معاداة السامية هي “جريمة ضد الإنسانية”، حسبما أفادت وكالة “تليغراف” اليهودية.

وجاء اللقاء غداة تعيين إيريت ليليان لتكون سفيرة إسرائيل لدى أنقرة، وبعد نحو شهر من إعلان تركي إسرائيلي مشترك عن تطبيع كامل للعلاقات بين البلدين في 17 أغسطس الماضي. بعد عدد من الخطوات التوددية أبرزها استقبال دافئ غير مسبوق أعده الرئس التركي رجب طيب أردوغان. الذي دأب على الهجوم على إسرائيل خلال مسيرته الانتخابية ووصفها بأنّها “دولة إرهاب”، لنظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في مطلع مارس الماضي، في زيارة هي الأولى لرئيس إسرائيلي منذ (15) عاماً.

هذه الزيارة التي جاءت بناءً على دعوة إلحاح من أردوغان حملت الكثير من المؤشرات على تسارع وتيرة الخطوات التركية لنيل ثقة الكيان الصهيوني. فقد تعهد أردوغان وهرتسوغ حينها بفتح فصل جديد في العلاقة، غير أنّ تل أبيب لم تُبدِ حماستها وقتها. وسط تقارير عن قائمة بالشروط تتعلق بخفض الدعم التركي لحركة حماس الفلسطينية.

 تعاون استخباراتي

ويأتي اللقاء بين أردوغان ولابيد في سياق عدد من التحركات التركية لنيل ثقة إسرائيل فقد كشف جندلمان، في تغريداته حول اللقاء، أنّ الطرفين ناقشا محاربة “الإرهاب” في إسرائيل. غير أنّه لم يوضح ما يقصده بـ”الإرهاب”، ولم يعلّق الإعلام التركي على ذلك.

ووفق المتحدث الإسرائيلي، عبّر لابيد عن شكره للرئيس التركي على “تعاونه الاستخباراتي” ضد المحاولات الإيرانية لتنفيذ هجمات إرهابية على الأراضي التركية.

حماس والأسرى

حركة حماس الفلسطينية، التي كانت تحظى بدعم تركي، فيما تعتبرها إسرائيل “إرهابية”. كانت على طاولة النقاش بين أردوغان ولابيد. فقد ذكر جندلمان أنّ “رئيس الوزراء طرح أمام الرئيس التركي قضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس وأهمية استعادتهم”.

 وكان خفض الدعم التركي لحركة حماس وترحيل قادة الحركة الفلسطينية من الأراضي التركية من بين الشروط الإسرائيلية لتطبيع العلاقات مع أنقرة. وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية نهاية مايو الماضي.

وفي سبيل التطبيع الكامل للعلاقات مع دولة الكيان الصهيوني، رضخت تركيا، على ما يبدو، للشروط الإسرائيلية. فقد أفاد موقع “إسرائيل هيوم” العبري في نهاية أبريل الماضي أنّ تركيا قامت بـ”ترحيل” العشرات من المرتبطين بحركة حماس في دوائر مختلفة.”

 ونقل الموقع العبري عن مسؤول فلسطيني قوله: إنّ “تركيا سلّمت بالفعل العديد من أعضاء حماس النشطين إلى إسرائيل”. مضيفاً: “العشرات من الأشخاص المرتبطين بحركة حماس في دوائر مختلفة تم ترحيلهم من تركيا”. وبعض العناصر لهم صلات بالجناح العسكري للتنظيم الإرهابي.

 ورجح مراقبون أن تبعد أنقرة قيادات الصف الثاني لحركة حماس من أراضيها لوجهة ثالثة. غير أنّ ذلك الموقع العبري قال إنّ الخيارات أمام الحركة “محدودة.

وبحسب موقع “سي بي إس” الأمريكي، فقد أبدى أردوغان. الذي دأب على انتقاد إسرائيل ووصفها بأنّها “دولة إرهاب”، استعداداً لعلاقات “أكثر دفئاً” مع إسرائيل.

وعلى الرغم من محاولات أردوغان، التسويق لعدائه الشديد لدولة الاحتلال الإسرائيلي لأغراض انتخابية بحتة، ظلت العلاقات الاقتصادية بين البلدين مزدهرة. فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل بنسبة 30% في عام 2021 إلى 7.7 مليارات دولار، من 4.9 مليارات دولار في عام 2022

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى