سياسة

مناطق سيطرة الإخوان.. تكرار لانتهاكات الحوثي ضد السكان


انتهاكات كثيرة يمارسها حزب الإصلاح، الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين، بحق معارضيهم في مناطق سيطرتهم في اليمن، انتهاكات يعتبرها سكان تلك المناطق تكرارا لممارسات ميليشيات الحوثي الإرهابية، لما يتعرّضون له من قمع وتنكيل وابتزاز، وهو ما توثّقه تقارير حقوقية وإعلامية كثيرة.

ومن بين تلك المناطق محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، التي زادت الانتهاكات فيها بعد اجتياحها من طرف قوات حزب الإصلاح، بين قتل المتظاهرين بدم بارد وشن حملات اعتقال واسعة ونهب الممتلكات العامّة والخاصة، وصولا إلى تجريف مؤسسات الدولة والإقالة التعسفية للموظفين المنتمين إلى تيارات سياسية أخرى واستبدالهم بعناصر موالية، كما شهدت المحافظة حالة من الانفلات الأمني وعودة العناصر المنتمية إلى تنظيم القاعدة.

إلى جانب شبوة، تكررت في عدد من المحافظات اليمنية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، الأساليب ذاتها، في إدارة تلك المناطق المحرّرة وتغوّل الإخوان سياسيا وعسكريا، وتضييق الخناق على المكونات السياسية الأخرى.

ويعيد سلوك إخوان اليمن، في إدارة بعض المحافظات اليمنية إلى الأذهان، طريقة إدارة الحوثيين للمناطق الخاضعة لسيطرتهم، من حيث تشابه الوسائل والأدوات والأهداف السياسية والأجندات، حيث يقوم بإرهاق المواطنين من خلال فرض جبايات مالية متنوعة عليهم بهدف تمويل أنشطتهم العسكرية والسياسية والإعلامية، إذ تنتشر نقاط جمع الإتاوات غير القانونية على الشاحنات في الطريق الرابط بين الجوف ومأرب.

وأشارت تقارير حقوقية وإعلامية إلى انتشار السجون السرية التي لا تتبع وزارة الداخلية في المحافظة المذكورة، حيث يتم الإشراف على تلك السجون من قبل عناصر أمنية في الجهاز السري لجماعة الإخوان أو قيادات قبلية وأمنية نافذة، كما تعرض معتقلون سابقون للتعذيب وسوء المعاملة في تلك السجون، الأمر الذي تسبب في وفاة بعضهم، وقال مراقبون إن ما يصل إلى وسائل الإعلام ويتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي حول الممارسات والانتهاكات التي يمارسها الإخوان تعتبر رأس جبل الجليد حيث يتم إخفاء الكثير من القضايا وحجبها عن وسائل الإعلام.

وينتهج الإخوان سياسة افتعال الأزمات ضد الجنوبيين، منذ توقيع اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي، حيث يعمل هذا المسار على استئصال النفوذ الإخواني سياسيًّا وعسكريًّا ويضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، وهو ما ولّد مساعي إخوانية عديدة لتفخيخ هذا الطريق.

شهدت مناطق الجنوب المحتلة ما نستطيع أن نعتبره طفرة إرهابية سوداء، ويجري في الوقت الراهن رعاية الكثير من الجماعات المتطرفة هناك، عبر جلب العناصر التكفيرية من مارب والبيضاء الشماليتين، إضافة إلى استغلال الأوضاع المعيشية الصعبة للجنوبيين، بهدف تجنيدهم وإلحاقهم بمعسكرات الإخوان المتزمتة، قبل أن يتم إرسالهم إلى صفوف القاعدة وغير القاعدة، وفي هذا الشأن، لعبت جمعيات إخوانية بحتة، ترفع شعار العمل الخيري، وتبطن دعم الإرهاب، ومنها على سبيل مثال جمعية الإصلاح وجمعية البادية والرحمة وغيرها.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى