سياسة

مناورة حسم 2020 تحمل في طياتها رسائل عديدة


عدة رسائل تبعث مناورات حسم 2020 والتي نفذتها وحدات الجيش المصري بالمنطقة الغربية، بالقرب من الحدود الليبية، منها قدرة القوات المسلحة المصرية على تأمين حدودها في الاتجاه الاستراتيجي الغربي بكل ما لديها من إمكانيات سواء الجوية منها والبحرية والبرية والدفاع الجوي.

كما أن المناورة تعد في حد ذاتها رسالة تطمئن الشعب المصري، وهو الأمر الذي أكده اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية الأسبق، حيث قال هذا الأخير للعين الإخبارية بأن المناورة العسكرية التي ستجريها البحرية التركية قبالة السواحل الليبية خلال الفترة المقبلة، تستهدف بالأساس نقل قوات برية من أنقرة إلى طرابلس، وذلك بغرض استكمال مخطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الوصول إلى سرت والسيطرة على الحقل النفطي.

فيما قامت وحدات الجيش المصري بالمنطقة الغربية، قرب الحدود الليبية، بتنفيذ مناورات حسم 2020 العسكرية، والتي شملت تنفيذ أعمال الفتح الاستراتيجي للقوات البرية، وبهذا الصدد قال من جهته المتحدث العسكري المصري العميد أركان حرب تامر محمد محمود الرفاعي، يوم أمس الخميس بأن الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، قد شهد المرحلة الرئيسية للمناورة في الاتجاه الاستراتيجي الغربي.

وعلى صفحته الرسمية، قال المتحدث ذاته بأن المناورات نفذتها تشكيلات ووحدات المنطقة الغربية العسكرية بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، إذ استمرت لعدة أيام ضمن خطة التدريب القتالي لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة وكان ذلك بحضور كل من الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة المصرية.

هذا وتضمنت المرحلة الرئيسية للمناورات، قيام طائرات متعددة المهام بتأمين أعمال قتال القوات وتقديم المعاونة الجوية بهدف القضاء على عناصر المرتزقة من الجيوش الغير نظامية ، وتنفيذ رماية لاستهداف مناطق تجمع تلك العناصر ومراكز القيادة ومناطق التكديسات والدعم اللوجيستي، حسب ما أشار إليه المتحدث العسكري، إلى جانب قيام عدد من الطائرات الهليكوبتر بإبرار سرية صاعقة لتنفيذ إغارة على مركز قيادة مكتشف لعناصر المرتزقة وتدميره .

إلى ذلك، رسم من جانبه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 20 يونيو المنصرم خلال تفقده الوحدات المقاتلة للقوات الجوية بالمنطقة الغربية العسكرية؛ الخطوط الحمراء للأطماع التركية في ليبيا، معلنا بذلك حدود معادلة الأمن القومي العربي، من دون استبعاد تدخل عسكري مباشر، ومؤكدا من خلال حديثه أن أمن مصر القومي يرتبط ارتباط وثيقا بأمن محيطها الإقليمي، فهو لا ينتهي عند حدود مصر السياسية بل يمتد إلى كل نقطة ممكن أن توثر سلبا على حقوق مصر التاريخية، كما شدد على أن مستقبل الأوطان لا تصنعه الأماني البراقة والشعارات الرنانة.

وتابع السيسي قوله: رغم امتلاك مصر لقدرة شاملة ومؤثرة في محيطها الإقليمي، ولكنها دائما تجنح للسلم، ولا تعتدي على أحد، ولا تتدخل في شؤون أحد، ولكنها في الوقت نفسه تتخذ ما يلزم لحفظ أمنها القومي.

القدرة على تأمين الحدود

وفي هذا الشأن، أكد اللواء سمير فرج للعين الإخبارية بأن المناورة كان في طياتها عدة رسائل لمن يهمه الأمر خارج حدود مصر، أهمها بأن قواتنا المسلحة قادرة على تأمين حدودها في الإتجاه الاستراتيجي الغربي بكل إمكاناتها الجوية والبحرية والبرية والدفاع الجوي.

وأكد أيضا فرج بأن المناورة المصرية حققت أهدافها، حيث إن كل مناورة سواء بحرية أو بحرية أو دفاع جوي بعثت كل منها على حدة برسالة قوية للطرف الأخر، وأكد مجددا بأن القوات المسلحة المصرية تحمي وتؤمن الحدود ولا تهدد أحد كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا.

مناورة تركية لنقل قوات برية

وبالتزامن مع المناورة العسكرية المصرية، فقد نوه فرج إلى المناورة البحرية التي ستقوم تركيا بإجرائها قبالة سواحل ليبيا في البحر الابيض المتوسط، حيث قال بأن الرئيس التركي يسعى إلى استغلال أعمال المناورة البحرية في نقل قوات برية من أنقرة إلى طرابلس، لاستكمال استعداداتها العسكرية لاحتلال سرت والجفرة، مشيرا إلى أن تركيا لديها 15 ألف مرتزق تستخدمهم في قتال الجيش الليبي، لكنها تعمل حاليا في الوقت ذاته على نقل قوات برية ضمن استعداداتها العسكرية.

كما أن الخبير الاستراتيجي المصري أظهر دهشته من المناورة البحرية التركية في ليبيا، حيث قال: للمرة الأولى تقوم دولة ما بمناورة بحرية في مياه إقليمية لدولة أخرى، وليس على أرضها، وهو أمر يثير التعجب، ويعكس بوضوح مطامع أنقرة أطماع في ليبيا.

وكانت القوات البحرية التركية قد أعلنت يومه الأربعاء بأنها ستجري مناورات بحرية ضخمة قبالة السواحل الليبية خلال الفترة المقبلة، فيما نقلت وسائل إعلام تركية في نفس اليوم عن سلاح البحرية التركي بأن المناورات المرتقبة سيطلق عليها اسم نافتيكس، وستجري قبالة السواحل الليبية في 3 مناطق مختلفة، كما سيحمل كل منها اسما خاصا وهي بربروس وترجوت رئيس وتشاكا باي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى